جاء في تقرير ورسائل كتبتها آسيا علي (مينا سفجين آلجيجك)، العضوة في كتيبة الخالدين التي نفذت العملية الفدائية ضد الشركة التركية للصناعات الجوية والفضائية (TUSAŞ) في أنقرة، ما يلي:
إلى كتيبة الخالدين للشهيدة زيلان تقريري عن العملية الفدائية
اسمي آسيا علي، واسمي لدى النظام مينا سفجين آلجيجك، وقد وُلدتُ في عام 1989 في مدينة إزمير، وأنا بالأصل أنحدر من جولميرك، ودرستُ وتخرجتُ من قسم برمجة الحاسوب، وأنا الابنة الرابعة والابنة الوحيدة لأسرة مكونة من أربعة أبناء، وقد أدركت هويتي من عائلتي، إلا أنه على الرغم من ذلك، لم يكن هناك من انضمام إلى الحزب سواي في عائلتي الكبيرة، فقد انقضت طفولتي بشكل مقسم ما بين المنزل والمحيط الاجتماعي، وكانت بيئتنا الاجتماعية وأصدقاؤنا في المدرسة تعني عالماً مختلفاً جداً، وأجندة مختلفة تماماً، حيث كانت مشاعرنا، وأحلامنا، وتطلعاتنا، ومحبتنا، وباختصار، الطريقة التي كنا ندرك بها العالم مختلفة تماماً، لكنهن كنَّ صديقاتي، ولم تكن هناك بيئة بديلة بحيث يمكننا فيها التعرف على رفاق كرد أو اشتراكيين، فقد كان جيراننا وأصدقائنا في المدرسة من أبناء الموظفين الحكوميين من العائلات الكمالية، استمر هذا الوضع حتى التحاقي بأنشطة الشبيبة، وكان لذلك تأثير كبير على شخصيتي وطبيعتي الشخصية، حيث كان جانب منها غير مكتمل دائماً، يتوق إلى ثقافته وهويته التي لا يستطيع أن يعيشها بشكل كامل، أما الجانب الآخر، هو شخصية أخرى تتكيف مع الحياة التي كانت فيها، بعيدة وغريبة عن قيمها الخاصة، وبعبارة أخرى، بينما كان جانب مني يركض نحو الانصهار، كان الجانب الآخر مني يريد احتضان هويتي التي كانت الشيء الوحيد المتبقي لي، وكنتُ دائماً في منتصف الهاوية، ومع ذلك فقد تطورت تناقضاتي الأولى على التناقضات الجنسية أكثر من الهوية الوطنية، وكان هذا هو السبب الأول الذي جمعني مع القائد، لقد نشأت في أسرة اجتماعية كانت المرأة فيها متسلطة، ولكن على الرغم من ذلك، كنت أرى عدم المساواة بين الرجل والمرأة، واستطعت أن أدرك ذلك بشكل أكثر من خلال الكتب التي قرأتها والوسط الذي كنتُ أرصده، وعندما شاركت تناقضاتي مع عائلتي، لم أجد إجابات كافية وبقيت أسئلتي معلقة في الهواء... وفي هذه المرحلة، سمح لي بحثي بالتعرف على العديد من الأحزاب اليسارية الاشتراكية واللاسلطوية والفصائل اليسارية أو العديد من المنظمات النسوية والبيئية، لكن لم أجد في أي من تلك التنظيمات أي إجابة ترضي أبحاثي تماماً، فما كنت أبحث عنه هو نظرية حقيقية وبنية بحيث تتوافق نظريتها وممارستها العملية معاً، وتؤكد بذات القدر معارضتها للنظام وكذلك بديلها أيضاً، وكان الكثير من تلك التنظيمات تفتقر إلى هذا التكامل، ومثلما تُقطع الشتلة من جذورها وتعصف بها الرياح، فأن أيضاً عصفت بي الرياح حتى تعرّفتُ على حزب العمال الكردستاني، حيث كنتُ محاطة بكتب القائد والحزب، فمنذ السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية بدأت أقرأ مرافعات القائد، ولكن مستوى إدراكي كان متدنياً جداً، وكنت أعاني صعوبة في الفهم، فكنت أعطي استراحة لفترة من الوقت، ومن ثم أبدأ بالقراءة من جديد مرة أخرى، ولاحقاً وباقتراح من أحد الرفاق، قرأتُ تقييم الحب الكردي للقائد، وهناك وجدتُ الإجابة على كل أسئلتي التي كنتُ أطرحها منذ سنوات ولم أحصل على إجابة شافية لها، ورغم أنني لم أستطع بعد أن أضع صيغة كيف يجب أن أعيش في تلك السنوات، إلا أنني بتُ أعرف الآن كيف يجب أن أعيش، فلن أتشكل أبداً بالأدوار التي حددها النظام للمرأة وفرضها عليها، ولن أضيق عالم أحلامي وأهدافي