القصف الايراني على كوردستان وحرب المياه !!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3452
المحور: القضية الكردية
في الثمانينات ابان الحرب العراقية الايرانية كنت قد كتبت مقالة حول الحرب المقبلة في الشرق الاوسط يكون حرب المياه او الحرب على المياه , وذكرت حينها ان الترك والسوريين عازمين العقد لبناء سدود ضخمة على نهريي الفرات والدجلة بغية حبس المياه لمصالحهم واستخدام ورقة المياه كعامل ضغط سياسي على الحكومات التي تستفيد من جريان هذه المياه على اراضيها ,وقد استخدم النظام التركي هذه الورقة الضاغطة بشكل واسع على سوريا المجاورة وعلى العراق ايضا لان نقص المياه في نهر الفرات ينعكس سلبا على العراق ايضا لان الفرات يمر عبر العراق ويلتقيان مع نهر الدجلة عند نقطة القرنة في الجنوب , بحيث اثر ذلك على الزراعة في الدولتين بشكل واضح وجلي مما حدى بهما حينها برفع شكوى على النظام التركي , وقلت ان مصبيي نهريي الفرات والدجلة يقعان في الاراضي الكوردية في شرق تركيا , وعلى الحكومات العربية و الاقليمية ان تتعاونا في حل القضية الكوردستانية في تركيا على اساس سلمي وبالتالي حل كل القضايا المتعلقة بالمياه سلميا ايضا , لان الكورد ليس لديهم عداء مع اي دولة لتمنع عنهم المياه او حبسها بل يكون الكورد عامل توفيقي وسلمي في المنطقة .
ان الايرانيين دخلوا على الخط وبنىت حكومة الملالي السدود لاستخدامها في الحرب المقبلة ويكون المياه عامل ضغط سياسي على الدول المجاورة , وهذا ما كان لهم , حيث تم حبس وقطع مياه نهر الوند , مما اثر ذلك بشكل واضح على الزراعة ومياه الشرب , لذلك هاجر غالبية السكان الذين كانوا يعتمدون على الزراعة ومياه الشرب على نهر الوند , هاجروا الى اماكن يتوفر فيها المياه الصالحة للشرب تاركين عملهم وزراعتهم وبيوتهم خلفهم , ولم يمنع قدوم شهر رمضان المبارك حكومة الملالي من الاقدام على خطوتهم الجائرة واغلاق المياه المتجهة الى العراق وحبسها , ولم ينفع معهم المناشدات والمفا وضات من قبل العراق وحكومة الاقليم بل مازالوا مصرين على عنجيتهم وفشلت المفاوضات لاعادة اطلاق مياه الوند حتى هذه اللحظة .
ومازال القصف الايراني لمناطق حدود العراق مستمر , مما ادى الى هجرة سكانية داخلية من الحدود المتأخمة الى داخل المدن مشكلا عبئا اضافيا على المدن , ومن تداعيات القصف الايراني احراق المزروعات والممتلكات ونفق الحيوانات وقتل وجرح عدد من السكان القاطنين في هذه المناطق الحدودية , وبعد صمت طويل وممنهج خرجت حكومة العراق عن صمتها وادانت القصف وخاصة ان كل ذلك من قصف وحبس للمياه يحدث في شهر رمضان المبارك , المفروض من حكومة الملالي وهم يدعون الاسلام ان يمنعوا ذلك ويمتعنوا الا ان الاضرار في حبس المياه وفصف المناطق الحدودية احرجت حكومة اقليم كوردستان , ودعي لانعقاد البرلمان الكوردستاني لمناقشة تطورات الاوضاع وخرجوا من صمتهم باصدارهم اثنى عشرة نقطة ضد نظام الملالي في طهران وفي النقطة الاولى من البيان ادانة بشدة القصف الايراني للمناطق الحدودية وبشكل صريح وجاء في النقطة الثالثة يتوجب على الحكومة العراقية تكثيف الجهود للعمل على وقف القصف وعلى الحكومة العراقية الالتزام بتعويض المواطنين المتضررين من جراء القصف ايقاف ذلك القصف وانا اضيف اطلاق مياه نهر الوند للحفاظ على الطبيعة واشارت النقطة العاشرة الى ضرورة احترام سيادة اقليم كوردستان .
وفي هذا السياق صرح القنصل الايراني العام في اقليم كوردستان في لقاء مع السومرية نيوز وباللغة العربية حول الاحداث الاخيرة على الحدود من قصف مستمر للقوات الايرانية على القرى الحدودية الكوردستانية ان هناك اتفاقية ثنائية بين الجمهورية الاسلامية واقليم كوردستان حول ضبط الحدود بين الطرفين , ومن هذا التصريح نطالب حكومة اقليم كوردستان ابلاغنا بفحوى هذه الاتفاقية , وكيفية وألية ضبط الحدود بين الطرفين ؟؟
ونطالب بوقف القصف الايراني الهمجي واطلاق مياه نهر الوند وتعويض كل السكان المتضررين من جراء القصف وحبس المياه .
خليل كارده
لجنة الاعلام
حركة التغيير - لندن
[1]