التحديات بعد القضاء على #داعش#
تم الانتهاء بنجاح من الفصل الأخير من تنظيم الدولة الإسلامية بتحرير مدينة باغوز من التنظيم الإرهابي, بعد إجلاء المدنيين واستسلام المئات من المتطرفين، قامت قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة التحالف الدولي لمحاربة داعش بشن حرب مستمرةٍ على المنظمة الإرهابية, وأعلنت للعالم عن تدمير ما كانت تدعى بدولة الخلافة.
ليس هناك شك في أن القضاء على التنظيم الإرهابي كان نتيجة لجهود وتضحيات كبيرة من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف والتنسيق الرفيع المستوى بين الطرفين وعلاقاتهما القوية, وقريباً ستكون نهاية الكابوس الذي غمر العالم كله وحوّل المنطقة إلى مركزٍ إرهابي.
القرارات المشتركة التي اتخذتها قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف أسفرت عن تحرير المدن من التنظيم واحدةً تلو الأخرى, كما تم تجنب وقوع ضحايا مدنيين من خلال اتباع التكتيكات العسكرية الدقيقة.
قرار الرئيس (دونالد ترامب) بالإبقاء على بعض القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة سيكون حاسماً للغاية في المرحلة التالية لمحاربة داعش, والتي تهدف للقضاء على جذور داعش الفكرية والأيديولوجية واقتلاعها، وتتطلب عملاً متواصلاً وطويل الأمد.
القيادة السياسية والعسكرية الأمريكية، وكذلك أعضاء الكونغرس الأمريكي الولايات متفقون على أن القضاء على تهديد داعش ما زال بعيد الأمد, وعلى ضرورة إعادة ترتيب الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة من أجل المرحلة التالية للحرب على الإرهاب, وكذلك سيساعد قوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على المكتسبات التي حققها التحالف.
نريد التأكيد على دور الولايات المتحدة ولا سيما قائد القيادة المركزية الأمريكية (جوزيف فوتيل) في الانتصار الإقليمي على داعش وضمان الأمن والاستقرار في المناطق المحررة, نشكره على قيادته وعلى الدور الهام الذي لعبه في هذا الإنجاز التاريخي.
كما نريد أيضاً أن نعترف بالدور الهام للمبعوث السابق للتحالف الدولي لهزيمة داعش (بريت ماكغورك) في هذا الانتصار، ونشكره على جهوده في جمع الدول المختلفة تحت راية التحالف وبناء جسور العلاقات بينها.
على الرغم من أن الهيكل العسكري لداعش سوف ينهار، إلا أننا نود لفت الانتباه إلى بعض التحديات الرئيسية التي تنتظرنا:
الخلايا النائمة التابعة للمنظمة الإرهابية، والخطر من قدرة داعش على إعادة تنظيم نفسه من خلال التكتيكات الفردية مثل التفجيرات والاغتيالات.
بالإضافة إلى ذلك، استغلال بعض الأطراف الدولية والإقليمية لفراغ السلطة بعد داعش والانسحاب الجزئي للولايات المتحدة.
وهناك أيضاً حاجة متزايدة لاستعادة تماسك المجتمع, وتنظيم الناس وإعادتهم إلى مجتمعاتهم, فقد تحولت المناطق التي احتلها إرهابيو داعش إلى أنقاض وينبغي إعادة إعمارها, وسوف يتطلب هذا الأمر دعماً وإعادة تأهيل مستمرين على جميع المستويات حتى يتمكن المواطنون من العودة إلى حياتهم الطبيعية.
وفقًا لقرارات الأمم المتحدة فإن التعاون المستمر بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية سيسهم في حل الأزمة السورية, إن العنصر الاجتماعي والتنوع السكاني في مناطقنا الحرة هما النقطة الأولى نحو الهدف النهائي المتمثل في إقامة سوريا ديمقراطية خالية من جميع أشكال الإرهاب.
الجنرال (مظلوم عبدي) القائد الأعلى للقوات الديمقراطية السورية.[1]