بها، لذلك، شاركتُ في أنشطة المرأة الشابة ومن ثم استمرت الأنشطة في المجالس النسائية وأنشطة المجال الاجتماعي، قبل أن أنفصل تماماً عن النظام بالمعنى الجسدي وأتجه إلى الجبل، شاركتُ في الأنشطة على مدى عشر سنوات تقريباً، وإن لم يكن دائماً بنشاط، وخلال هذه الفترة كانت لي محاولات عديدة للانضمام، لكن كل واحدة منها كانت تنتهي بشكل سلبي، إما بسبب عرقلة الرفيقات اللواتي كنتُ تحت مسؤوليتهن، أو بسبب الأشخاص الذين كنت على اتصال بهم لم يكونوا آمنين، أو بسبب افتقاري للتدابير الاحترازية، ومع ذلك، ظل يراودني دائماً حلم أن أصبح مقاتلة للكريلا يوماً ما، وفي السنوات الأخيرة، ونتيجة للعمل الذي انخرطت فيه، أتيحت لي الفرصة للذهاب إلى الساحات الحرة والعودة منها، وبالتالي التعرف على الكريلا، وكلما أصررت على الانضمام في تلك المرحلة، كلما عارض الرفاق ذلك، وأصروا على أن أواصل المضي قدماً في الأنشطة الحالية، لكن أخيراً وليس آخراً: استشهد الرفيق لاشر الذي أصبح محل احترام ومحبة وثقةً عميقة بالنسبة لي منذ اللحظة الأولى التي تعرّفتُ فيها إليه، نتيجة حادث في الطريق أثناء التوجه لتنفيذ العملية، وبما أن المكان الذي استشهد فيه كان مكاناً مدنياً، طلب الرفاق منا أن نذهب لتفقد مكان الحادث، وعندما ذهبنا إلى هناك وجمعنا جثمان رفيقنا المقطّع الأوصال، قطعت عهداً لكل قطعة من قطع جثمانه، وتعهدت بأن أكون جنديةً جديرة به وأكمل ما لم يكمله مهما حدث، وفي نفس الفترة بالإضافة إلى قضية جارية صدرت بحقي مذكرة اعتقال بسبب مشاركتي في إعلان مقاومة الإدارة الذاتية، وبعد أن مكثتُ بشكل غير قانوني لفترة من الوقت في المدينة التي كنت أقيم فيها، وصلت إلى الرفاق للانضمام، ولكن هذه المرة، لم تفلح محاولات الإقناع من قبل الرفاق لساعات متواصلة لكي أعود، ففي 31 آب 2015 قمت بالانضمام، ولم يترك لي كل من وعدي للشهيد لاشر وتشتت تنظيمنا في المداهمات الأولى للمنازل رغم إعلان الإدارة الذاتية، وهروب المئات من الأشخاص عند أول رصاصة، مجالاً آخر للنضال، ووجدت نفسي أعدها كقوة انتقام، حتى وإن لم يكن هناك أحد غيري، لننتقد ذاتنا بأننا لم نستطع أن نكون على قدر المسؤولية التي أخذناها على عاتقنا في الوقت المناسب، بدعوى أننا رواد المجتمع، وبعبارة أخرى، كان لديّ هذه المرة أسباب قوية لأقدمها للرفاق من أجل تحقيق أحلامي، ولهذا، بدأتُ في تقديم اقتراحاتي لكتيبة الشهيدة زيلان منذ أن تلقيت تدريبات المقاتلات الجدد وما بعد، وكانت اقتراحاتي الأولى شفهياً إلى إدارتي الحالية، وكان الرفاق يقولون لي إن الوقت مبكر جداً بالنسبة لي وأنني احتاج في البداية إلى النضوج ضمن صفوف الكريلا، وأثناء تواجدي في جيلو عام 2016، نفذ الرفيق ريناس، الذي بقينا معاً في نفس الكتيبة، عملية فدائية، لكن الرفيق استشهد قبل أن يصل إلى هدفه، بعد ذلك مباشرة، كتبت تقريراً إلى إدارة الإيالة يفيد بأنني أرغب في إكمال العملية غير المكتملة التي قام بها رفيقي، تم الرد على تقريري عبر الجهاز، وأخبروني أن جهودي كانت إيجابية، ولكن سيتم إيقاف مثل هذه العمليات لفترة، وبالتالي تم تعييني للقوات الخاصة، على عكس معظم رفاقي، كنت أعرف مهمة كتيبة الشهيدة زيلان، على الأقل إلى حد ما، لكنني لم أكن على دراية بالقوات الخاصة، انضممت إلى التنظيم للقيام بعملية فدائية، وكانت طريقتي في إدراك الفدائية هي تفجير القنبلة داخل نفسي، لكن كنت افتقد لأساسها الأيديولوجي وتعزيز القوة والجهد والكدح، بالطبع، لم أكن في مستوى يسمح لي بإدراك هذه الأمور في ذلك الوقت، بينما كنت أنتظر القوات الخاصة، بناءً على اقتراحي، ذهبت