أين يُأخذ “العزاء بداعش”؟؟؟
أزمة ملف إدلب وضع اردوغان في مأزق حقيقي بإطلاقه لتصريحات بائسة
بتاريخ #29-06-2014# صعد أبو بكر البغدادي منبر الجامع الكبير في الموصل وأعلن عن انشقاقه من تنظيم القاعدة، مبشراً بتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية “#داعش# ” معتمداً بشكل مباشر على الواقع الجوسياسي الذي يربط كلٍ من سوريا والعراق في تركيا التي كانت شريان الحياة والرئة الذي ستنعشهم ومدركاً للدور الاقتصادي والإعلامي لقطر التي تُعتبر أهم حليف للتنظيمات المتطرفة في المنطقة.
هذه أهم العوامل التي ارتكز عليه التنظيم والتي من خلاله استقطب الاف المقاتلين وعوائلهم، وذلك من منطلق الدعم اللوجستي والاقتصادي والاجتماعي أيضاً استطاع احتلال جزء كبير من المدن السورية على حساب ما يسمى “بالجيش الحر” الذي لاذ بالفرار أو الالتحاق بالتنظيم ، وبعد سيطرتهم على أغلب المدن وأمعن في الإجرام وخضعت له أغلب المناطق، اصطدم بمدينة كوباني التي كانت نقطة تحول مفصلية وتاريخية في سياق الأحداث السورية.
فكوباني كانت قلعة عصية ولأول مرة منذ إعلان الخلافة تتساقط جثث الدواعش على أسوار كوباني في مقاومة لم يشهد التاريخ مثله رغم الإمكانيات المحدود، إلا أن إصرار المقاومة في كوباني كللت داعش بالهزيمة والفشل، وعلى إثر انتصار كوباني التي أنارت درب الحرية والمقاومة للشعب السوري انتقلت المقاومة من موقع المدافع إلى المهاجم ودحر داعش من منبج إلى الطبقة، تلاه الرقة، ومن ثم دير الزور وانتهى المطاف بهم في الهجين والباغوز.
واليوم الباغوز والاعلان عن تدمير الدولة الإسلامية وهزيمة داعش جغرافياً تُبرز لنا صور؛ لتقص لنا وللأجيال القادمة مرحلة لم نكن لنصدقها لولا أن الإعلام تمكن من إيصاله لنا، فالحرب على داعش في الباغوز لم يكن حرباً عسكرياً فقط، بل كانت إنسانية وأخلاقية؛ “فابن المقتول يحمل ابن القاتل ويعطف عليه، واخوان المسبيات ينقذون نساء من سبى، ويقدم لهنّ الطعام والماء والدواء رغم كل المآسي والأحزان”، إلا أن أخلاق قوات سوريا الديمقراطية فاقت كل التوقعات وعانقت السماء، ونيابة عن العالم تعلن قسد بملاحقة الخلايا السرطانية النائمة لداعش للقضاء عليهم.
ولو لاحظنا أن هذا النصر أشغل صفحات ومواقع موالية لتركيا لتذرف دمعاً على داعش، ولهذا بدأت هناك حملات إعلامية ضد قوات سوريا الديمقراطية عبر بيانات تتهم الكرد بأنهم ارتكبوا مجازر بحق النساء والأطفال والمدنيين وكخطوة لإرضاء تركيا التي تشعر بالهزيمة والفشل في تمرير مشروعها التي تحاول المعارضة إعادة الثقة لتركيا والفصائل الإرهابية، علماً أن العملية العسكرية تأخرت كثيراً عن الوقت المحدد لها لأسباب إنسانية وأخلاقية وإعطاء الفرصة تلو الأخرى وذلك لإخراج عوائل داعش، علاوة على أن هناك أكثر من 28 قناة إعلامية أجنبية تنقل الأحداث بشكل مباشر هذا ما يعني بأن هذه الادعاءات باطلة و إفك عظيم.[1]