بؤس السياسة الامريكية .. وأزدواجية المعايير !!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 4887
المحور: القضية الكردية
بؤس السياسة الامريكية .. وأزدواجية المعايير !!
دعمت أمريكا الشعوب العربية أثناء انتفاضاتها ضد الرؤساء المستبدين الفاسدين , وأسقط رؤساء دول مثل ليبيا ومصر وتونس واليمن وغيرها والحرب في سوريا ما زال مستمرا دون وجود أفق للحسم العسكري مما ادى الى عدم الرهان على المسار العسكري واللجوء الى امكانية التغيير بالوسائل السلمية والجلوس الى طاولة المفاوضات بين جميع الفرقاء للوصول الى حل سياسي يرضي الاطراف المعنية , وأستطاع بأس امريكا اسقاط نظام صدام في العراق ونظام طالبان في أفغانستان .
وحاولت امريكا أن تدفع بمصر الى الفوضى من خلال دعم الفئة الضالة , ولكن استدراك السيسي ومن خلفه دول الخليج للمخطط الامريكي أفشلت محاولاتهم في مصر لان اي خلل يصيب مصر ينعكس سلبيا على الوطن العربي , من هنا بادر السيسي وأمسك بزمام الامور وفوت على الامريكان الفرصة التي كانوا بانتظارها على أحر من الجمر .
ما اود أن أشير اليه أن لدي امريكا بأس عسكري من اسقاط نظم بفعل بأسها العسكري , وفي نفس الوقت بؤس سياسي لا تمكنها من ايجاد بديل ناجح وناجع وحل الازمة بل تترك الدول وشعوبها في نوع من الفوضى المستدامة وهذا ما حصل في العراق وليبيا وافغانستان وغيرها بمعنى لا حل سياسي لديها لحلحلة الامور .
ومن الجانب الاخر دعم التحالف الدولي بقيادة امريكا وحدات حماية الشعب في قتالها ضد تنظيم الدولة الارهابي في غرب كوردستان , وتم بفعل هذا الدعم الجوي استرجاع القرى والمدن الكوردستانية وتطهيرها من داعش .
حتى أن بعض السياسيين الامريكان صرحوا بأن وحدات حماية الشعب هم قواتنا البرية التي تقاتل على الارض ووصفوها بأن القوة الوحيدة التي تقاتل الارهاب بمعنويات مرتفعة ولا تهابهم وعنادهم لا مثيل له وخاصة في كوباني استماتوا وقاتلوا قتالا شهد له الاعداء قبل الاصدقاء .
أن هذا المدح والوصف من قبل بعض السياسيين الامريكان لم يرضي الحكومة التركية بقيادة اوغلوا وقردوغان , مما دفعهم لارتكاب مجزرة سوروج الحدودية وراح ضحيتها أكثر من ثلاثين شهيد , وأوهموا امريكا بأنهم جاهزون للانضمام الى التحالف الدولي وتوفير قاعدة انجلريك للطائرات الحربية , ولكن ليس لمقاتلة داعش الذين هم اوجدوها على حدودهم ودعموها بكل قوة بل لمقاتلة حزب العمال الكوردستاني والتنصل من اتقافية السلام التي بدأت في 2013 بين الطرفين .
وساعد هذا التغيير الفجائي للفاشية التركية بأن يكافأ الامريكان تركيا على انضمامها للتحالف الدولي , السماح لتركيا بانشاء منطقة أمنة في شمال سوريا بحيث تفصل عفرين عن باقي اجزاء غرب كوردستان , متناسية امريكا الدور الذي لعبته وحدات حماية الشعب من قهر تنظيم الدولة الارهابي ولكن بكل بساطة أداروا الظهر لوحدات حماية الشعب الكوردستاني وعقدوا اتفاقية مع الداعم الاول لداعش وهم الاتراك مقابل قاعدة انجلريك .
أعلنت مصادر تركية للشرق الاوسط اليوم الثلاثاء #04-08-2015# المنطقة الامنة شمال سوريا قريبا ... وممنوعة على الاكراد وجبهة النصرة :
قالت مصادر للشرق الاوسط ان المنطقة الامنة شمال سوريا مسألة وقت وأن الاتراك باشروا فعليا الترك التحرك لترجمة الاتفاق مع الامريكيين , وأن الطائرات الامريكية بدأت تأتي الى قاعدة انجلريك , وسوف تبدأ العمليات على الارض خلال الاسبوع الحالي أو بداية الاسبوع المقبل .
في غضون ذلك ومع هذا السياق هناك اتجاه لاجراء تغيير في الحكومة السورية المؤقتة المتواجدة في تركيا لمواكبة المرحلة المقبلة .
لقد قلنا مرارا وتكرارا للقادة السياسيين الكورد عدم المراهنة على بؤس السياسة الامريكية لانها تبحث فقط عن مصالحها , وتنطلق من سياستها البائسة ازدواجية المعايير بمعنى انها تدعم تركيا التي تساند داعش وفي نفس الوقت هي نفسها تقاتل داعش.[1]