إلى زاب، المنطقة التي مارست فيها الكريلاتية لأول مرة، وذكرت أنني أريد الانتظار هناك. أثناء تواجدي في زاب، تم تعييني في قسم العمليات النوعية في أكاديميات شهيد ماهر، لقد كان العالم ملكي لأنني سأتمكن من صنع القنابل التي ستقودني إلى الحرية بيدي، ولهذا الغرض، توجهت إلى تدريب القسم الذي حضرته في عام 2017 بنفس الحماس وتعلمت كل ما تعلمته على هذه الأسس، وفي الوقت نفسه واصلت كتابة التقارير المقترحة لكتيبة الشهيدة زيلان، بعد وقت قصير من التدريب، انضممت إلى القوات الخاصة في عام 2018، منذ أن تلقيت التدريب الأساسي، بدأت أفهم مدى ضحالة وجهة نظري للفدائية، إن تكون فدائي القائد تعني التسلح بهذه المهمة في كل جانب من جوانب الحياة، وأثناء القيام بذلك، المخاطرة بسباق محموم من خلال محاربة الرجعية في نفسك بحب كبير، لكنني كنت في وهم أنا مستعد، إن المطالبة والعمل الجاد لتستحق ما تريد هو أمر حاسم للغاية في حزب العمال الكردستاني، ففي المجتمع الاستهلاكي الرأسمالي، هناك منطق أريد هذا، فليكن لي، لكن في حزب العمال الكردستاني، هناك مفهوم أريد أن أقاتل بهذه الطريقة، أريد أن أشارك في الحرب هناك، لذلك يجب أن أقوم بتجهيز نفسي بكل معنى الكلمة لهذا، بينما أبذل قصارى جهدي لتحقيق رغباتي، يجب أن اخاطر بتقديم كل أنواع التضحيات من أجل هذا، من الصعب على الأشخاص مثلي، الذين يتشكلون حسب ما يريده النظام، أن يدركوا ذلك، ولهذا السبب كنت أواجه ضغوطات كبيرة من قبل قادتي، بالقول: أريد أن انفذ عملية فدائية، لماذا لم يتم مهد الطريق لي؟ الفدائية ليست وظيفة الشهرة، أو وظيفة شعبية، إنها ليست بطولة رخيصة على الإطلاق، في البداية يتخذ الإنسان قراراً فقط بشأن أسلوب الحرب، لكن ما يهم حقاً هو مدى قدرتك على تكوين وخلق نفسك بعد اتخاذ هذا القرار، والأهم من ذلك مدى قدرتك على الاندماج مع أخلاق القائد باختبار نفسك في فلسفته، وبطبيعة الحال فإن التحول يمثل دورة لا نهاية لها، ولكي نصل إلى حقيقة القائد لا بد أن تكون كل لحظة في طور البناء، ولكن هناك بعض الخطوات التي يجب فهمها وتنفيذها على الفور، ومقارنة بصعوبة العملية، فإن هذا أمر لا غنى عنه للكرد، وخاصة لنا نحن كمناضلين، لقد وصلت إلى عمق هذا في القوات الخاصة. وهذه الفترة كانت بالنسبة لي بمثابة مرحلة التعرف على العملية ومتابعة المنظمة ومحاولة فهم وبناء نفسي، في حياتنا التي تتشكل من خلال فلسفة القائد، كان ثراء الأساليب التنظيمية دائماً فعالاً للغاية بالنسبة لي، مقارنة بالمشاكل ونقاط الضعف الشخصية التي تنشأ، إذا كان المصدر هو القائد، فلا توجد مشكلة شخصية لا يمكن حلها، ولا توجد معركة لا يمكن تحقيق النصر بها، دعونا نكون قادرين على أن نكون المؤدين الحقيقيين للقائد الذي يتوق إليه العالم أجمع، انضممت إلى كتيبة الشهيدة زيلان بهذا الإصرار والعزيمة، منذ أن علمت أن مسيرتي النضالية كانت في المجال الذي كنت أحلم به، وأنا أعيش بنفس الحماس منذ سنوات، أعلم أنني مهما فعلت لن أتمكن من الوصول إلى عظمة الشهيدة زيلان، وهي الفراشة الخامسة التي تلتهمها النار في سبيل إيصال الحقيقة لاتباعها حتى لو تحولت إلى رماد. إنها إلهة الخالدين، ولا يسعني أن أكون مرشحة لها إلا من خلال عمليتي الفدائية... تماماً كما يركز الصقر على هدفه ولا يقبل سوى النجاح سأكافئ جهود كل رفاقي الذين قابلتهم والذين لم اقابلهم، بتفجير شغف الانتقام الذي تراكم في نفسي في دماغ العدو، وهذا هو تأكيدي وإصراري، وأقول بكل صدق أن هذا الإصرار هو الذي خلق في داخلي متعة اعتناق حياة جديدة، وليس نفسية المرء المتجه نحو الموت.
