خطاب الاسد وترقيع المعلم له !!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3408
المحور: القضية الكردية
الكل كان ينتظر شئ ما او تغيير ما من قبل الطاغية الاسد في خطابه حول الاحداث الدموية في سورية , الا وكما هو حال الديكتاتوريات في منطقة الشرق الاوسط لا يهتمون بمنطق التحاور الا بعد ان يستنفذوا جل قدراتهم العسكرية وفنون القتال ضد شعبهم , ففي خطابه الاخير والذي كنا نحرص على ان لا يلقيه ويتعنى في ذلك , اتهم الشعب السوري البطل ولسان حاله يقول لماذا تقومون بالتظاهرات اليومية ؟ الاولى لكم هو السكوت والخنوع !! بدل القتل والسحل والتعذيب الجسدي والنفسي , وقد قسم الطاغية الشعب السوري الى ثلاث مجموعات من وجهة نظره الديكتاتورية , مجموعة سلفية واخرى ارهابية والثالثة منساقة الى التظاهرات بعفوية , وبطبيعة تحليل ومنطق الديكتاتوريات ان المجموعتان الاول لديهم اجندة خارجية , وهكذا ... اذن نلتمس من خطابه الفلتة ان لو لم يتعنى الطاغية ويلقى بخطابه لكان انصف نفسه وكفانا من مغبة متابعة خطابه الذي لم يأتي بجديد سوى التهديد والوعيد و الذي نشم منه رائحة اتهام الشعب السوري البطل بالمؤامرة ضد قيادته الحكيمة!!
وكما هو حال الحكام الاستبداديين في منطقة الشرق الاوسط , وعد باجراء اصلاحات , واطلق العنان للاصلاحات الخطابية , والذي ما ان ينتهى منه , الا وينسى او يتناسى ما وعد به الشعب السوري من اصلاحات وهمية خطابية , ويشمل اغلب الاحيان هذه الاصلاحات دوائر هامشية لا ترتقي الا اصلاحات اساسية في النظام السياسي , لان ذلك خط احمر , ولا يمكن التنازل عنه الا بالموت او التنحي قسرا , ويتكرر هذا المشهد في الدول الديكتاتورية التي مر بها رياح التغيير او الثورة الربيعية كما يقال , وبعد سقوط اكثر من الف وستمائة شهيد من الشعب السوري البطل , لم يتعنى الطاغية في الولوج باصلاحات جذرية ويطلق سجناء الرأى من سجونه الارهابية , وتوفير الحريات للشعب السوري المناضل الذي لحقه الاذى البليغ من جراء اتباع هذه السياسات الرعناء , بل يطلق الاتهامات جزافا بحق هذا الشعب البطل , وبعد خطابه الفلتة والذي لم يأتي بجديد , وبعد ان اصبنا بخيبة امل , وبعد ان حس اطراف في النظام الطاغية بان خطاب هذا المجرم لم يلقي الترحيب في الاوساط السياسية العربية والعالمية ,خرج علينا وزير خارجية النظام الدموي السوري المعلم بمؤتمر صحفي لترقيع ما اعلنه الطاغية في خطابه الفلته , ولاثبات ان رئيسه يريد الدخول في محادثات مع اطراف المعارضة بدافع الحرص على الوطن ووحدة التراب السوري , واكاد اجزم ان هذه المحاولات من الطاغية ما هو الا لدق اسفين في فصائل المعارضة السورية وعمل انشقاق بين المعارضة والشعب السوري البطل , ولاخماد التظاهرات اليومية والتي ترفع شعار الشعب يريد اسقاط النظام .
الخلاصة ان مصير الديكتاتوريات في الشرق الاوسط أيلة للسقوط والتغيير , وان لا مكان البتة للرجوع ابدا , وعلى الشعب السوري المضحي ان يستمر في تظاهراته الاحتجاجية واليومية حتى اسقاط النظام الدموي القابع في دمشق , وان الشعب السوري لا يكترث بما يقوم به المعلم واطراف في النظام السوري من ترقيعات , وان التصدع والانشقاق بدأ في النظام الدموي وان سقوط النظام بات قاب قوسين او ادنى.
على الشعب السوري البطل الاستمرار في التظاهرات الاحتجاجية اليومية ولا مجال للتراجع او النكوص فامامكم مهمة ملحمية بطولية ثورية فالى امام , وكل الشعوب الخيرة المحبة للحرية والتغيير معكم ويشد على ايديكم.[1]