من مجمعات شنكال (#كرزرك# )
مقالات/حيدر عربو اليوسفاني
مجمع كرزرك (العدنانية) مجمع سكني قسري يقع في قضاء شنكال لكنه ادارياً تابع لقضاء البعاج ضمن حدود ناحية تل عزير و يبعد عن الناحية المذكورة حوالي خمس كيلومترات من جهة الشرق،و يبعد عن مركز قضاء شنكال حوالي 18 كم ، فيحاذي المجمع من جهة الشرقية الشارع العام ، و من جهة الغرب يجاوره قرية كرزرك القديمة ،اما من جهة الشمال الشرقي فيحاذيه قرية رمبوسي ، و من جهة الجنوب يبعد عن قضاء بعاج حوال 25 كم ،اما جهتي الجنوبي و الشمالي من المجمع بساتين و ابار ارتوازية تعود ملكيتها لاهالي المجمع .
اما تسمية المجمع ،فيتكون من كلمتين كورديتين (طر) يعني تل ، و(زةر) تعني اصفر و تعني باللغة العربية “التل الاصفر” و سمي بهذا الاسم نسبة لتل موجود فيه كان في فصل الربيع البهي يكتسي بالنبات الذي نسميه باللهجة الكورمانجية ب (شاشك ) وهو نبات ذو زهرة صفراء ، يكثر نموه في هذا التل و محيطه و لهذا سميت المنطقة ب (طرىَ زةر ) و بمرور الزمن دمجت الكلمتين و اصبحت كرزرك ، و هذا التل موجود بين المجمع حالياً و قضاء البعاج ، و بعد اقرار الحكومة العراقية بتدمير قرى الايزيدية عام 1975 سكنوا اهالي بعض القرى في اراضي القريبة من قرية كرزرك القديمة :و سمي المجمع باسم كرزرك نسبة الى القرية نفسها،لكن النظام البائد اطلق عليه اسم (مجمع العدنانية) تمهيداً لتعريبه . ومن القرى المُرحلة الى المجمع في عام 1975 وهي : ( قرية قصركي ، قرية قزلكند ، قرية زوماني ، قرية زرافكي ، قرية جلعان ، قرية كانيا عيدو ، قرية كفروكي، قرية ابو خيمة ) . اما التكوين العشائري في المجمع ،فهو خليط من عدة عشائر ومنها : ( عشيرة هبابا ، خالتا ، جلكا ، جيلكا ، زندنان ، دلكان ، علاجا ، مالاخالتي ، و مجموعة من العوائل متفرقة من عشائر كوركوركا و حليقي و سموقي و قيراني ، نسبة قليلة من المسلمين الكورد عشيرة السرحوكية. ).
و قبل سيطرة التنظيم داعش الارهابي المتطرف على المجمع في صيف 2014 ؛كان هناك اربع مدارس للدراسة العربية في المجمع ،ثلاث مدارس ابتدائية و ثانوية واحدة ، و مدرستان للدراسة الكوردية , و تعداد المجمع ما بين 500-600 عائلة في عام 2014 .
لا يمكن نسيان دور رجال كرزرك الشجعان في يوم الثالث من اغسطس 2014 ؛ بدأ الدواعش في الساعة الثانية بعد منتصف الليل بالهجوم على الخطوط الامامية من شرق المجمع و استمرت الى الساعة السابعة صباحاً وتم صد الهجوم من قبل رجالها الشجعان حتى نفاذ ذخيرتهم البسيطة و لم تأتي قوة للمساندة و نتيجة مقاومتهم الباسلة استطاعت العوائل الخروج من المجمع لتصبح في مأمن من خطر الدواعش ، لكن نتيجة همجية الدواعش الانذال و استعمال اسحلة فتاكة سقط 27من ابطال كرزرك شهيداً دفاعاً عن ارضهم و عرضهم .
و بعد تحرير المجمع في 2017 من سيطرة عصابات الدواعش الاجرامية ،ظل المجمع من دون عودة اهلها نتيجة البيوت المهدمة و المخلفات الحربية التي تعيقان عودة اهالي كرزرك الى ديارهم ، و بعد تنظيفه من مخلفات الدواعش رويداً رويداً تعود العوائل اليه و مؤخرا تم افتتاح مركز شباب كرزرك و مركز شرطة من قبل مبادرة نادية مراد.[1]