المشاركة مع كل قيم القائد
هنالك مقدسات لجميع الأديان ولجميع المعتقدات وأنت جزء من كل هذه المقدسات وجميع القيم؛ قائدي. أرجو ألا يفهم الأمر بشكل خاطئ و لا أريد أن أظلمك بوضعك في مكان الله فأنتم من ابناء الآلهة المقدسين ولقد قمتُم منذ طفولتكم بايقاظ الشعب من سباته بفضل طبيعتكم الإنسانية و عندما ننظر إلى التاريخ سنرى العديد من القادة الذين ضحوا بأنفسهم من أجل العيش بحياة كريمة لشعبهم، لكن من الضروري أن نرى في حقيقتهم إلى جانب كونهم ممثلين وقادة الجوانب الأخرى لهم و أنت الشخص الوحيد الذي بفلسفتك أصبحت كل شيء لجميع مجتمعات العالم والذي أثبت الهدف الحقيقي للوجود وأصبحتَ مصدرًا للإلهام.
إنه فخر لنا أن نكون تلاميذك وفي الوقت نفسه، فإنَّ انتقادنا الحالي هو سوء فهمنا لك وعدم وفائنا لك والتي هي كبيرة بحقنا والسبب وراء بقائك اليوم في سجن إمرالي ضمن نظام الإبادة والتعذيب هي الرفاقية الغير مجدية التي لا يمكننا التغلب عليها وتجاوزها، ومثل كل الرفاق الآخرين الذين اجتهدوا فأنَّ هدفي الأكبر هو الوصول إليك من خلال عملي حتى لو كان قليلاً.
قائدي، أعلم أنك كشخص يُقدر الناس والحياة كثيراً ضد مثل هذه الأنشطة و لكن يجب أن أخبركم أنه أيًا كانت القوة التي تحاول ان تصل إليكم أو الى مناطق الحرية التي قمتم ببنائها، فإننا سنكون قنبلة تنفجر في قلوبهم وعقولهم ،نحن مدينون على الأقل لكم ولهذه الساحات التي قضينا فيها أهم أيام حياتنا، هذه أرضنا وتربتنا، كل ركن فيه فيها دماء شهدائنا، إذا ظنوا أننا سنتركه هنا لهم فإنهم يخدعون أنفسهم وبما أنكم مثالاً يحتذى به للتضحية والفداء وهذه حقيقة لا غبار عليها ولا يمكن الشك فيها، آمل ألا تعتبروا هذا تجاوزاً أو تطاولاً بحق مقاتليكم الذين أقسموا على العيش والقتال مع أيديولوجيتكم.
قائدي، كنت أتمنى دائمًا لأولئك الأشخاص الذين رأوكم شخصياً أن أقضي وقتًا معك حتى لو كان مجرد نفس و لكنني أعلم الآن أنه منذ اليوم الأول الذي قررت فيه القيام بالعملية وحتى الآن، رأيتكم في أحلامي و أن لهذا الأمر معنى.
في أي وقت وفي أي وضع أعتقد أنه يمكنك بطريقة ما الحصول على نفس التردد معنا وربما هذا هو تعريف الحب الحقيقي وربما هذا هو المعنى الحقيقي للرؤية وأعلم أنك ترانا دائمًا وأراك أيضًا قائداً لي وستكون الأمر كذلك في كل حياتي، بكل الحب والاحترام وأصدق الأمنيات.
