اُن الاوان للإنسحاب من الكابينة التاسعة ...!!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 6616
المحور: القضية الكردية
اَن الأوان للإنسحاب من الكابينة التاسعة ...!!
الاجتياح التركي لاراضي اقليم كوردستان وصمت حكومة الاقليم بسبب ان الجيش التركي قوي لا يمكن الصمود أمامه ... !! , وتململ الجماهير الكوردستانية من الاوضاع المعيشية والمعاشية والخدماتية اصبح كل ذلك يشكل عبأ واضحا على إدارة الاقليم وعلى الكابينة التاسعة لمسرور برزاني , وعدم الوصول الى حلول للملفات العالقة بين المركز والاقليم , كل هذه العوامل وإضافة الى ذلك الاستفتاء المشؤوم الذي قام به مسعود برزاني والذي بسببه ضاع أكثر من نصف مساحة كوردستان , وأسقطت هيبة الاقليم لدى المركز فبعد أن كانت أربيل هي التي تعين وتقيل رؤوساء الوزارات العراقية , أصبحت لا حول لها ولا قوة سوى ندب حظها والبكاء على الاطلال .
وبعد 16/10 وهجوم الحشد الشعبي ودخوله كركوك وإنسحاب قوات البارتي واليكتي , اصبح الاقليم في فراغ سياسي , وكان ينبغي على المعارضة الكوردستانية تشكيل حكومة إنقاذ وطني على أنقاض الكابينة الثامنة لنجيربرزاني , ولكن تردد المعارضة الكوردستانية بشقيها الاسلامي والليبرالي وترددها وعدم جرأتها على أخذ زمام الموقف حال دون تشكيل حكومة الانقاذ , وكنت قد طالبت سواء بالكتابة أو على فضائية المستقلة أن تبادر المعارضة الكوردستانية والمبادرة بتشكيل حكومة الانقاذ الوطني , ولكن البعض قام مع الاسف بتليين الموقف السياسي والاستحالة في المضي قدما دون حزبي البارتي واليكيتي , وقلت لاحد قيادي حركة التغيير في أحد الاجتماعات لقد خيبتوا أملنا كان بالامكان التخلص من الحزبين الفاسدين وأقصد البارتي واليكيتي , ولكنه فلسف الامر بأنه ما كان يمكن تشكيل حكومة إنقاذ الا بموافقة الحزبين البارتي واليكيتي وهما لم يوافقا على ذلك بالتأكيد , وقلت مجاوبا له بالتأكيد لا يوافقا على فقدان سلطتهما , ولكن كان عليكم المبادرة لانتزاع السلطة من ايديهما وتشكيل حكومة الانقاذ الوطني .
ولكن للاسف بعد فترة خلص الى القول بأنه كان بالفعل بامكاننا المبادرة الى تشكيل حكومة الانقاذ الوطني , لقد خسرنا الفرصة التاريخية لخلاص جماهيرنا من السلطة الفاسدة الحاكمة في إقليم كوردستان ولكن بعد فوات الاوان .
وبعد الاستفتاء فرضت الادارة الامريكية على مسعود برزاني الاستقالة لانه لم يسمع كلام المبعوث الامريكي وقتها بيرت مكغورك الذي نصح مسعود برزاني بتأجيل الاستفتاء الى سنتين وبالمقابل تعهدت الادارة الامريكية كتابيا بتطبيق المادة 140 وحصول الكورد على كل حقوقه المشروعة , ولكن ماذا نقول لرئيس لا يسمع الى جماهيره المخلصة بل يركن الى المطبلين له , وفقدنا ان نحلم بكوردستان الى مائة سنة قادمة بفعل هذه السياسات اللامسؤولة .
تم بعد ذلك تعيين نجير برزاني خلفا لعمه مسعود برزاني الذي بدوره أوكل الى ابن عمه مسرور برزاني بتشكيل الكابينة التاسعة , فأنبرى مسرور بزيارة ودعوة الاحزاب السياسية الكوردستانية وافصح بأنه يريد تشكيل حكومة ائتلافية تضم جل الاحزاب على الساحة الكوردستانية .
قدمت حركة التغيير ورقة برنامج اصلاحية لمسرور والذي وافق على بنود البرنامج بل صرح بأنه مع الاصلاح وأنه سوف يحارب الفساد المالي والاداري في الحكومة المقبلة ويلاحقه اينما كان والقضاء عليه .
ولكن شتان ما بين التصريحات والوعود من جهة وبين التطبيق و التنفيذ على أرض الواقع من جهة ثانية , مرت الشهور على هذه الكابينة الائتلافية ولم نلمس اية بوادر للاصلاح والتغييرسواء في الحكومة أو في الانجازات .
الفاسد لا يتقبل أبدا محاربة الفساد لان فيه نهايته , القاصي والداني يعلم حجم الاموال المسروفة من واردات الاقليم سواء من الميزانية العامة أو من الواردات لحكومة الاقليم , وقد أعلنت الصحف العالمية بل صحفيين مرموقين حجم هذه الاموال المنهوبة .
كلمة أخيرة للمعارضة الكوردستانية اذا كنتم تريدون أن لا تخسروا جماهيركم أكثر مما كان فعليكم الانسحاب من هذه الحكومة الفاسدة المارقة , والرجوع الى مكانكم الطبيعي بين الجماهير الكوردستانية العريضة ومحارية الفساد الذي أستشرى في كل مفاصل حكومة الاقليم , ولا أنجاز مهم قدمته هذه الحكومة الائتلافية حتى الان سوى الوعود الكاذبة بالاصلاح .
لا تفوتوا هذه الفرصة كما فوتوا الفرصة التاريخية في تشكيل حكومة الانقاذ الوطني أبان دخول قوات الحشد محافظة كركوك في 16 /10 .
لا تعولوا على حكومة فاسدة حتى النخاع ارجعوا الى صفوف الجماهير الكوردستانية الكادحة.[1]