عام على احتلال عفرين ، عام على الارتزاق والخيانة العظمى
ستير كرداغي
في يوم الذكرى الأليمة لدخول المحتل و مرتزقته من الكورد الجيدين و أبناء ثورة العهر السوري المرتهن لتركيا عرباً ومستكردين، لم يعد خافياً مع مرور هذا العام الأليم من الاحتلال أن الكرد الجيدين لا زالوا يعلقون فشلهم السياسي والأخلاقي على الإدارة الذاتية الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي رغم أنهم كانوا أدوات بيد أردوغان لتنفيذ مخطط الاحتلال لعفرين ولا زالوا، وهذا يدفعنا للصراخ في وجوههم التي غادرها الحياء بلا رجعة ولنقول لهم:
قفوا أيها القبيحون و لا تعلقوا خياناتكم على شماعة لن تغفر لكم خياناتكم، ومزاعمكم الواهية بأن سقوط عفرين كان نتيجة لسلطة الأمر الواقع و غيره من اسبابكم المسبقة الصنع و التمويل تركياً، لن ينتشلكم من مستنقع الخيانة والفشل.
مايخجل فعلاً و بعد مرور سنة على مأساة عفرين و مقاومتها التاريخية، هو أنه مازال يطل علينا بعض الكورد البيولوجين، و قد شحذوا قرونهم التي باتت أطول المدربة على المصارعة رغم أنهم ضحايا و قرابين للسلطان و الإرهاب الإسلامي.
قد يكون هناك حدودا للجهل و الهزيمة و لكن الغريب بأن هذه النماذج لا تتعظ و لا تخجل و لا تدرك بأن مستوى الانحطاط الأخلاقي و الدونية عندهم ليس له قاع و لا سماء، فعام يمضي على دخولهم كمحررين لعفرين من أهلها، و مازالت رؤوسهم في الرمل و ظهورهم لمرتزقة السلطان، وعام على خيانتهم لوطنهم و حناجرهم لا تهتف الا باسم السلطان والتجيشش ضد الأخ الكردي الراسخ في الأرض فعلاً ووجوداً ومكتسبات. عام على عفرين المحررة و انتم كالبخار، وعام على انتصاركم الرخيص و سرقاتكم و نهبكم و جرائمكم و انتم تتباهون باغتصاب الأرض و العرض.
لقد ضربتم أكبر الأمثلة في الانبطاح و التزييف والكذب والرضوخ للمشغلين بشكل مشين، ولذلك نحن نسألهم لقد دخلتم كمحررين مع أعداء الشعب الكردي الى عفرين فأين أنتم الآن في عفرين وأين أنتم مما حدث في عفرين
التاريخ يسجل و كل شي في توقيته و ساعته فهذا الشعب الذي انتفض على التاريخ قد بدأت لديه أولى فصول الحقيقة بإسقاط الأقنعة و بيان التخندق الصارخ والخيانة التي حولتموها وجهة نظر.
رغم كل ما تدعونه من أكاذيب إلا أن الواقع أقوى و أصدق، و إن كان هناك من سيحاسب و مطلوب لمحكمة التاريخ فهو أنتم، تفضلوا و أثبتوا ذواتكم بعد عام لدخولكم لعفرين محررين، أعطونا و قدموا “للقطيع” الذي نعتموه باسم يليق بكم وبثقافتكم، قدموا انجازاتكم القومية و الوطنية و المجتمعية، قدموا لنا الصور و النتائج لما تحقق من رقي و ثقافة في #عفرين# ، قولوا لنا كم كنتم فاعلين هناك، برروا كيف تعامل معكم جيش الاحتلال ومرتزقته كأذيال لا تكش الذباب حتى، قدموا تفاصيل تطوير المدينة و عدد التماثيل و الحدائق، وفسروا لنا اللوحات والاعلانات التي تدعوا الى الصلاة والحجاب وعشرات الشعارات الإسلاموية الداعشية التي فرضت على شوارع المدينة بشكل يبين قبح وجوهكم، بدلاً من تمثال كاوا الحداد، وساحة الحرية وغيرها المئات من معالم المدينة، قولوا لشعبنا أين انتم من سرقة آثار و تاريخ شعبنا الكوردي ؟، أين أنتم من التعريب والتتريك؟، أين أنتم من الاغتصاب الذي مارسه أنجس أتباع لأنجس ثورة؟، أين أنتم من الانتهاكات والخطف والسلب والنهب، أين أنتم من تدمير تاريخ عفرين الكردي وعمقها الحضاري والثقافي؟، أين أنتم من الانتهاكات بحق الايزيديين والعلويين والمسيحيين الكرد من أبناء شعبنا؟، أين أنتم من اعتداءات المرتزقة السوريين على الحجر والشجر والبشر؟، أين أنتم من التغيير الديمغرافي الذي يحصل؟، أين أنتم من استقدام الآلاف من الغوضة وحمص والرستن وادلب ليسكنوا بيوتنا وينعموا بأرزاقنا، بينما شعبنا يعيش في الخيام على بعد كيلومترات قليلة من بيته وقريته ومدينته وشجر زيتونه وتراب أرضه ؟، أين أنتم من 1500 فلسطيني تم استقدامهم كمستوطنين الى عفرين؟، وهل سألتم هؤلاء أنتم كالمستوطنين الاسرائيليين الذين يجلسون في بيوتكم، رغم المفاتيح التي تحملونها في جيوبكم؟، هل قلتم لهؤلاء الفلسطنيين المستوطنين في عفرين أنكم تخطئون ثقب الباب الذي نسيتموه في القدس ” اورشليم ” وجئتم تبحثون عنه في عفرين؟.