إلى رفاق الدرب
مثلكم جميعاً، قضيت السنوات الأكثر معناً في حياتي في مناطق الحرية التي بناها القائد في هذه الجبال ولقد اتبعت طبيعة الحقيقة وواقعي وأنوثتي، وكرديتي في هذه الطرق والمسارات وفي كل خطوة كنت أرى خطى وأصوات وخيال الباحثين عن الحقيقة أمامي وهذا ما زادني تمسكاً بهذا الطريق وتعلمت من كان نهجه وقدوته القائد والشهداء فلن يضل أبداً، أطفال بلا وطن، محرومون من لغتهم الأم وهويتهم ويولدون أمواتاً و نحن أطفال ولدنا أمواتاً و كانت فرصتنا الوحيدة هي أن يكون لدينا مخلص مثل القائد آبو ويقدم لنا سبل الحياة وأسلوب العيش و نحن فقط نتنفس ونعيش مع حزب العمال الكردستاني.
الآن أكثر من أي وقت مضى، إنهم يهاجمون شريان حياتنا ويريدون تحويلنا إلى جثث هامدة وميتة مرة أخرى ومقابل هذا أعرف الإجابة التي يقدمها كل واحد منكم وأنتم تصنعون من أجسادكم دروعاً وتقاتلون في الأنفاق، ضد الظلام الذين يريدون خنقكم بالمواد الكيماوية وحرقكم وتناضلون بإخلاص وكرفيقة لكم، أريدكم أن تعلموا أنني أحاول بكل كياني أن أشارك العبء الواقع على كتفيكم ولست أنا وحدي بل كل الرفاق الذين ليسوا في مناطق الحرب الساخنة يشعرون بنفس الشعور معي وأعتقد أنكم تشعرون به بعمق أيضًا.
لأننا نشعر ببعضنا البعض فنحن قادة المجتمع الجديد، هذا المجتمع هو مجتمع ديمقراطي وبيئي ومحرر للمرأة ونحن أول الأمثلة على ذلك ولقد جعل قيادتنا من المدينة الفاضلة حقيقة وأحيا إنسانية جديدة وبقدر ما يمثل كونك عضوًا في مجتمع وتتشكل بأخلاقه وانضباطه فرصة عظيمة لنا جميعًا، فإنه يتضمن أيضًا معنى قيادة التاريخ، إنني أؤمن بصدق أنكم جميعاً ستتحملون مسؤولية عصرنا، فكما أشعر اليوم أنني أقاتل معكم في أنفاق الحرب، أؤمن أنكم غداً ستكونون في قلب العدو وكوني معي في عمليتي ، أسفي الوحيد هو أنني عندما أركض وراء الحرية أخاف أن لا أستشهد على أرضي ولا أصل إلى الأرض بأيدي رفاقي الطاهرة وما زلت أعلم أننا مقاتلي الكريلا في عصر الكوانتوم الكم الحديث موجودون في المكان وفي اللامكان في أي موقف وفي أي وقت.
فكم هي عدد المرات سيعيشها الشخص من عمره، وكم هي عدد المرات من عمره التي يمكن أن يضع فيها بصمته في الحياة؟ من الممكن لأولئك الذين ليسوا من مقاتلي الكريلا ولم يدركوا معنى الكريلايتية، أن لا يعرفوا الإجابة على هذا السؤال و بالنسبة لهم، فإن القتال هو خيار قصير المدى ومع ذلك، فإننا نعيش الألم والفرح والإثارة والحب ألف مرة أكثر مما يعيشه الشخص العادي، وبهذا العمر الذي تم تعريفه بإختصار فنحن نعيش مع كل المشاعر رغم شدتها .
ووفق النظام الاجتماعي، فمع وفاة أحد أفراد الأسرة، يجعلون أنفسهم يعتقدون أنهم أصبحوا في حداد طوال حياتهم كلها، بمعنى أخر انهارت حياتهم واصبحوا يعيشون في مآسي ولكن بأيدينا نضع أرواحنا التي ربطناها بروابط الرفاقية والتي هي الشعور الأكثر حميمية وراء كل العلاقات البيولوجية، ونضيف انتقام الآخر على كل نفس يؤخذ بعده وهذه هي الحياة ذات المعنى نفسها والحب الحقيقي نفسه وهذه هي الحاجة إلى أن تكون إنسانًا وأن تكون كريمًا.
لذلك أنا ممتن لكم جميعًا على كل الوصايا التي عشتها معكم ولا أعرف كم مرة سأولد، لكني آمل أن أرى حزب العمال الكردستاني مرة أخرى في كل حياة، لأكون رفيقك مرة أخرى وأعتقد بصدق أنك ستحمي هذه الحياة حتى آخر قطرة من دمك وكما قال شهيد إكين: كل شيء من أجل اللقاء الكبير...
