فوز روحاني ودوره في المنطقة !!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 4128
المحور: القضية الكردية
فوز روحاني ودوره في المنطقة !!
هنأ المرشد الاعلى علي خامئني الرئيس الجديد روحاني وذلك بعد حصده لاصوات الناخبين الايرانيين الذين ذاقوا ذرعا بالسياسات التي كان يتبعها احمدي نجاد والاتجاه الراديكالي في الدولة سواء كان على المستوى الداخلي أو الخارجي , حيث وصل مراحل التضخم حدا قاسيا لدولة نفطية , وبات الايرانيون يقفون طوابير لشراء حاجاتهم الضرورية اليومية .
عدم المصداقية وفقدان الثقة اصبحت سمة لازمت الحكومة الايرانية المنتهية ولايتها , بينها وبين دول المنطقة في الخليج من جهة و بينها وبين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى في أمور تتعلق بالانشطة النووية الايرانية والتوترات المتكررة .
ومن الامور التي تحسب على الحكومة السابقة دعمها المستمر للنظام السوري وعلى جميع المستويات سواء كانت بشرية ( أكثر من اربعة الاف من الحرس الثوري ) او مالية ( شكلت عبأ أثقلت الميزانية الايرانية ) ومعنوية ولوجستية وكذلك تزويد نظام بشار بالاسلحة والصواريخ المتقدمة ودخول حلفاء ايران على الخط وتزويد نظام بشار الدموي بالمقاتلين حيث ارسل حزب الله اللبناني ( أكثر من اربعة الاف مقاتل ) وايضا تم ارسال مقاتلين عراقيين لدعم نظام بشار عبر الحدود ولكن بصفة متخفية بعيدا عن الاعلام .
وباتت السياسات الاقتصادية للحكومة المنتهية ولايتها على شفير الهاوية , والعملة الايرانية فقدت من قوتها وتأثيرها الكثير مما قد زاد من وتيرة التضخم وفقدان القدرة الشرائية .
كل هذا كان السبب في نجاح الجناح الاصلاحي والاعتدال السياسي في الانتخابات الايرانية الاخيرة بقيادة حسن روحاني والذي عزز من قوته السياسية صوت الشعب الايراني المعارض من جميع مكوناته وفئاته , ووضوح البرنامج الانتخابي لروحاني والذي يدعوا الى تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول الخليج لاستعادة الثقة المفقودة بين الطرفين , وتحسين العلاقات التجارية مع دول الاتحاد الاوروبي بشكل يزيد من حجم التبادل التجاري بين الطرفين وينعكس ذلك على الشعب الايراني بايجابية من ازدهار ونمو مستطرد في الاقتصاد الايراني ورفاهية .
ومن اهم الامور على السياسة الخارجية تحسين العلاقات بين ايران والولايات المتحدة حيث شابتها كثير من العثرات والتوتر بين الطرفين أثر الانشطة النووية الايرانية .
الحقيقة أن المهمة ليست سهلة على الاطلاق على روحاني في ظل وراثة ملفات معقدة و عالقة كثيرة من الحكومة السابقة يحتاج الى حلها الى تعاون وثيق بين السلطة التشريعية والتنفيذية ووجود ارادة حقيقية لتذليل الصعاب ومعالجة تلك الملفات على الصعيدين الداخلي والدولي .
لكن في الوقت نفسه هناك الجناح الراديكالي الذي قد يتحين الفرص للوقوف حجر عثرة بطريق الاصلاحات السياسية والجناح الاصلاحي والتطور الاقتصادي وتحسين العلاقات بين ايران والخليج وخاصة تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة .
وملف حقوق القوميات والصراع الدائم بين النظام والقوميات الايرانية التي حملت السلاح للدفاع عن حقوقها وتحقيقه , لم يشير روحاني في برنامجه الانتخابي الى امكانية حل مشكلة القوميات بالطرق الديمقراطية السلمية!!
وهناك المرشد الاعلى علي خامئني , ومدى امكانية روحاني في المناورة في ظل نظام متزمت مقيت , وأن يلعب دورا خارج الحلقة الضيقة المحيطة به انني اشك بامكانية ان يلعب روحاني دورا مهما بعيدا عن خامئني حيث مازال خامئني ممسكا بزمام الامور ولا يستطيع اي كان ان يفرض سياساته عليه انه الرقم الصعب في المعادلة السياسية الايراني انه على خامئني.
انني كمتابع لاوضاع المنطقة اشك ان يلعب روحاني وان يغرد خارج سرب الحلقة الضيقة المحيطة بعلي خامئني .
لنرى تطبيق هذا البرنامج الانتخابي على الارض ولا يبقى اسير الادراج المكتبية.[1]