العبادي ... وأقليم كوردستان !!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 4630
المحور: القضية الكردية
العبادي ... وأقليم كوردستان !!
لم يكن الجعفري رئيس وزراء العراق الاسبق من ( التحالف الوطني ) جادا في حل المسائل العالقة مع أقليم كوردستان وقد تنحى عن السلطة تحت ضغط القيادة الكوردستانية , اٌملين من أن يخلفه رئيس وزراء يرضى به جميع مكونات الشعب العراقي ولدية القدرة على حلحلة الامور وحل المشاكل بين الاقليم والمركز .
ولكن شاءت الاقدار أن يخلفه شخص أسوأ منه وهو نوري المالكي من ( التحالف الوطني ) وهو من نفس الحزب الذي ينتمي اليه الجعفري وأقصد ( حزب الدعوة الاسلامية ) قبل انشقاقه على نفسه , وهذا بدوره ليس لم يكن و مستعدا لحل المسائل العالقة بين المركز والاقليم بل زاد من وتيرة العداء وحض نواب حزبه في البرلمان العراقي من التهجم على القيادة الكوردستانية وعرقلة المواد الدستورية بأي شكل من الاشكال كالمادة 140 من الدستور العراقي وأعترفت بذلك النائبة عن دولة القانون حنان الفتلاوي وهي تصرح على احدى الفضائيات من أن لها الفخر من أنها كانت المعرقلة لتطبيق المادة المذكورة , وايضا مهاجمة القيادة الكوردستانية واتهامها من أنها تسعى الى الانفصال وتخلق الفوضى ولكن في الواقع كان العكس هو الصحيح ولم يكن هدفهم من هذا سوى ذر الرماد في العيون وخداع الشعب العراقي .
سعى المالكي الى تثبيت سلطته الفردية وحاول الاستئثار بها للمرة الثالثة , وكان السبب في انتفاضة العشائر السنية , وهو ( المالكي ) احد المسببات الرئيسة في غزو العراق من قبل دولة داعش الارهابية وفي عهده اٌحتل الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية وكذلك انهيار المنظومة الامنية , وكان يعرقل ارسال مستحقات الشعب الكوردستاني من الميزانية العامة واذا تم يكون في احسن الاحوال اقل بكثير من النسبة المقررة للشعب الكوردستاني وكذلك قطع رواتب موظفي ومتقاعدي أقليم كوردستان وهذا كنوع من العقاب الذي كان يعاقب به الشعب الكوردستاني , وقد تنحي بفعل ضغط المجتمع الدولي وضغط جل مكونات الشعب العراقي وحتى تحالفه الوطني الذي كان ينتمي اليه .
خلفه حيدر العبادي وتنفس الناس الصعداء وتوهموا بأن المقبل هو المنقذ !! ولم يعلموا ما هو بسريرة هذا العبادي الذي هو من نفس الحزب ايضا (حزب الدعوة الاسلامية) لا ندري هل هي الصدفة ام اجندات اقليمية!! يكاد لا يخرج رئيس وزراء العراق الا من عباءة حزب الدعوة في حين يتواجد في الاحزاب الاخرى المنضوية في (التحالف الوطني ) الكثير من الشخصيات المؤهلة لقيادة العراق بدلا من هؤلاء سياسي الصدفة .
وهذا العبادي مستمر في قطع رواتب ومستحقات موظفي الاقليم ونحن دخلنا شهرنا التاسع وموظفي ومتقاعدي كوردستان بلا رواتب , ولا ندري كيف يقتاتون هؤلاء الناس بلا معاشات , وهم في حالة مزرية جدا .
وفي نفس الوقت العبادي لا يريد حلحلة الامور ومعالجة المسائل والملفات العالقة بين بغداد وأقليم كوردستان , في حين توعد العبادي عند رجوع الوزراء الكورد الى حكومته وبحضور مندوب من الامم المتحدة ومندوب الولايات المتحدة الامريكية , من انه جاد في حل الملفات العالقة بين المركز والاقليم ووافق على أثره الوزراء الكورد على ذلك بشرط وضع سقف زمني لا يتعدى الثلاثة الشهور ونحن الان اتممنا الشهر الثاني ودخلنا الشهر الثالث ولا يوجد بصيص أمل ليس في حل الملفات العالقة بل لم يتم حتى فتح ملف واحد لمداولته .
وقد صرحت النائبة عن التحالف الكوردستاني سوزان بكر حسين (لليوم الثامن ) أن الحكومة الاتحادية تحاول السيطرة على نفط أقليم كوردستان كما حصل في السنوات الماضية وهذا من الخطأ تكراره لانه يضر بمصالح الشعب الكوردي , مضيفة : أن مصالح الشعب الكوردي فوق جميع المجاملات السياسية والتوافقات .
وأضافت : أن بغداد غير جادة في حل القضايا العالقة بين بغداد وأربيل ولو كانت جادة في ذلك لبادرت بأطلاق رواتب موظفي الاقليم .
أن الخلل ليس في رؤساء وزراء التحالف الوطني المتعاقبين على سدة السلطة لانهم كما يقال في العامية الدارجة ( مثل ..مثل ) , وليس الخلل في الوجوه والاسماء وتبديل فلان وعلان , الخلل يكمن في العقلية والاٌلية التي تسيطر على هؤلاء والاجندات الاقليمية التي عليهم تنفيذها .
ان هؤلاء الذين تعاقبوا على السلطة الذين ذكرتهم في المقالة غير جادين تماما في حل المشاكل والملفات العالقة ابدا مع أربيل .
لذا ينبغي على القادة الكوردستانيين ايجاد البديل السياسي والعقد الاجتماعي الذي يضمن حقوق الشعب الكوردستاني ويطلق الرواتب لموظفي الاقليم , وايجاد العلاقة المستقبلية مع بغداد في ضوء الحفاظ على الحقوق القومية للشعب الكوردستاني في الوقت الراهن .
أما من وجهة نظري لا أعتقد ان بامكاننا من العيش المشترك وعلينا فصل جدورنا عن بعض وشرح ذلك الواقع للمجتمع الدولي ليتهيؤا لايجاد حل لهذا الواقع السياسي الجديد في المنطقة.[1]