للرفيقات الجميلات في حزب الحياة الحرة الكردستاني
بالرغم من أنَّ المرأة في كل مكان في العالم هي الجنس الثاني، وفي الشرق الأوسط وخاصة في البلدان المحتلة مثل كردستان، فإن معنى أن تكوني امرأة، بأي شكل من الأشكال، يساوي العبودية، أي الموت وحتى أشعلت المرأة الكردية شرارات الحرية الأولى مع سارة وبسي وباعتبارنا مؤسسات الحزب والجيش النسائي الوحيد والأول في العالم، نتحدث الآن عن مميزات كوننا امرأة في هذه الجغرافيا.
وبالطبع، فالمرأة مضطهدة في كل مكان في العالم بكل الطرق وبكافة الأساليب وبدء من الفقير إلى الغني، من العمال إلى القادة، من السياسيين إلى المهنيين، من العاطلين عن العمل، من السود إلى البيض، من الأمريكيين والأوروبيين والآسيويين، الخ... وفي يومنا أصبحت المرأة تدرك ذلك وتحاول في بناء أسس للنضال المشترك من أجل حريتهن، ولكن هناك خداع وتزييف في مفاهيمنا عن الحرية وخاصة في أوروبا، هنالك العديد من النساء لا تستطيع بفهمهنَ التغلب على فكرة الحرية الليبرالية.
يمكن أن يكون تعريف الحرية هو سأعيش كما أريد، سأقترب كما أريد، ولكن بما أن معظمها يؤدي إلى خيارات خالية من الأخلاق، فإن النساء يتم تحويلهن إلى سلعة أو يتم مقارنتها بالرجال وهذا التصور الخاطئ للحرية واليوم هو في مقدمة اهتمام المرأة في الشرق الأوسط، خاصة في ممارسات الحرب الخاصة في كردستان، والتي يتم تطويرها بشكل مُمنهج.
ولهذا السبب، تتعرض المرأة للاغتصاب والعنف والقتل كل يوم على يد الجنود والحراس ورجال الدولة أصحاب المراتب العليا وبالنسبة للمرأة الكردية، بقدر ما يتم تغير مفهومها عن الحرية ومفهومها عن العشق والحب، فإن عدم إمكانية وصولها إلى مستوى فهمنا فهو موضوع انتقاد بالنسبة لنا ، فكما لا نستطيع الإدعاء بأننا حررنا أنفسنا مادام هناك امرأة تواجه هذه السياسات فلا يمكننا الادعاء أيضاً أننا انتصرنا في النضال ، نحن النساء اللواتي وجدنا الحياة بفضل القائد آبو، معه وصلنا إلى التعريف الحقيقي للحرية وصلنا إلى التنظيم و لدينا حقيقة وهي أنَّنا أنشأنا من مجتمع كانت لا تستطيع فيه امرأتان أن تجتمعا معًا ضمن حزباً للمرأة وجيشاً خاصاً للمرأة، لذلك في كردستان هناك خاصية مماثلة لحقيقة المرأة ، إن تقييد هذه الخاصية وخاصة على مؤسسها القائد آبو، سيكون أمرًا غير عادل.
وكالرفيقات المخلصات للقائد، علينا مسؤولية ودين في جمع القائد آبو مع جميع نساء العالم، وإذا أصبحت اليوم المرأة، الحياة، الحرية شعاراً، و تنتشر كشعلة لحرية المرأة والشعوب في البلدان، وعلى الجميع أن يعرفوا مؤسسها ويناضلوا من أجل تحريره من جزيرة الأسر إمرالي، فعلى العالم أجمع أن يصرخ ويناضل في سبيل ذلك ،فجميع نساء العالم والإنسانية جمعاء تدين لقائدنا ومن مسؤوليتنا أن نقول لهنَ هذا...
رفيقاتنا الجميلات، ففي الحرب التي تخوضها المرأة ضد ذهنية الرجل والتي هي الحرب الأطول والأكثر استمرارية في التاريخ و أنا معكم لنصل معاً إلى الحب الأبدي وصدق الأنوثة وبقدر ما هو شرف لي أن أعيش وأقاتل معكم فهي مسؤوليتي أيضاً.
أعدكم بأنني سأعيش وأقاتل حتى النهاية وفقًا للمسؤولية بكوني جزءًا من هذا الحب الاجتماعي وكوني مناضلة في حزب الحياة الحرة الكردستاني PAJK ومن خلال الأعلان عن عمليتي فأنني أهديها للقائدة والقيادية آريانا باران، أعانقكم جميعًا بكل حبي وأتمنى لكم النصر في نضالكم.
