ما وراء مؤتمر باريس القادم ...!!؟؟
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 5138
المحور: القضية الكردية
ماوراء مؤتمر باريس القادم ..!!؟؟
التظاهرات العراقية التي عمت جل المدن العراقية وبالاخص العاصمة بغداد وإستمرارها لعدة شهور كانت تنادي بالاصلاح الجذري ومحاسبة الحرامية والفاسدين وتطهير القضاء والدولة المدنية وإلغاء المحاصصة ولقد نجحت في مسعاها الى حد ما , وأرغمت رئيس الوزراء الى تقليص عدد الوزراء ودمج الوزارات لتقليص النفقات من المال العام .
ولكن هذا الاجراء الاصلاحي ينبغي أن تتبعه إجراءات حازمة أخرى نزولا عند رغبة المتظاهرين , ولكن وبخطة مدروسة من المرجعية الدينية وعلى رأسها السيد على السيستاني وبمشاركة وتنفيذ السيد مقتدى الصدر تم سرقة المظاهرات وركوب موجتها وأستطاع الصدر حشد عشرات الالاف من أنصاره للضغط على حكومة العبادي وكان المطالبة بحكومة تكنوقراط لخروج العراق من أزمتها المالية والسياسية بدلا من محاسبة الفاسدين وتطهير القضاء والدولة المدنية هكذا تم الالتفاف على الانتفاضة الجماهيرية وسرقتها لسبب واحد هو فشل السياسيين الشيعة في ادارة الدولة والحكومة فشلا ذريعا.
وقدم العبادي المظروف الاول لحكومة التكنوقراط ولكن تم رفضه من قبل السياسيين الكورد والسنة لإقصائهم من الحكومة القادمة وكان لابد من تقديم مرشحين تكنوقراط من الساسيين الكورد والسنة لاشغال بعض الوزارات وفق المحاصصة والاستحقاق الانتخابي.
و قدم العبادي مظروفه الثاني وبه بعض الوزارات للكورد والسنة وكان تردد العبادي الواضح وعدم حسمه أدى الى اعتصام نواب محسوبين على دولة القانون والتيارالصدري وقاموا بمناورة أخرى وهي اعتصام نواب تابعين لدولة القانون والتيار الصدري تحت قبة البرلمان العراقي والمطالبة بفصل الرئاسات الثلاث والاصلاح السياسي والمالي ومحاربة الفساد ولكن انسحاب بعض النواب والكتل السياسية أفضى الى عدم إكتمال النصاب والفشل في اقصاء هيئة رئاسة مجلس البرلمان العراقي ناهيك عن الرئاسات الاخرى , وبهذا يكون مقتدى الصدر والمالكي والنواب المعتصمين رسخوا السرقة , فكيف يتم اصلاح على يد فاسدين امثال مشعان الجبوري وعالية ناصيف وحنان الفتلاوي !!؟؟ .
للخروج من هذه المعضلة وايجاد حل للازمة السياسية العراقية الحالية فكرت امريكا بحل دولي وبرعاية امريكية -فرنسية الدعوة لعقد مؤتمر في باريس بتاريخ 14/5/2016 ودعوة كل الذين خارج العملية السياسية الراهنة كالبعثيين وهيئة علماء المسلمين وبعض العشائر العراقية والجماعة النقشبندية وبعض من الكورد والشيعة لايجاد حل و مخرج للازمة العراقية الراهنة والحفاظ على المصالح الامريكية في المنطقة .
الامريكان مراهنين على هذا المؤتمر ويريدون صيغة حل بعيد عن المحاصصة الطائفية رغم تمسك كل السياسيين العراقيين من كل الاطياف بالمحاصصة للعملية السياسية العراقية الحالية والمستقبلية من حيث أنه يضمن حقوق كل المكونات .
وهناك حديث مسرب من السفارة الامريكية في العراق حول ايجاد مخرج مؤقت للازمة السياسية العراقية الحالية وهو ايجاد حكومة انقاذ وطني .
اما حول قضية الاقاليم هناك حديث عن إلغاء تقسيم العراق الى أقاليم في الفترة ما بعد المؤتمر لسنوات أخرى .
أننا مقبلون على مشهد سياسي عراقي مغاير وجديد غير عادي , هل يتم تغيير الذين يحكمون الان بسياسيين اخرين خارج العملية السياسية ؟؟ أو هل يتم تغيير وجوه بوجوه اخرى ؟؟
هل سيعود البعثيين الى الحكم من جديد تحت مسمى حزبي أخر ويقوموا بتوحيد العراق في المرحلة المقبلة ؟؟
علينا الانتظارالى ما بعد المؤتمر لنستطيع الاجابة على تساؤلاتنا ...
وفي كل الاحوال على الكورد أن يرتبوا بيتهم السياسي ويكون لديهم خطاب سياسي موحد لمواجهة التحديات المقبلة , اما غير ذلك فنكون نعرض كل مكتسباتنا للخطر ... ونضع أنفسنا في دائرة مغلقة لا نحسد عليها ...[1]