الكُرد إما سياسيون أو حزبيون!!!
رحلة إلى الوجع الكردي
السوريون عموماً والكُرد خصوصاً وعلى اختلاف اتجاهاتهم وطَبَقَاتِهم باتوا يتحدثون في السياسة، وأصبحت السياسةُ شغلهم الشاغل (سياسيون يحللون ويخططون).
تحسبهم حزبيين, لكن الحقيقة أن أغلبهم يحركهم الشعور الوطني والعاطفة ويباشروا بالحديث في السياسة.
لا يفوتنا هنا بأن للأوضاع التي مروا بها والإجراءات التي مورست بحقهم التأثير الكبير في ذلك؛ إلى جانب متابعتهم المستمرة لنشرات الأخبار فقلما تجد من يَفُوتُه نشرةَ الأخبار.
منذ زمنٍ ليس ببعيدٍ جداً كُنَّا نقتني كل صحيفة أو مجلة تشير مجرَّد إشارة إلى كلِّ ما يمتُّ إلى الكرد بصلةٍ حتى ولو كانت تلك الإشارة لغايةِ الإساءةِ للكرد أو لثقافتهم، وكنا نتباهى بأن الصحيفة الفلانية تحدثت عنّا وكان الأمر ينتشر بسرعة البرق حتى تَنفَدُ تلك الصحيفة من المكتبات, وأنا متأكدٌ بأن كل من يقرأ هذه المدونة سيتذكر جيداً ما ألمحُ إليه.
لكن اليوم وبعد كل ما وصل إليه الكرد يؤسفني أن أقول: إن ثقافتنا السائدة لم تُنتجْ سياسيين فاعلين يعملون للحاضر والمستقبل؛ بل انتجت سياسيين ضيِّقي الأفق، ولذلك تجد الشارع الكردي اليوم متذمرٌ وساخطٌ على بعض الأحزاب السياسية، وعلى بعض من يقود هذه الأحزاب لفشلهم في النهوض بأعباء المسؤولية على الوجه الصحيح، ولانشغالهم عن القيام بواجبهم الوطني المُلقى على عاتقهم، والهرولة نحو كسب المنافع والامتيازات على حساب الشعب الكردي؛ باستثناء بعض الأحزاب وبعض القياديين الذين نجحوا في أداء بعضٍ من مهامهم بمزيد من الحنكة السياسية واستطاعوا استقطاب جماهير واسعة من الشعب الكردي.
وهنا ثمِّة أمرٌ مهم يتوجب الإحاطة به, وهو أنه من الخطأ تحميل أي حزب سياسي كردي مسؤوليةَ ما يمتهنه ويمارسه بعض ضِعاف النفوس ممن انتموا إليها, فالنظام الداخلي لكل حزب سياسي يحظر على أفرادها اختراق القوانين الحزبية، أو الخروج على وسائل الإعلام والتحدث وفق أهوائهم الشخصية, ووفق مصالحهم الذاتية الضيقة.
لست هنا في معرض تقييم الأحزاب السياسية الكردية فقد كَتَبَ عنها الكثيرون متناولينَ أخطاءها وأسباب تكاثرها وغير ذلك ..
ما ذكرني بهذا الموضوع هو التصريحات التي يطلقها البعض هنا وهناك والتي تسيء إلى كل ما يمتُّ للكرد بِصِلَةٍ، وتكشف للعلن مدى ارتباطهم بأجندات خارجية معادية لل#شعب الكردي# وتجاوزهم للنظام الداخلي لأحزابهم دون أن تتجرأ لجان الحزب على اتخاذ أي إجراء حزبي بحقهم. مما يؤكد المقولة السائدة أن بصيرة السياسيين لا تَرى سوى بريقَ السلطةِ.
وهكذا تستمر الأزمات والخيبات التي تُثقلُ كاهلَ المواطن الكردي من فشل الأحزاب في توحيد صفوفها، وبالتالي تبقى الصراعات تنخرُ جسدها وتفقدها بريق شعاراتها وثقة الجماهير بها .
أحترمُ جميع الأحزاب الكردية لكنني أجدُ أن الشعب الكردي مُبتلى بالشقاق والاختلاف بين حركاته السياسية “الحزبية المختلفة”، ومُبتلى ببعض ممن يمتهنون السياسة لكنهم يسيئون إلى الشعب والمجتمع.[1]