حركة التغيير ... ومكانك راوح !!! (3)
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 4241
المحور: القضية الكردية
حركة التغيير ... ومكانك راوح !! (3)
يقاتل حركة التغيير متأخرا لتصحيح النتائج النهائية في أربيل بغية كسب الكرسي المفقود التي افتقدتها الحركة مؤخرا بعد أن اكتسح البارتي نتائج الانتخابات الاخيرة بحصدها ثمانية كراسي اضافية وبزيادة في ناخبيها بلغت اكثر من سبعين ألف صوت , كان المفروض من البداية أن تنزل حركة التغيير ومفاتيحها الانتخابية في الجولات الاولى من العملية الانتخابية وخاصة في المحافظات التي يتوقع من البارتي عمل المزيد من التزوير والتلاعب للوصول الى المركز الاول واقصد محافظتي اربيل ودهوك , ولكن تركيز حركة التغيير على محافظة السليمانية وكان همها الاول كسر شوكة الاتحاد الوطني وقياداتها التي أفترت كثيرا على قيادات حركة التغيير وعلى مجمل الحركة ونعتها باتهامات باطلة لا تمت على ارض الواقع بصلة , هذا التركيز افقدت الحركة توازنها وتناست محافظتي أربيل ودهوك وجعلنا هاتان المحافظتان فريسة سهلة للبارتي تعمل كما تشاء من تمديد الفترة الزمنية الى التلاعب بالختم الالكتروني مرورا بتصويت الموتى والتصويت المتكرر واخيرا التلاعب بالنتائج النهائية على الورقة الملصقة بالصندوق الانتخابي .
وهناك العديد من المحطات الانتخابية في محافظتي أربيل ودهوك لم يتواجد بها مراقبي المعارضة بكثافة مما سهل على الاخرين الفوز في هذه المحطات بسهولة وباعداد أكبر من الواقع ومما يذكر ان موظفي مفوضية الانتخابات يتم تعيينها و تتلقى رواتبها من حكومة اقليم كوردستان وبوجود مندوبين من حزبي السلطة وتهميش احزاب المعارضة والاحزاب الصغيرة الاخرى وكان من المفروض ان تناضل احزاب المعارضة من اجل ارسال مندوبين لها الى مفوضية الانتخابات المشرفة على الانتخابات البرلمانية لاقليم كوردستان قبل بدأ الانتخابات , ولكن اهمال هذا الجانب افقدت احزاب المعارضة نقطة حيوية لصالحهم حيث بٌعدت عن مركز القرار طواعية .
بإعتقادي أن كل الاحزاب خسرت في هذه الانتخابات باستثناء البارتي , وكان الخاسر الاكبر هو الاتحاد الوطني الذي دعى الى اجتماع مصغر للوقوف على الاخطاء التي ارتكبت والتي افقدتهم قاعدتهم الجماهيرية الواسعة حتى ان البعض منهم قاطع هذه الانتخابات ولم يصوتوا لاتحادهم والاسباب كثيره وتناول بعض هذه الاسباب القيادي في الاتحاد الوطني والعضو المؤسس عادل مراد وذكرها للانباء حيث المبالغة الكبيرة في عدد المنتمين الى المنظمات الجماهيرية العائدة للاتحاد الوطني وكذلك المبالغة في عدد اعضاء الاتحاد الوطني في المحليات التنظيمية , واتجه غالبية اراء المحللين السياسيين الى طرح برهم مصطفى البديل الذي يملك الامكانيات لتجاوز الاتحاد الوطني محنته التنظيمية والانتخابية حيث اننا مقبلين قريبا على انتخابات المحافظات , ولكنني اتوجه الى طرح البديل الذي يملك الامكانيات الكبيرة والى هامش كبير من الشفافية وتناول الاوضاع بشكل واقعي دون الغلوا والمبالغة في الامور وهو البديل الديمقراطي عادل مراد ( الولد الجنتلمان ) الذي بخبرته وشفافيته بامكانه ان يعبر بالاتحاد الوطني الى شاطئ الامان واستعادة مكانته التي افتقدها بغياب مام جلال يشفيه الله .
ان الاتحاد امام مفترق طرق اما ان يكون او لايكون , اما ان يستقل بتنظيمه ويعيد لقاعدته الثقة التي افتقدها بالاتحاد وجماهيرته ويطالب بتقديم استقالة القيادة الحالية المتسببين في هذا السقوط وتطعيم الاتحاد بقيادات شابة قادرة من الكوادر الوسطية والمتقدمة الذين لم يرضوا بما ألت اليه اتحادهم الوطني العريق ويعيدوا النظر في اتحادهم الاستراتيجي مع البارتي , واما ان يبقى على هذه القيادات التي لا تملك عطاءا اضافيا ويكون ذيلا للبارتي ويشتركوا في حكومة هزيلة من الطرفين وان يبقوا على اوضاعهم كما هي مما يسبب في التدهور والسقوط لا محالة , وكما قال احد المعقبين ان التأريخ لا ينتهي هنا فعلينا لملمة الجراح وهذه ليست الانتخابات الاخيرة , فكلنا أمل بان يتجاوز الاتحاد الوطني محنته ويتعافى ويعود كما عهدناه .
وعلى حركة التغيير أن تثبت مصداقيتها وتبتعد عن المناطقية , وتبدأ بتنظيم نفسها من جديد ووضع الرجل المناسب في مكانه الصحيح حتى يقدم ما عنده من امكانيات تؤهل الحركة لتقود القافلة في المقدمة في الانتخابات القادمة ان شاءالله , وكذلك الالتفات قليلا الى الجاليات الكوردستانية في الخارج وتنظيمها تنظيما طليعيا متقدما , وتعيين ممثلين لها في العواصم الاوروبية حتى تكون وسيلة اتصال بهذه الدول الديمقراطية لاننا يهمنا جدا رأيهم في اوضاع اقليم كوردستان والاستفادة من خبراتهم وتقديم يد العون وتوضيح السبل والالية الوجب اتباعها لتلافي التزوير والتلاعب في الانتخابات مستقبلا , حتى تكون انتخابات نزيهة ومحترمة تنال اعجاب العالم ونكون بذلك قد ثبتنا الديمقراطية الحقيقية في اقليم كوردستان .
وكما قال احد المعقبين ليس المهم من فاز , ولكن الاهم هو ما يقدمه للشعب الكوردستاني ويطبق برنامجه الذي وعد الشعب به.[1]