حركة التغيير ... ومكانك راوح !!! (1)
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 4230
المحور: القضية الكردية
استمعنا الى نتائج الانتخابات الاولية وحصد البارتي( حصة الاسد) من اصوات الناخبين الكوردستانيين بينما كان الخاسر في هذه الانتخابات البرلمانية هو الاتحاد الوطني الكوردستاني والاحزاب الكوردستانية الصغيرة ولم يسلم حركة التغيير من المفاجئة المؤلمة الذي ألم به وهو حصد نفس الاصوات السابقة دون أدنى تغيير الا اصوات طفيفة وهذا يدل أن حركة التغيير في سنة 2009 حصد نفس النسبة من الاصوات قبل تنظيم نفسه وحصل على نفس النسبة بعد تنظيم نفسه في سنة 2013 , ان لم يكن خسارته لكرسي او اثنان من كراسي برلمان كوردستان اذا اخذنا بنظر الاعتبار ازدياد ملحوظ في نسبة المقترعين وبالتالي زيادة الاصوات في حصة كل كرسي .
اذن لابد من وجود خلل ما في تنظيمات الاتحاد الوطني وايضا في تنظيمات حركة التغيير , لان البارتي حصد على نسبة كبيرة نسبيا من اصوات المقرعين ووصل في اعلان النتائج الاولية الى 719 الف صوت والنسبة في تزايد في الخمسة في المائة الباقية وهذه النسبة الاولية نسبة ظاهرة وواضحة للعيان و تقدم البارتي على حليفه الاستراتيجي السابق وعلى أحزاب المعارضة الكوردستانية وفي مقدمتهم حركة التغيير في حين كانت حركة التغيير ترفع شعار الى أمام نحو السلطة وفي وجهة نظري أن هذه النتيجة كانت سلبية وغير متوقعة لحركة التغيير ولتوقعي أنا ايضا حيث كنت أمني النفس بأزدياد نسبة المقترعين لحركة التغيير بعد تنظيم نفسه في كوردستان والخارج .
عندما كنت في صفوف الاتحاد الوطني كنت اكتب المقالة تلو المقالة أنتقد مااٌلت اليه الاتحاد الوطني من تشرذم في الاراء وانقيادهم الذليل نحو البارتي وأحيانا كنت أزور المسؤولين في اوروبا وكنت اقول في نفسي لعلهم لم يقرأوا المقالة واوضح لهم الامر بنفسي وبأن هناك خلل ما فعليهم اعادة تنظيم انفسهم وكنت أقول في الحرف الواحد ( أننا نريد الاتحاد الوطني السابق ) وليس الحالي ولكن لا حياة لمن تنادي أنهم لم( ينزلوا من برجهم العاجي) فأبتعدت عن الاتحاد الوطني رغم انني انضويت في صفوفه منذ سنة 1975 .
وفي حركة التغيير ناضلنا حول البرنامج المتميز للحركة , وقاتل اعضاء برلمان كوردستان المنتمين لحركة التغيير بكل الوسائل المتاحة للحيلولة دون تفرد البارتي في السلطة وخلق ديكتاتور جديد في المنطقة , وقدمت الحركة برنامجا من ستة نقاط تنظم عملية السلطة في كوردستان وتضع حدا لتجاوزات البارتي الكثيرة ولست هنا بصدد ذكرها في هذه المقالة , كما ناضل اعضاء التغيير في البرلمان العراقي بشراسة حول الحقوق القومية للشعب الكوردستاني وكانوا الشوكة في بلعوم الشوفنيين والطائفيين بغداد .
اذن ما الخلل في عزوف الناخبين في التصويت لحركة التغيير في محافظتي أربيل ودهوك , وكذلك تراجع النسبة في محافظة السليمانية ؟؟؟
أننا نعلم ان البارتي قام بالتزوير بشكل واسع , وأستخدم المال السياسي في شراء الذمم وتوزيع الغنائم على البعض الاخر من الهدايا وتوزيع الاراضي والبيوت على البعض الاخر , كل هذا نعلمه علم اليقين حتى ان بعض الاخوة ذكر ساخرا ( أن البارتي اذا دخل الانتخابات مع الصين فسوف يفوز البارتي ) وذلك للتذكير بان البارتي نهجه التزوير وبالتزوير فقط يمكنه العيش .
أذن مالخلل في حركة التغيير لكونه لم يحصد سوى نفس الاصوات السابقة الا بعض الاصوات القليلة المضافة ؟؟؟
في أعتقادي ووجهة نظري أن الخلل يكمن في نفس السبب الذي خسر الاتحاد الوطني الانتخابات البرلمانية , وهو ( النزول من البرج العاجي ) , على قيادة حركة التغيير أن تعيد تنظيم صفوفها والنزول الى صفوف الجماهير الكوردستانية والنضال مع الجماهير وبينهم وخلالهم والتلاحم فيما بينهم في هذه السنوات الاربع القادمة للوصول بالتالي الى المقدمة بعونه تعالى .
هناك قيادات في حركة التغيير مازالوا محافظين على نهج الاندماج بين الجماهير فكسبهم بذلك شعبية أكبر اضافة الى شعبيتهم وكبروا امام أعين الجماهير .
وهناك قيادات مازالوا في برجهم العاجي ويتكلمون مع الجماهير باستنكاف مما جعل البعض المؤيد لحركة التغيير من الابتعاد والنفور.
وكان على منظم حركة التغيير أن يقوم بزيارات ميدانية الى مدن وقرى وقصبات كوردستان بدلا من ان يزوروه في مكتبه كان عليه ان يقوم بالعكس تماما وهذا ما فعلته قيادات البارتي كما قام مسعود بارزاني بزيارات مكوكية الى المحافظات الكوردستانية .
انني بحكم تجربتي لا أؤمن بعبادة الفرد والتطبل له , ولكننا نعيش في منطقة الشرق الاوسط وهنا يكون للفرد او القائد الرمز دور متميز شئنا ام ابينا , لذا كان على منظم حركة التغيير أن يقوم بزيارات الى محافظتي اربيل ودهوك وهذا ما لم يفعله .
أن الاستنكاف والترفع له نتائج عكسية وخيمه على الفرد وعلى المجتمع في اٌن واحد , وهذا ما حصل معي بالضبط في زيارة لمنظم الحركة حيث مددت يدي ولكنه لم يمدد يده للمصافحة مما احدث اكبر الاثر في نفسي , وكنت اتسائل مالذنب الذي اقترفته !! حيث لم ازوره سوى هذه المرة فقط وخلق لدي انطباع سئ .
على حركة التغيير بمنظمها وقياداتها وقاعدتها أن تعيد حساباتها بدقة وتنزل الى الجماهير من برجها العاجي وعلى منظم الحركة القيام بزيارات للمحافظات الكوردستانية والاندماج بالجماهير الكوردستانية حتى لا تقع بالمطب الذي وقع فيه الاتحاد الوطني والذي لم يكن يسمع لنا ويترفعوا عن ملاحظاتنا في مقالاتنا السابقة.[1]