مرحلة الإضراب المفتوح عن الطعام بين التحديات والمسؤولية عالمياً
خليل: إطلاق سراح صالح مسلم صفعة أخرى لاردوغان
آلدار خليل
بدأت المناضلة ليلى كوفن الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي والبرلمانية عن منطقة جولميرغ إضرابها عن الطعام منذ ما يقارب ستة أشهر (#08-10- 2018# ) ولا تزال مستمرة، حيث انضم الكثير من المناضلين إلى هذه الحملة وخاضوا ولا زالوا يخوضون مقاومة بطولية وبإرادة ثورية؛ حملة الإضراب عن الطعام الحملة المقاومة تمثل حقيقة نضال كبير ضدّ كل الإجراءات والقوانين المتبعة ضد شعبنا وسياسات الإنكار التي تمارسها دولة الاحتلال التركي والتي لا تزال ماضية فيها وعلى رأس تلك الممارسات حالة العزلة والتجريد المفروضة على القائد الكردستاني عبد الله أوجلان، حيث يتم استهداف إرادة وميراث شعبنا في شخصه. إن حملة المناضلة ليلى كوفن ورفاقها المناضلين رد واضح على أن الممارسات المذكورة لن تثني شعبنا في الاستمرار بنهجه المقاوم حتى الحصول على الحقوق الديمقراطية ورفع العزلة عن ممثل الشعب الكردستاني وعموم الشعوب الحرة في العالم القائد أوجلان.
أمام هذه الإرادة التي تمثل وتعكس حقيقة شعب له تاريخ وهوية في المنطقة وبعد مرور ستة أشهر وفي ظل التقصير الواضح، لا بل عدم القيام بالواجب والمسؤوليات من قبل كافة المؤسسات والمنظمات التي تدّعي حرصها على الحقوق المشروعة وتقدم نفسها على إنها تناضل من أجل الديمقراطية والعدالة؛ فإن قيام بعض المناضلين بهذه الحملة البطولية بالإعلان عن الإضراب المفتوح حتى الشهادة دليل على نقطة هامة تثبت إن العالم مستمر في التعامي عن رؤية حقيقة الدولة التركية واستهدافها لشعب بالكامل من خلال القائد أوجلان؛ وهذا يدل ويتوضح من خلال استمرار العزلة ورفع وتيرتها من قبل الدولة الفاشية التركية ومن خلال رفضها لأكثر من ألف طلب مقدم من محاميي وعائلة أوجلان ودون أن يكون هناك التفات للحالة الصحية والوضع الذي يعيش فيه المناضلين المضربين عن الطعام وفي مقدمتهم المناضلة ليلى كوفن وناصر ياغز، بالإضافة لوضع القائد أوجلان في ظل العزلة المفروضة.
إعلان مجموعة من الثوار عن البدء بالإضراب المفتوح حتى الشهادة دليل أيضاً على إن الحملة تدخل في مرحلة جديدة، حيث وفي ظل التقصير الكبير والواضح من قبل المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية كافة، وعموم العالم؛ فإن الصمت أمام الإعلان عن هذه المرحلة وعدم التحرك وفق دور مسؤول يليق بهذه المقاومة وتاريخ الشعب الكردستاني فإن المناضلين المضربين عن الطعام حتى الشهادة معرضين في أي لحظة لأن يستشهدوا وهذا إن تم؛ فإنه يوضح الحقائق والدلائل القاطعة حول حالة الخداع التي تمارسها كل المؤسسات التي تدّعي تمثيلها لحقوق الإنسان وتنادي بالعدل، لا بل أن الصمت العالمي كذلك من عموم المجتمعات يخدم الدولة التركية ويدفعها نحو المزيد من التضييق والتجريد والإنكار وعامل مشجّع لها.
قرار المناضلين في خوضهم للإضراب المفتوح ضد ممارسات الفاشية التركية والعزلة المفروضة بحق أوجلان لاشك بأنه جاء بعد أن فشل أو تقاعس العالم والمؤسسات ذات الصلة في القيام بدورهم؛ هذا القرار بالإضافة إلى إنه يعكس الإرادة والبطولة في الدفاع السلمي عن الحقوق المتآمر عليها ويدل على فاشية الدولة التركية وبعدها عن الأخلاق كدولة محتلة ودولة إبادة؛ وكذلك يمثل قراراً للدفاع عن كل شعوب العالم وبخاصة من الذين يتعرضون للممارسات والسياسات الإنكارية نفسها على اختلاف الجغرافيا واللغة.
الصمت العالمي وعلى وجه الخصوص المجتمعي (مجتمعات العالم) يُفسح المجال لمزيد من التوسع بالسياسات الفاشية في العالم؛ نقطة التقاء الدول المركزية هو دائماً منع تطور إرادة الشعوب. لذا؛ عدم التحام الشعوب ومجتمعات العالم مع أي قرار ضد هذه السياسات كما الحال اليوم في حملة الإضراب المفتوح يعني إبادة بحقها، لا بل دلائل قطعية على موت الضمير والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية؛ مسؤولية العالم أجمع بمؤسساته ومجتمعاته اليوم في امتحان كبير أمام قرار المناضلين وخوضهم للإضراب المفتوح حتى الشهادة؛ فإما التلاحم والدعم لنضالهم حتى تحقيق أهداف الحملة وإما قبول الممارسات ذاتها وتطوراتها على الدوام ما يعني عالم بدون عدالة.[1]