كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (3)
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 2411 - #21-09-2008# - 08:34
المحور: الحركة العمالية والنقابية
منذ بداية القرن العشرين و ظهور ملامح الفكر اليساري و انبثاق الاحزاب و التيارات اليسارية في المنطقة،اندلعت ثورات في كوردستان العراق كان جل اهدافها قومية بحتة على الرغم من ان بعض القادة و المثقفين و الساسة فيها كانو حاملين للكثير من المباديء اليسارية ، و هم يناضلون تحت راية الافكار القومية للوصول الى المبتغاة و اهداف الشعب العامة في حق نقرير المصير ، و ذلك لاسباب متعددة ذاتية و موضوعية، هذا بالاضافة الى ان الحزب الشيوعي العراقي كان يضم في صفوفه نسبة كبيرة من الكورد و العديد من قياداته من الكورد ، و اهتموا في تنظيماتهم على اقليم كوردستان بالاضافة الى العراق بشكل عام، و هكذا الى ان وصل الحال الى انبثاق حزب شيوعي كوردستاني منه في الاونة الاخيرة، و هو مرتبط بشكل وثيق و من النواحي كافة بحزب الام .
كان بين صفوف الاحزاب القومية الاخرى شخصيات و خلايا يسارية التوجه و تميزوا برؤاهم الخاصة على الرغم من ان الحزب المسيطر الوحيد على الساحة انذاك الديموقراطي الكوردستاني ، وكان يصف نفسه باليساري الواقعي في ادبياته و حلقاته الثقافية، و من الاتجاهات و التيارات البارزة الاخرى الذي كان توجهه يساري ماركسي هو التنظيم الماركسي اللينيني الكوردستاني و تغير اسمه الى عصبة كادحي كوردستان منذ الثورة الجديدة منتصف السبعينات في القرن الماضي.
غير ان التوجه الصريح و الواسع و المؤثر على سياسة اقليم كوردستان من قبل اليسار بكافة تياراته بدات منذ اندلاع الثورة الكوردستانية الجديدة، حيث كان هناك التيار الاشتراكي الديموقراطي بالاضافة الى عصبة الكادحين يناضلون تحت راية الاتحاد الوطني الكوردستاني مع الحزب الشيوعي العراقي الذي التحق بالثورة الكوردستانية اثر تهميشهم و المؤامرات المتعددة عليهم من قبل الحكومة الدكتاتورية العراقية انذاك، بالاضافة الى الشخصيات السياسية اليساري المستقلة الاخرى المؤثرة على الساحة الكوردستانية، لحين الانتفاضة العارمة سنة 1991 ، هنا لا نريد ان نتكلم عن الانشقاقات و تكوين فصائل جديدة من اليسار خلال سنين النضال المسلح و مجريات الثورة الجديدة. كل ما يهمنا هنا ان نوضح للجميع من هم الذين اعتبروا انفسهم ممثلين للكادحين و الفقراء في كوردستان و ما هي منجزاتهم و كيف خدموا هذه الطبقة اصلا و كيف تاثروا بالتغيرات العالمية و الاقليمية و الداخلية، و ما تاثيراتهم على الواقع الاجتماعي الثقافي السياسي لكوردستان العراق ، و كيف مارسوا عملهم السياسي و الفكري و التنظيمي و ما مدى واقعيتهم و من هم القوى اليسارية الحقيقية في الفكر و الفعل و العمل و ما تاريخهم العلني و السري ، وما مدى التاثيرات الخارجية على مسار عملهم الحزبي و تطبيق افكارهم ، و ما تاثير الواقع الاجتماعي الداخلي الثقافي الاقتصادي للمجتمع الكوردستاني على مسيرة نضالاتهم ، و ما اهم ادوارهم الرئيسية في المتغيرات السياسية العالمية و ما مواقفهم من الاحداث و السياسات العالمية و ما جوهر سياستهم و علاقاتهم و تحالفاتهم المبدئية اوالسياسية التكتيكية ، من هم قادتهم و مستواهم الثقافي السياسي، ما مميزاتهم و وضعهم المادي، ما المساومات التي اقدموا عليها و اسبابها، ما اهم الشعارات المركزية و اهدافهم العامة و كم تحقق منها ، ما هي مساحة جماهيريتهم و اهتماماتهم و اصرارهم على المطالب اللجماهيرية و خاصة الطبقة الكادحة، كيف هو وضعهم الداخلي و مدى وحدة صفوفهم ، ما نظرتهم للاخر و للتعددية و مباديء حقوق الانسان ، الى غير ذلك من الابواب الرئيسية التي تتحمل الكثير من البحث و الدراسة العميقة ، و من ثم ماذا يطلب الواقع الحالي الكوردستاني من القوى اليسارية ، و ما اهم الاولويات في هذا الوقت التي من الواجب العمل من اجلها ، ما الخطة الااستراتيجية الواجب تنفيذها لتحقيق اهداف الطبقة الكادحة بعد تقييم ماهية الاحزاب اليسارية بشكل صريح و حيادي، و هل هم حقا اهل لتحقيق اهداف و امنيات الكادحين و لديهم الامكانيات المادية المعنوية و التركيبية لذلك، وهل بامكانهم قراءة الواقع الكوردستاني كما هو ، و ما احتياجاتهم الفكرية الثقافية التربوية الضرورية لاداء واجبهم الطبقي، و كيف يقرؤن الوقائع و الاحداث العالمية و الاقليمية و ما تفسيراتهم للمتغيرات و ما استقرائاتهم المستقبلية و هل بامكانهم توعية الشعب الكوردستاني بما هو الضروري العمل عليه و الحصول منهم على الاليات و الامكانيات لتحقيق الاهداف الذي يفيدهم هم الشعب قبل اي حزب او تيار على الساحة، و هل بامكان اليساريين العمل الجدي على توحيد صفوف الشعب في سبيل تحقيق الاهداف العامة له و ضمان مستقبل اجياله و الكفاح من اجل تقرير مصيره بكافة الوسائل و الطرق .
هذا بالاضافة الى تحديد جدول العمل الرئيسي الهام للقوى اليسارية التي يجب ان يتفقوا عليه في اداء عملهم و تنفيذ واجباتهم ، و كيف يجب ان يسير العملية السياسية و ادارة الصراعات للقوى اليساري من دون التصلب و الاحادية و ما الطريق الواسع الهام التي على اليسار اتباعها في هذا الوقت الذي يتجه العالم نحو تعدد الاقطاب ، و ما العلاقات الواجبة السير عليها بين الاحزاب اليسارية العديدة و من اين تبدا نقطة البداية،وهل بامكان القوى اليسارية ان يكونوا القوة الثالثة المؤثرة على الساحة السياسية الكوردستانية و الاقليمية و باية طريقة، و ما الالية المناسبة لتقارب و المناقشة و الحوار البناء و التواصل الدائم بين القوى ، وكما نعلم رحلة الف ميل تبدا بخطوة ، و هو العمل على انبثاق المؤتمر اليساري العام لقوى اليسار الكوردستاني للاتفاق على الخط العريض والاهم هنا هو ما العمل؟[1]