السباق المحموم لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة ...!!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 7059
المحور: القضية الكردية
قبل البدأ بالقاء الضوء على السباق المحموم بين الاحزاب والتيارات السياسية العراقية لتشكيل الحكومة المقبلة , علينا أن نشير على أن كان هناك عزوفا من الناخبين العراقيين في المشاركة في أختيار ممثليهم للبرلمان المقبل , حيث كانت نسبة المشاركة بين عشرة الى ثمانية عشر بالمائة بالكثير , وهذا يرجع الى عدم ايمان الناخبين العراقيين بالاحزاب السياسية الحاكمة , وبأن هذه الاحزاب ليست لديها القدرة في التغيير نحو الافضل وهذا يعتبر درسا لقيادة الاحزاب لمن يريد أن يتعض ويراجع حساباته ويكسب الشارع السياسي العراقي اليه .
بالنسبة لاقليم كوردستان كل الاحزاب السياسية الكوردستانية خسرت بشكل وبأخر باستثناء الجيل الجديد الذي استفاد من غضب الجماهير على احزابهم وجيرهم الى صفه وكذلك العزوف الكبير للناخبين في المشاركة في الانتخابات عقابا لقيادة تلك الاحزاب السياسية التي لم تعير الجماهير اهتماماتهم ولم تنصت الى طلباتهم .
على سبيل المثال سوف أذكر لكم بعض الحالات لعدم الاهتمام والانصات لصوت الجماهير , حصلت معي شخصيا , كنت قد كتبت مقالة تطالب قيادة حركة التغيير بالمبادرة الى تشكيل حكومة انقاذ وطني اثر الاستفتاء الفاشل الذي قادته الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولكن تردد قيادة التغيير وعدم الانصات لرغبة الجماهير فوتت فرصة ذهبية للتخلص من السلطة الحاكمة في أقليم كوردستان , وكنت قد قدمت رسالة من خلال القنوات الفضائية الى مسعود برزاني بتأجيل الاستفتاء ولكن كعادته لم يسمع لصوت العقل والحكمة فكانت النتيجة خسارة أكثر من نصف أقليم كوردستان وفرض عليه الاميركان الاستقالة من رئاسة الاقليم .
بعد دخول حركة التغيير الى حكومة مسرور برزاني أملين بالتغيير من داخل الحكومة لم يتمكنوا من ذلك رغم أن مسرور تباهى أمام الجماهير بأنه سوف يقود حكومة تقود عملية محاربة الفسادين المالي والاداري ولكنه كعادة قيادات الحزب الديمقراطي الطوردستانية تنصل من وعوده ولم يفي بها !! , فكتبت لحركة التغيير في مقالة اطالبهم فيها الخروج والانسحاب من هذه الحكومة التي لم تحترم برنامجها في التغيير , ولكن لم ينصتوا والى الان هم مازالوا باقون في حكومة مسرور!!!
وأنتهز هذه الفرصة وأطالب حركة التغيير بالانسحاب من حكومة مسرور الائتلافية والانضمام الى الجماهير الكوردستانية وقيادة المعارضة الحقة وتحقيق برنامجها الوطني , فهل من مجيب, ينصت لرغبة الجماهير الواعية ؟؟؟
والان بعد الانتخابات العراقية العامة سجلنا تسابقا محموما بين فريقين لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة , بين فريق يقوده التيار الصدري متحالفا مع تيار السنة ( تقدم ) والحزب الديمقراطي الكوردستاني , وبين فريق يقوده المالكي ومعه الولائيين ( المليشيات الموالية لخامئني ) فمن يكون له الغلبة يا ترى ؟, فريق مدعوم من ايران والاخر مدعوم من السعودية والامارات .
والفريق الثالث الرافض اساسا للعملية السياسية ومنظومة الحكم الحالية وهم التشرينيين أو المتظاهرين في الساحات العراقية التي تطالب بوطن وطرد المحتلين , المحتل العسكري الامريكي والمحتل السياسي الايراني والمحتل التركي من اقليم كوردستان .
اننا امام مشهد سياسي عراقي دقيق وحساس , فالتدخل الاقليمي والدولي في شؤون العراقي مازال مسيطرا على الوضع السياسي العراقي بشكل وبأخر .
الايام القادمة سوف نرى استقطابات سياسية بين الاطراف كافة المشاركين في العملية السياسية لتشكيل حكومة , لا ارى فيها اي بصيص أمل للتغيير أو الانصات الى رغبة الجماهير العراقية العريضة في العيش بحرية وكرامة وتقديم الخدمات العامة وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي لغالبية الجماهير العراقية التي عانت ولا تزال من ضيم الحكومات العراقية المتعاقبة , هذه الحكومات التي تلبي طلبات المحتلين وليس الجماهير العراقية .
على الثورة التشرينية البطلة البدأ في المرحلة الثالثة من الثورة والتي سوف تكون الحاسمة والقاضية ونتخلص نهائيا من الاحتلال الامريكي والايراني والتركي.[1]