عن الازدحام في شوارع مدننا أتحدث !!
رحلة إلى الوجع الكردي
يعاني الجميع من الازدحام الغريب في الشوارع وعلى أرصفة المدينة، ويُعزى هذا الازدحام كما يراه عامة الناس إلى التضخم المالي لدى البعض وتعطشهم لشراء سيارات (الادخال) والاستيراد العشوائي وغير المنضبط لهذه السيارات مع ضيق الشوارع والطرق وترهلها وعدم وجود أية نيَّة لتوسيعها أو خطة لصيانتها، كل ذلك (كوم) وإغلاق بعض الشوارع بحسب رغبة أي دائرة من دوائر الإدارة المنتشرة بكثرة (كوم).
ولو تأملنا المشهد لوجدنا أن كل هذه الأسباب صحيحة للازدحام وتجلب السخط إلى نفوس المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة سوى التقاط أنفاسهم ثم القفز من فوق المطبات والحفر لحماية أرواحهم من السيارات الطائشة.. كل هذا وغيره يقودنا إلى القول كيف يمكن أن تنتهي معاناة المواطنين؟؟؟
سابقاً كان يتم تصليح وترقيع الشوارع في وقت كان الازدحام أقل وطأة وأهون شراً مما عليه الآن، لم تكن تشهد شوارعنا ازدحاماً إلا عند مرور موكبٍ لمسؤول، أو عند مرور موكب للزفاف، وكان يدفعنا الفضول للانتظار وقتها.
أضمُّ صوتي إلى صوت غيري من المواطنين ونتساءل هل يمر المسؤولين في هذه الشوارع بسياراتهم الحديثة الفارهة؟؟ أو حاولوا السير على الأرصفة؟ هل يجد هؤلاء أن الأرصفة لم تعد موجودة؟ أم أنهم وضعوها في خدمة أصحابِ المحلات لغاية في نفس يعقوب؟
هل يفكر المسؤولين في خطة لضبط الازدحام؟ هل فعلاً هناك من يريد إفشال إجراءات الإدارة الذاتية الديمقراطية؟
اضحكوا علينا ولو قليلاً, وافتحوا نافذة تطلون بها على مجتمعاتكم.. يا لهول مآسينا نحن المواطنين, مهما حاولنا بَلْعَ ما تبقَّى من لساننا و رِيقنا وإخفاء مشكلاتنا الصغيرة منها والكبيرة، ومهما حاولنا التخفيف عن آلامنا وأوجاعنا فهي تتسابق وتزداد وتهاجمنا بلا هوادة ورغماً عنا ودون استئذان.
إن وقفة متأنية أمام هذه الجماهير تُظهِر أن هذه الجماهير شكلت المحرك والموجِّه الأساس لهذا الحراك ولهذه المتغيرات ولهذه المكتسبات وكانت الجماهير هي صاحبة التجربة الأكثر تميَّزاً وتفرداً في الثبات والصمود والمقاومة بتمسكها بالعلاقات العضوية فيما بينها. هلا أدركتم مَنْ أقصُد؟
أقصد الجماهير التي تحطمت على واقعها الحياة واستطاعت تجاوز المرحلة الأولى من الأزمة والتي كانت القاعدة الأساس للمراحل التي تلتها؛ بكثير من الروح الوطنية والمقاومة، وهي تدرك جيداً حجم المهام والمسؤوليات والأخطار، ولهذا تجدها صابرة صامتة على أمل انتهاء حالات الانتظار والتريث التي تؤلمها بعد زحزحة الأخطار وهي تتطلع اليوم إلى من يمد لها جسراً, نعم هناك جسور تمتد ولابد من أضواء ساطعة في نهاية النفق.
بصراحة, يتوجب اليوم العمل على إيلاء بعض الاهتمام بشؤون المواطن الاجتماعية والاقتصادية وغيرها مع محاولة إيجاد حلول إسعافية لأوضاعه المعاشية, هذه هي المهمة والواجب والمسؤولية الوطنية بامتياز. فلا تخيبوا آمال الجماهير ولا تجعلوها تشعر بأن حصادها مخيب للآمال..[1]