إلى رفاق السجون
لكي تصبح عضواً في حزب العمال الكردستاني أو حزب حرية المرأة الكردستانية يجب عبور جميع الحدود، وامتلاك قوة، عقل ونضالاً مشتركاً، على الرغم من رغبتهم في حبسكم جسدياً بين الجدران، إلا أنكم اليوم تقاتلون جنباً إلى جنب معنا ضد نفس العدو في نفس الخندق، بحيث كان سلاحكم تارة تجويع جسدكم وتارة مقاومة كل أنواع التعذيب، لكنكم اتخذتم دائماً خط مظلوم وكمال أساساً لكم، عدم قدرتكم على التغلب على كل الصعوبات التي مررتم بها هو سبب للنقد الذاتي بالنسبة لنا، وبهذا الشعور نظرت إلى كل ما رأته عيني جميلاً في الساحات الحرة من أجلكم، كما نظرت إلى حركة الغيوم في السماء، وراقبت تغيير الفصول، دفء الشمس، هدوء المطر من أجلكم، أعلم أنكم شعرتم بفرحة عميقة لعمليتنا الفدائية، بقدر حزنكم لكل خبر مؤلم سمعتموه عنا، أعلم أنه بغض النظر عن مدى صعوبة الظروف، فإنكم تتعاملون مع ساحة المعركة التي تتواجدون فيها كساحة القائد وتقيمونها وفق ذلك، حيث يقع على عاتقكم مسؤولية وواجب كبير لتصبحوا أكاديميين لمجتمع جديد، سيكون لديكم واجبات مكثفة في كردستان الحرة، وإيماناً مني بأنكم على علم بذلك، أتمنى لكم التوفيق والنجاح في نضالكم وأحييكم بكل حب واحترام وشوق عميق.
إلى الشعب الكردي الوطني
إن عملية التفاوض مع الدولة، ما يسمى بعملية السلام، أخذت منا الكثير، رغم كل تحذيرات قائدنا، أسوأ ما في الأمر هو الخطأ الذي ارتكبناه عندما نسينا صيغة الدولة واعتقدنا أنه سيكون هناك سلام بالفعل، ورغم أنه تم تقديم تضحيات عظيمة من أجل هذا الخطأ، إلا أنه عليكم أن تدركوا أن خطاباتكم عن السلام والحقوق والقانون لم تتغير، بينما يُقتل أطفالكم بالمواد الكيماوية، ويتركونهم في قبضة الموت في السجون وتتعرض نسائكم للإهانة والمضايقة والاغتصاب من قبل العدو، علينا أن نعرف ما الذي نطالب به وما الذي سنطلبه، أنتم شعب شريف وكريم قاوم عبر التاريخ، ولهذا يجب أن تعلموا قبل كل شيء أن الحرية تتطلب تضحيات عظيمة، يمكنكم أن تدعوا أنكم قدمتم تضحيات بإرسال ابنائكم إلى ساحات الحرب، ولكن في الوضع الحالي هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير، اليوم، يُقتل مئات الأشخاص من أجل الحرية في شرق كردستان وإيران، لكنهم لا يتراجعون. لقد أصبحتم مصدر إلهام لتقليد المقاومة هذا، لكن ليس من المفهوم حتى الآن مدى خوف شعب شمال كردستان، خاصة اليوم، إن العائلة التي ترسل ابنها إلى هذا النضال ما الذي يمكنه ان تخسره، وما الذي يمكن أنه يكون هناك أكثر قيمة من هذا؟ أعمالكم، اموالكم؟ إذا لم نكن أحراراً، فما المعنى الذي يمكن أن يكون هناك؟ هل تعلمون أنه يطلب منا أن نتعود على غياب قائدنا الذي منحنا كرامتنا، يخدعونكم بالأكاذيب بحيث تستطيعون العيش بدونه، يخدعونكم بالأكاذيب أن هذه الحرب مستمرة بسبب الكريلا، هل انتم على علم بذلك؟ إن تجهيز نفسك بكل معنى الكلمة بما يتماشى مع واقع الشعب الذي يخوض حرباً سيكون أفضل إجابة يمكنك تقديمها لأبنائك، أن الشعب الذي حاربت من أجلهم هو الشعب الذي يقيمون القيامة على العدو عند إرسالهم رفات رفاقي الشهداء إلى أمهاتهم عن طريق الشحن أو تسليمها إلى آبائهم في صندوق، والذين ينتفضون عندما يستشهد مقاتلوهم بالأسلحة الكيماوية، لديكم هذه القوة والإرادة لأنكم قطعتم هذا الشوط من خلال تجربة ومقاومة جميع أنواع الوحشية، كما قال الشهيد جكدار: إن أبناء الشعب البطل يصبحون فدائيين، إذا قام الجميع بأدوارهم، فإن الأيام التي سنبدأ رقصة الحرية مع قائدنا قد اقتربت، طالما أنكم تدركون مسؤولياتكم في حرب الشعب الثورية ولا تبعدوا ابنائكم عن حزب العمال الكردستاني، كل طفل وكل شاب تقوم بإبعاده عن حزب العمال الكردستاني سيرتبط بفساد النظام بطريقة أو بأخرى، إذا كان هناك مجتمع في العالم الحالي تمكن من البقاء نظيفًا وصادقاً، فهو مجتمع حزب العمال الكردستاني، إذا كنتم تريدون مستقبلاً أخلاقياً وفاضلاً وواعياً، فأنشأوا أطفالكم على فلسفة القائد وايديولوجية حزب العمال الكردستاني، نحن مناضلون ندرك أننا سنتحرر بينما نخدم شعبنا، ولهذا أعلم أن كل ما أفعله من أجلكم، وخاصة لأمهات الشهداء، سيكون غير كافياً، ولكن بصفتي ابنتكم، أريدهم أن يعرفوا أنني أقاتل من أجلهم أكثر من أي شيء آخر، وأقبل أيديهم المقدسة.
