كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (7)
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 2415 - #25-09-2008# - 04:25
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
بعدما قيًمنا بشكل عام وضع القوى اليسارية من اتجاهات عدة و تعمقنا بعض الشيء في ما يخص حياة الطبقة الكادحة و انعدام ممثلين لهم و تشتت قواهم ، و الى حد كبير اخفائهم على الساحة نتيجة اسباب ذاتية و موضوعية ، و ان توصلنا الى حال توضح لدينا ما يسير عليه الشعب الكوردستاني ، و انتشار الفقر و البطالة و التضخم ، و انعدام الخدمات العامة و هي التي تعتمد عليها الطبقة الكادحة بشكل واسع ، فلابد من التفكير في الحل المناسب و اول المهتمين بهذا الواقع يجب ان تكون القوى اليسارية المتشتتة ايضا الان و عليهم قبل ذلك الى تجميع انفسهم قبل البدء باي عمل ،و لابد من العمل من اجل تجميع كافة الامكانيات للقوى و تحديد المسار و اتخاذ المواقف و الاجرائات الملائمة في هذا الشان.
ان كان جوهر الكفاح المسلح لليسار في كثير من الاحيان ، هو تغيير الواقع، فكان لليسار الكوردستاني ايام النضال المسلح هدف رئيسي عام و هو تحرير فئات الشعب كافة التي كانت لها صفات و مصالح مشتركة عامة و تغيير واقعه و وضعه البائس من حال مجتمع انعدم فيه ابسط مبدء للعدالة الاجتماعية الى مجتمع افضل من الناحية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، و كان جل ما يفكر فيه الانصار و البيشمركة و يضحي بالغالي و النفيس من اجله هو تحرير الشعب بكامل طبقاته و فئاته كاولى اولويات القوى اليسارية ، الا انه بعد التحرير و منذ انتفاضة اذار 1991 و من ثم سقوط الدكتاتور نشاهد الاستقرار النسبي و الامان ، و لكن القلق من المستقبل ما زال هو المسيطر على اذهان الشعب، و لم تحصل الطبقة الكادحة لحد اليوم على ابسط حقوقها ، و نقاط الضعف و السلبيات الكبيرة في حكم القوى المتنفذة لها تاثيراتها السلبية المباشرة ايضا على حياة الطبقة الكادحة قبل الطبقات و الفئات الاخرى، و اليوم لابد من القول ان ما هو عليه الوضع العام يتطلب النضال السلمي و العمل المشترك و هو من واجب القوى اليسارية ، و عليها تحديد الية العمل و الوسائل المتبعة من اجل الكادحين.
ان التغييرات الحاصلة على الوضع العالمي، و ما تتجه الصراعات الكبرى تظهر ما يمكن ان تفيد اهداف و اماني الكادحين في العالم ، و عليه لابد ان تتحد القوى اليسارية و تعمل جاهدة على تغيير الواقع، و اعادة الثقة بالنفس و وضع خطة عمل واقعية عامة للمنطقة.
و اعتقد ان ما هو عليه كوردستان العراق من الحال تحتاج الى تركيز العمل على توحيد المواقف و الاراء و بناء اتجاه صحيح لاعادة الهيبة و بيانو تكوين الثقل اللازم على الساحة لكي يتمتع اليسار بدوره من اجل خدمة الانسانية و في مقدمتها ما يخص الفقراء و الطبقة الكادحة بشكل خاص ، و من اهم الخطوات الرئيسية الهامة التي يمكن اتباعها لتكن نقطة انطلاق العمل من اجل الكادحين و البداية الصحيحة هي:
1- عقد مؤتمر كوردستاني عام بحضور ممثلين عن كافة القوى اليسارية، الاحزاب و التيارات و الاتجاهات و الشخصيات اليسارية، و العمل على توفير الارضية المناسبة اللازمة لانجاحه بشكل علمي دقيق، و تحديد جدول عمل كثيف و متعدد الجوانب، و يمكن في البدايية التركيز على الحوار و مناقشة الخطوط العامة و الاهداف الرئيسية و تحديد اللجان المشتركة لمتابعة الاعمال.
2- تحديد اولويات العمل لما تفيد الطبقة الكادحة و الفقراء، و كيفية الضغط على تامين الخدمات العامة للجميع.
3- التاكيد على متطلبات الجماهير و اعادة الثقة بالقوى اليسارية من خلال الفعل و العمل.
4- الحصول على النتائج الايجابية من خلال الاعتماد على القيادات المثالية النزيهة لادارة اللجان المنبثقة من المؤتمر العام.
5- قراءة الواقع بشكل دقيق و محاولة كسب ود الجماهير من خلال العمل معهم و الاعتماد على الكوادر البسيطة و عدم المبالغة في التعمق للقضايا الفلسفية و تحليلها امام الجماهير و عامة الكادحين، و قراءة المستوى الثقافي للمجتمع بشكل دقيق لاجتناب التدخل في الحوارات العقيمة التي تضر بالحركة اليسارية بشكل عام .
6- محاولة تقديم المثالية في روح التعامل ، و التاكيدعلى رص الصفوف و العمل المشترك.
7- العمل على توفير الاحتياجات النفسية و الروحية للطبقة الكادحة و عدم الخوض في هذه الفترة في خصوصيات المواطنين و ما يؤمنون به ، و حثهم على الاهتمام بالثقافة العامة بكافة الوسائل و ليس تلقينهم فقط كما عملنا من قبل ،من اجل التطور و التثقيف الذاتي.
8- الاعتماد على الشفافية و توفير الارضية و الاليات اللازمة للعمل و الالتزام بحقوق الانسان.
9- العمل الجدي للاستناد على الفكر الواقعي و الاهتمام بالصحافة و الاعلام اليسارية الواقعية .
و بهذ الخطوات و العمل الحاد و التعاون نخطو الخطوة الاولى لخدمة الطبقة الكادحة و الفقراء المعدمين.[1]