تغيير الدستور أم تعديله ...!!!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 6405
المحور: القضية الكردية
دخلت الانتفاضة العراقية مرحلة جديدة بعد أن فشلت الميليشيات من فضها بالقوة وأن أستخدمت القوة المفرطة في فض تجمعات الانتفاضة في جسر السنك وساحة الخلاني ولو مؤقتا وأعطت تضحيات بإستشهاد وجرح العديد من المدافعين المتفضين , وبعد فترة وجيزة أسترجع المنتفضين المناطق التي فقدوها في عملية كروفر بين المهاجمين والمدافعين .
أن الانتفاضة كما يتضح للقاصي والداني أفرزت قياداتها التي تساهم يوميا في إدارتها وديمومتها بكل وعي ودراية وقدمت حزمة من المطالب وهي كما قرأتها من على يافطة بيد أحد المنتفظين :
1- استقالة الحكومة وحل البرلمان .
2- تشكيل حكومة إنتقالية مستقلة .
3- تعديل فقرات الدستور .
4-نظام الحكم يخضع لارادة الشعب عبر الاستفتاء العام .
5- تعديل قانون الانتخابات عبر الترشيح الفردي .
6- تشكيل مفوضية مستقلة جديدة للانتخابات .
7- اجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي .
8- توزيع عادل للثروات .
9- تخفيض رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاث .
10- تعويض أسر الشهداء والجرحى من المتظاهرين ومحاسبة المتسببين .
هذه هي المطالب التي كتبها ووزعها قيادات الانتفاضة وأغلبها عادلة وتصب في مصلحة الشعب العراقي في العموم , ومنه نستنتج أن هذه القيادات واعية ومتمرسة وتستطيع المناورة وتفرض نفسها على المشهد السياسي العراقي .
نحن نؤيد والكثيرين ماورد في هذه المطالب ولكن لا بد من ألية ومفاوضات مع الحكومة للوصول الى تطبيقه وعلى القيادات السياسية الشبابية للمتظاهرين فرز مندوبيها للتفاوض مستقبلا مع حكومة عادل عبد المهدي للوصول الى نتائج طيبة ومرجوة تخدم في النهاية الجماهير العراقية .
ولكن هناك أصوات قومية وناصرية لا صلة لها بالانتفاضة سوى التأييد من الخارج وتقيم في بعض العواصم الاوروبية , تحاول أن تتصيد في الماء العكر وتحرف الانتفاضة عن طريقها الصائب والفاعل بحيث ترفع سقف المطالب وتدعي أن هناك مطالب أخرى وهي تغيير الدستور وليس تعديله وتحاول أن تضع نفسها في موقف الوصي على القيادات الشبابية التي أفرزتها الانتفاضة العراقية الباسلة , والتي خرجت أساسا ضد الظلم والطغيان والفقر والجوع ونهب المال العام من قبل السياسيين المتأسلمين وسرقة قوت الشعب والاثراء على حساب الجماهير العراقية العريضة المهمشة .
أن هذه الاصوات تحاول ركوب موجة التظاهرات ورفع سقف المطالب للوصول الى تطبيق أجندتها على حساب الجماهير الفقيرة والمعوزة والتي تطالب بالعيش بكرامة وتوزيع عادل للثروات ومحاربة البطالة وتوفير فرص الحياة الحرة والكريمة لكل الشعب العراقي .
أن هذه القوى التي تطالب بتغيير الدستور تريد القفز على الفيدرالية وإلغاء بعض المواد المتعلقة بالشعب الكوردستاني والتي هي نتاج تضحيات جسام قدمها الشعب الكوردستاني للوصول مع القوى العراقية الاخرى الى دستور تكرس حقوق الشعب الكوردستاني .
نحن مع تغيير بعض فقرات الدستور ما يتناسب مع التطور السياسي و الاجتماعي والاقتصادي الذي طرأ على الشعب العراقي , ولسنا مع هضم حقوق شعبنا الكوردستاني الذي ناضل وقدم الغالي والنفيس من أجل تكريس حقوقنا القومية العادلة والمشروعة في الدستور العراقي والذي صوت له أكثر من ثمانية ملايين عراقي.[1]