رصدت شبكة رووداو الإعلامية أوضاع الكورد المقيمين في لبنان، الذين لجأوا إليه من روجآفا هرباً من الحرب، ليواجهوا مجدداً التشرد بسبب النزاع الذي أودى بحياة بعضهم وأدى إلى إصابة آخرين.
من بين النازحين من جنوب لبنان، توجد عدة عائلات كوردية، معظمها من أهالي روجآفا، كان أفرادها يعملون في الزراعة قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، إلا أن القصف أجبرهم على الانتقال إلى أطراف بيروت.
وزار موفد رووداو إلى لبنان، نوينر فاتح، محل إقامة هذه العوائل التي ساعدت منظمة خيرية كوردية في توفير السكن المؤقت لها.
وقالت خالدة من منطقة جنديرس في روجآفا، التي نزحت إلى بيروت مع أطفالها الأربعة وشقيقتها، لرووداو: كنا نعمل في الزراعة في جنوب لبنان، لكننا جئنا إلى هنا بسبب الحرب ووضعنا ليس جيداً.
بقينا عالقين في جنوب لبنان لمدة خمسة أيام وسط الحرب، لأننا لم نكن نملك المال لإنقاذ أنفسنا. ثم قدّمت لنا مؤسسة خيرية المساعدة المالية، فتمكنا من النجاة، أضافت المواطنة العفرينية.
وأشارت إلى أن القصف في جنوب لبنان أثار الخوف والهلع لدى أطفالها وأثّر عليها شخصياً أيضاً، مردفة: لا عمل لدينا، ولا أحد يقدم لنا العون سوى تلك المنظمة (الجمعية الكوردية اللبنانية).
خالدة بيّنت أن عدداً كبيراً من الكورد كانوا يعملون في الزراعة بجنوب لبنان، لكن الحرب أجبرتهم جميعاً على التشرد، مؤكدةً أن القصف أودى بحياة عدد من الكورد إلى جانب اللبنانيين، من بينهم امرأة وأربعة أطفال ظلوا عالقين تحت الأنقاض، فيما فقد أحدهم لكنه تمكّن من النجاة.
وتطرقت إلى قصة زوجها الذي فقدته قبل تسع سنوات، قائلةً: عندما توجه إلى سوريا، انقطعت أخباره منذ ذلك الحين، ولا أعلم إن كان حياً أم ميتا.
بشأن وضعهم المعيشي، أردفت بأسى أن الإيجارات مرتفعة، ولا نملك كهرباء ولا حتى حماماً، ونضطر للاستحمام بالماء البارد. ليس لدينا عمل ولا طعام، ونعيش على المساعدات الغذائية.
من جهتها، قالت دبستان مصطفى، البالغة من العمر 16 عاماً، وهي مواطنة من روجآفا نازحة من جنوب لبنان، لشبكة رووداو الإعلامية: كنا في المنزل عند وقوع القصف. شعرت بخوف شديد، ورأيت كل شيء بعيني، كما أصيب ثلاثة من أصدقائي.
وقد أدت وتيرة القصف الإسرائيلي المتزايدة إلى نزوح نحو 1.3 مليون لبناني، لجأ بعضهم إلى العراق.
في (18 تموز 2024)، قال الناشط الكوردي مصطفى شيخو لشبكة رووداو الإعلامية: أكثر من 120 ألف كورد من روجآفا، وتحديداً من عفرين، يعيشون حالياً في جنوب لبنان بعد نزوحهم بسبب الحرب في عفرين، ويعملون في الزراعة منذ ذلك الوقت.
قصف إسرائيلي بعد تحذير
في تغطيته للأحداث، أشار نوينر فاتح مساء أمس الأربعاء إلى تحذير إسرائيلي طالب بإخلاء ثلاثة مواقع في الضاحية الجنوبية لمسافة لا تقل عن 500 متر، مع توضيح الأهداف على الخريطة.
وأوضح أن إسرائيل شنت الهجوم بعد 45 دقيقة من إطلاق التحذير، مشيراً إلى أن الضاحية الجنوبية باتت خالية تقريباً من سكانها في الوقت الراهن.[1]