لماذا لم يحسم الحرب في سوريا ؟
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3963
المحور: القضية الكردية
قاربت الثورة السورية على السنة الثانية , اكثر من اثنان وعشرين شهرا والحرب سجال بين الثوار السوريين وجيش النظام الاسدي , تتناقل الاخبار حول تطورات نوعية في حرب الثوار من السيطرة على منافذ الدولة لقطع الطريق عن الامدادات وسحب الشرعية والسلطة من يدي النظام السوري , مرورا بقصف المواقع العسكرية النظامية بالاسلحة الثقيلة , وانتهاءا بالسيطرة على المطارات العسكرية والمدنية , وتدمير جل الاليات والطائرات الجاثمة في ارض المطارات , واخر هذه المطارات هو مطار التفتناز العسكري وتشير الانباء الواردة الى تصاعد حدة القتال في محيط المطارات العسكرية في حلب وادلب ودير الزور ونقلا عن الشرق الاوسط في عددها الصادر 4 يناير 2013 شهد محيط عدد من المطارات العسكرية في حلب وادلب ودير الزور اشتباكات عنيفة امس , في ما يطلق عليه ناشطون اسم حرب تحرير المطارات من قبضة القوات السورية النظامية , عدا عن كونها نقطة انطلاق المروحيات الحربية التي تتولى استهداف نقاط تمركز الجيش الحر والبلدات الثائرة . و تضاربت الانباء حول سقوط مطار تفنتاز العسكري في ريف ادلب بيد المقاتلين المعارضين , اذ اعلن اتحاد تنسيقيات الثورة ان الجيش الحر سيطر بالكامل على مطار تفنتاز العسكري فيما نفت دمشق واعتبرت الخبر عارية عن الصحة جملة وتفصيلا
نقلا عن رويترز عن مقاتل من المعارضة قوله ان الاجزاء الاساسية من القاعدة لا تزال خاضعة لسيطرة الحكومة , لكن المعارضين تمكنوا من التسلل اليها وتدمير طائرة هليكوبتر ومقاتلة على الارض وذكر ناشطون معارضون على موقع تويتر ان المقاتلين سيطروا على اجزاء كبيرة من المطار العسكري .
وتشير الانباء الواردة من سوريا الى تصاعد حدة القتال وازدياد وتيرة العنف فيها والى حرب انتقامات وابادة متبادلة من كلا الطرفين , مما حدى بمنظمة العفو الدولية الى اصدار بيان حول تلك الجرائم المروعة والتي تنتهك فيها كرامة الانسان السوري من تعذيب وحشي وقتل بصورة جماعية وبدم بارد من كلا الطرفين الا ان الجانب الحكومي اكثرهم وحشية واعدادا لتلك الجرائم المروعة التي تهز مشاعر الانسانية .
الغريب والمخجل في ان واحد ان الدول العربية والاسلامية تتفرج على هذه المذابح دون ان تحرك ساكنا في ظل صمت دولي مطبق , ولسان حالهم يقول ليستمر هذا الحرب دون خاسر لتدمير البنى التحتية للدولة السورية .
اما لماذا لم تتحرك اميركا والدول الاوروبية لحسم الامر ووضع حد للمعاناة الانسانية في سوريا ؟ حيث بلغ عدد اللاجئين والنازحين السوريين الى حد لا تستطيع مراكز الايواء من استقبالهم في الدول المجاورة لسوريا والى تفاقم الوضع الانساني في تلك المخيمات سواء في داخل او خارج سوريا .
للاجابة على السؤال في عدم تحرك اميركا والدول الاوروبية وحتى الدول المجاورة الاقليمية لم تتدخل بالشكل المطلوب وتراجع تركيا عن حماسها المعهود وتهديده اليومي بالتدخل عسكريا لوضع حد للنظام الاسدي وانقاذ الشعب السوري , رغم قصف النظام السوري للقرى التركية المتاخمة للحدود السورية , ولكن اي من ذلك لم يحدث لان المعوق و السبب الرئيس هو ان الشعب الكوردي في سوريا جزء من الحل السياسي في اية حكومة مرتقبة بعد سقوط النظام الاسدي لذا ألت وأثرت اميركا ومعها الغرب الحليف والدول الاقليمية المجاورة بما فيها تركيا الى عدم التدخل عسكريا وحسم الامر باي شكل من الاشكال , ورفعوا ايديهم عن هذه المعضلة حتى لا ينال الشعب الكوردي في سوريا حريته كسائر الشعوب الاخرى.[1]