كوباني ... ونقطة التحول
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 4626
المحور: القضية الكردية
أكثر من خمسين يوما وقوات الحماية الكوردستانية والمقاتلات البطلات يدافعون بشراسة عن كوباني حتى قبل وصول المساعدات الكوردستانية وقوات البيشمركة من أقليم كوردستان , رغم تدفق قوات داعش الارهابين من تركيا العدوة اللدود للكورد لمساندة قواتهم التي تحاول اعادة الانتشار والبحث عن وسيلة تحفظ ماء وجههم بعد الخسائر التي تكبدوها من جراء صمود القوات الكوردية المدافعة عن كوباني ووصول الاسلحة الثقيلة برفقة البيشمركة التي هبت لنجدة كوباني وايضا قصف طائرات التحالف التي حدت من خطورة داعش العسكرية .
قوة داعش وخطورتها كانت نتيجة استيلائها على كميات هائلة من الاسلحة الثقيلة المتطورة من القوات العراقية الهاربة من الموصل , ومن مصادرة الاسلحة الثقيلة المرسلة الى المعارضة السورية المعتدلة , هذه القوة النارية أضافت هيبة عسكرية وأرهابية الى قوات داعش الارهابية مما ادى بالنتيجة الى أخلال في التوازن العسكري لصالح قوات داعش المجرمة .
هذا الاخلال في التوازن العسكري لصالح داعش وسيطرته على محافظة الرقة بالكامل ونهب المليارات من بنوك الموصل وغيرها وبيع البترول من الاراضي التي تحت سيطرته باسعار أقل بكثير من السعر العالمي مما زاد من أمكانيات داعش المالية و الاقتصادية , كل هذا ادى بداعش بان يتجه بانظاره الى كوردستان وخاصة محافظة كركوك الغنية بالنفط وكذلك التوجه الى كوباني محاولة منها مصادرة أبار النفط التي تحت سيطرة الكورد لاضافته الى سلطانه , ولكن صمود وشراسة مقاومة المقاتلين الكورد المدافعين عن كوباني والبيشمركة المدافعين عن كركوك افشل خطط داعش الارهابية للسيطرة على أكثرية منابع النفط في سوريا والعراق .
أن كسر هيبة داعش الارهابية على يد القوات الكوردية البطلة المدافعة بشراسة عن كوباني ادى الى ارسال داعش المزيد من الرجال والعتاد محاولة التسلل من بعض النقاط في كوباني ولكن كل محاولات داعش المجرمة باءت الى الفشل الذريع في ظل مقاومة شرسة للمقاتلين الكورد الذين اذهلوا العالم في صمودهم الاسطوري حيث بكل المقاييس والحسابات العسكرية كانت كوباني ستسقط حيث الكفة والميلان كانت لصالح القوة النارية لداعش .
نقلت وكالات الانباء عن محاولات تسلل لعناصر داعش الاربعاء الفائت في أحياء تقع في شرق المدينة الحدودية مع تركيا , وان اشتباكات عنيفة دارت بين قوات حماية الشعب البطلة والمسلحين الارهابيين في شرق المدينة عندما حاول عناصر التنظيم الارهابي التسلل الى بعض الاحياء .
كما نفذت وحدات الحماية الكوردية عملية نوعية في الجبهة نفسها , اسفر عن مقتل وجرح العديد من الارهابيين , في السياق نفسه قامت قوات الحماية الكوردية بعدة عمليات نوعية ضد قوات داعش الارهابية في الجبهة الجنوبية لمدينة كوباني الصامدة .
ان المعادلة العسكرية في كوباني والكفة اصبحت لصالح المقاومين عن كوباني بفعل القوة النارية لقوات البيشمركة التي دخلت كوباني لنجدة اخوانهم في غرب كوردستان , وهذا مما أخاف الجانب التركي لان اي أنتصار كوردي يضر بالمصلحة التركية العليا من وجهة نظرهم وان الفاشية التركية سوف تنال ضربة قوية بفعل انتصارات ومقاومة وحدات حماية الشعب الكوردي لذلك لا ترغب تركيا الفاشية في تحول في الصراع لصالح غرب كوردستان .
وأريد أن أشير هنا أن قوة الايمان بالمبادئ والحفاظ عليها هي أقوى من اي سلاح في العالم , وتجربة كوباني خير دليل على ذلك فباسلحة خفيفة ومتوسطة استطاع المقاومين عن كوباني من الصمود والمقاومة مما أذهل المحللين والخبراء العسكريين العالميين أمكانية حدوث مثل ذلك .
نقول حصل وفي كوباني الباسلة.[1]