يحيا القائد آبو!
لا حياة بدون القائد!
المرأة الحياة الحرية!
تحيا حرب الشعب الثورية!
النصر أم النصر!
فلتسقط كل اشكال الرجعية!
فلتسقط الدولة التركية الفاشية!
إلى عائلتي
أستطيع أن أتخيل أنه سيهتز كيانكم بالخبر الذي ستتلقونه، لكن إذا تعرفتم علي قليلاً خلال الوقت الذي قضيناه معاً، فيجب أن تعلموا أن مشاركتي ونضالي لن يكونا عاديين، سأرغب دائماً في المزيد، والأجمل، لقد أخبرتكم دائماً أنه إذا لم أنضم إلى حزب العمال الكردستاني، فسوف ألومكم طوال حياتي وبما انني لا استطيع أن أكون سعيدة سأجعلكم حزينين أيضاً، لأنكم كنتم دائماً تستخدمون حبكم كعقبة بالنسبة لي، ومع ذلك، فإن الحب الحقيقي يتطلب خلق مساحة يستطيع من تحب أن يعيش فيها بحرية، لذلك أريدكم أن تعلموا أن حبي لكم وصل إلى جوهره الحقيقي بعد انضمامي إلى حزب العمال الكردستاني، لقد بذلت الكثير من الجهد في البداية، يجب أن تدركوا أن التربية والأخلاق التي قدمتوها لي دفعتني إلى اختيار حياة حرة، لأكون جديرة بكم يعني القتال من أجلكم، إذا كنتم تحبونني حقًا، كما تقولون دائماً، واصلوا مسيرتي النضالية، قاوموا ضد العدو بكل إرادتكم، وليس بقدر قوتكم، ولا تذرفون الدموع من أجلي، بكائكم لن يمجدني، بل سيقلل من قيمتي، فلتكن هذه معركتكم الأولى ضد العدو، أرجوا منكم شيئين، أولاً، تربية أبناء إخوتي على لغتهم وهويتهم الخاصة.، دعوهم لا يشعروا بالنقص الذي شعرت به، ويجب عليهم بالتأكيد أن يتعرفوا على القائد وحزب العمال الكردستاني، ثانياً، ادفنوا جثماني ولو بقي جزء بسيط منه في مزار الشهداء، لا أستطيع أن أرقد بسلام إلا بجوار رفاقي، ربما تكونوا قد فقدتم إحدى بناتكم، لكن أنا فقدت المئات من رفاقي، أتمنى أن تفهمونني.
أمي العزيزة، سامحيني على عدم قدرتي على قضاء ما يكفي من الوقت والعناية بك باعتباري ابنتكِ الوحيدة، لقد شعرت دائماً بالراحة عند التفكير في أن والدي وإخوتي يهتمون بك بدرجة كافية، لكني فهمت من رفيقاتي في الحزب أن المرأة بحاجة إلى المرأة، وأنه لا يوجد شيء آخر يمكن أن يكمل الحوار بين المرأة والمرأة، لذلك، عندما أعتقد أنه يمكنك تحقيق كل ما لا يمكنك العيش معي من خلال البقاء مع النساء من حولك، فستكون قد قدمت لي أعظم هدية، طالما تذكرونني سأكون معكم، طالما أبديتم موقفاً يليق بنضالي، وتذكروا أن كل رفاقي هم أبنائكم، وأنا ابنة لآلاف عائلات الشهداء، أنا معكم بقدر ما تفهمونني.
تحية واحترام الآبوجية
آسيا علي
11.11.2022[1]