نحن نعلم أنكم لم تفعلوا أي شيئ مما سبق ومتأكدون أنكم لن تجرؤوا على ذلك، فأنتم مخصيين بحفنة دولارات وضعها بين أيديكم الخليفة العثماني لتمسحوا كل قذاراته وتلمعوا جرائمه، نحن نعلم أنكم أحفاد الخيانة من ادريس البدليسي حتى ممثليكم الحاليين ، نحن نعلم أنكم أبناء الأقوال لا الأفعال، عفرين الهوية و الأصالة بريئة منكم و من حلفائكم، ولا عزاء ولا أمل فيكم حقيقة، وندمي يكمن في أن الكثير منا أخطأ التقدير وراهن على عودتكم للصف الكردي، وتحت شعار الديمقراطية وحرية التعبير ضغطوا على الإدارة الذاتية للتسامح معكم، وهذا ما ولد خطأ الادارة في تأخير محاكماتكم و تعريتكم لشعبنا، واستغرابي الوحيد هو كيف لعفرين أن تنجب خونة أمثالكم، و عبيد على طراز أسيادكم التاريخين
بعد مرور عام على احتلال عفرين في اليوم المشؤوم من العام الأسود، #18-03-2018# ، من قبل دولة الاحتلال التركية و خليفتها أردوغان، و ما قدمه من دعم لوجيستي و معنوي و عسكري و مادي و استخباراتي لمرتزقة الائتلاف الإخواني و احزاب النهج المتمثلة بالمجلس الكوردي ENKS اسماً ، وظيفةً ، و فعلاً، بات من حقنا بأن نطالب ونرفع الصوت عالياً و نوجه اصابع الاتهام لفضح جرائمهم و مشاركتهم باحتلال عفرين، والاستمرار في تضليل الرأي العالمي حول الانتهاكات و الجرائم و عمليات التغيير الديموغرافي و نهب الآثار و فرض المناهج التعليمية باللغة التركية و تربية الأطفال على الطابع الإسلامي بالترتيب و الترغيب والترهيب.
المقصود بالمطالبة هنا هم اؤلئك الكورد الجيدين، وبالأخص تلك الأحزاب التي تتبنى نفس الفكر و النهج السياسي للإدارات و المجالس المحلية المسبقة الصنع في عفرين، والتي تتسم بصفة الاستعمال مرة واحدة، وتقديمهم لمحكمة التاريخ و الضمير و الشعب، و فضح كل سياساتهم الهدامة و الماشية وفق اجندات و خطط إبادة الشعب الكوردي و القضاء على حلمنا كأمة و محو هويتنا التاريخية، ليلاقوا مصيرهم العادل أمام شعبنا وفي حضرته، و انصرفوا من خريطة الوطن، و أعلنوا تخندقكم السافر بين الأعداء فهذا يليق بكم ، فعفرين قد عرت و كشفت ارتزاقكم، و ما صمتكم تجاه مايجري في عفرين الا اعترافات واضحة و صارخة لشراكتكم المباشرة بجريمة احتلال عفرين وحرائم التآمر مع الأعداء على كل روجآفا.[1]