الخطاب الإرهابي لأردوغان تسبب في الإرهاب المضاد في نيوزيلاندا
المقاومة في مجابهة الاحتلال والثورة المضادة
مرة أخرى تسبب القاتل أردوغان بسفك دماء الأبرياء سواء من المسيحيين أو من المسلمين فهذا الدكتاتور أصبح يروج لخطابه المشحون بالكراهية والعنصرية والإرهاب يومياً ومن على المنابر وبشكل مباشر ويدعو للجهاد والانتقام من (الكَفَرَة) فهو يرى كل من يعارض توجهه السياسي والديني والطائفي عدواً، ويجب قتله وسفك دمه فما حدث في نيوزلندا في الأمس القريب هو تماماً ما حدث في مصر وباريس وغيرها من البلدان التي استهدفها وهو نتاج خطاب الكراهية الذي يستخدمه اردوغان للاستثمار في السياسة فلا فرق بين الإرهابي (الاسلامي) الذي يدَّعي الجهاد في سبيل الله والإرهابي العنصري (المسيحي) الذي يدَّعي الدفاع عن الجنس الأبيض. هو فقط الرؤية السياسية لكل طرف لكنهما يلتقيان في هدر الطرفين لدماء الأبرياء وقتلهم للناس على الهوية الدينية والقومية.
فلو عدنا إلى خطاب أردوغان لكسب الانتخابات المحلية سنجد وبكل وضوح أسباب هذا الإرهاب المتنقل في أصقاع المعمورة بغض النظر عن مرتكبيها ففي أحد الصور الدعائية المُروِّجَة لحزب أردوغان يتم إبرازه على أنه يحمي المسلمين حيث يظهر في الصورة أتاتورك وأروغان والقدس وعلم تركيا وفلسطين وبنفس الصورة ومن الجهة الأخرى يظهر علم الناتو وأمريكا واسرائيل وصورة فتح الله كولان وأوجلان ونتنياهو ليروج أن هؤلاء يستهدفون المسلمين الذين يترأسهم أردوغان أو مَن نصب نفسه عليهم كخليفة عثماني جديد. وبالمقابل لو قرأنا خطاب الإرهابي الذي استهدف المسجدين في نيوزلندا سنجد أنه انطلق من خطابات اردوغان وتهديداته لدول العالم سواء من ناحية قضية اللاجئين أو المهاجرين وابتزازه المستمر للدول الأوربية وتهديدها بهم، فأردوغان الذي يقود خطاب الكراهية ضد المسيحية والذي يهدد أوروبا علناً بإغراقها بملايين الجهاديين ويبشر أنصاره بعودة الخلافة إلى كامل أوروبا وحجم المنشورات والمطبوعات التي توزع في الجوامع بأوروبا والتي تحمل بصمة وصور أردوغان كخليفة الدولة العثمانية الثانية, كل ذلك كوَّنت نظرة راسخة عدوانية لدى المواطن الأوروبي لتتحول مع مرور الوقت إلى حالات إرهابية فردية كما شهدناه في نيوزلندا.
ومن هنا يتطلب من المجتمع الدولي عامة والدول الإسلامية خاصة نبذ التطرف والإرهاب الديني عبر صدِّ كل القوى التي تدعو صراحة إلى ممارسة هذا الحقد الإرهابي المقيت وذلك عبر فضح ممارساتهم وخاصة الدولة التركية وخليفتها اردوغان الذي أصبح يتزعم أكبر شبكة إرهابية ابتداءً من جماعات الإخوان المجرمين وانتهاء بالمجاميع الإرهابية من داعش والنصرة والقاعدة ومثيلاتها وقطع مصادر تمويلها وخاصة دويلة قطر التي باتت الممول الرئيسي لكافة نشاطات الجماعات الإرهابية المرتبطة بخليفتها اردوغان.
كما أن دعم ومساندة التجربة الديمقراطية في روج آفا وشمال وشرق سوريا يشكل البوابة الأولى للقضاء على الفكر المتطرف وذلك لما تشكلها من تنوع وغنى أثبتت نجاعتها سواء من ناحية مكوناتها وقومياتها أو من حيث الطوائف والأديان التي استطاعت الإدارة الذاتية الحفاظ على تنوعها وتعايشها المشترك كنموذج يمكن أن يُعمم ليس لسوريا فحسب وإنما على كامل الشرق الأوسط. فما شكّله أردوغان ومجاميعه الإرهابية في سوريا وكذلك النظام ومجاميعه الطائفية يدل بوضوح أن الخطاب والفكر الذي انتهجوه لم يجلب سوى الإرهاب والقتل ليس لسوريا فحسب إنما تم تصديره لجميع دول العالم وخاصة تركيا التي أصبحت تمارسه بشكل علني وتروج له عبر وسائله ومنابره الاعلامية والرسمية فقول أردوغان أن الإرهاب الذي ضرب المسجدين في نيوزلندا هو موجَّهٌ إليه شخصياً إنما هي دعوة واضحة من الخليفة لمجاميعه الإرهابية سواء كانت جماعة الاخوان أو القاعدة وداعش والنصرة بشن هجمات إرهابية ضد الدول الغربية.
مطلوب من المجتمع الدولي التحرك السريع للجم أردوغان ومجاميعه عن ممارسة الخطاب الإرهابي والتحريض التكفيري والعنصري المتطرف والتأكيد على التسامح الديني والحوار لتعرية مروجيه ومموليه فالابتزاز والتحريض الارهابي أصبح علنياً وموثقاً ولم يعد خافياً على أحد أن الإرهاب العالمي بات يتزعمه أردوغان وحزبه ومجاميعه الإرهابية والمعارك الأخيرة في الباغوز ضد دولة الخلافة المزعومة دليل قاطع على أن من يتزعمهما هو أردوغان وليس الإرهابي عمر البغدادي أو خليفته أو بكر البغدادي؛ فجميع المقابلات التي أجرتها الوكالات العالمية والمحلية مع الدواعش المستسلمين يطالبون بالذهاب إلى تركيا لما تشكله من ملاذ آمن للإرهابيين من جميع أصقاع العالم وهو ما طالب به صراحة اردوغان من حلف الناتو بتسليمهم له ليقوم بإعادة تدويرهم وتوجيههم ليهدد بهم مجدداً السلم والأمن العالمي.[1]