الإدارة الذاتية في عيون العالم، غربال ونحت للحقائق
#القضية الكردية# وتوازنات الدول الإقليمية
بات الطريق المؤدي إلى مناطق الإدارة الذاتية سالكاً من مختلف الاتجاهات بعدما ظل البعض متردداً في السير إليها لسنوات طويلة، الشمال السوري الذي نفض عن كاهله أعباء الإرهاب المدعوم داخلياً وإقليمياً ودولياً وتمكن من تجاوز الظروف الصعبة خلال السنوات الماضية بات اليوم أكثر إصراراً وثقة بنفسه باستعادة الدور الذي يجب أن يؤديه بعد كل هذه السنوات الطويلة من المخاض.
الجديد هذه المرة يتمثل بانفتاح الخارج على هذه المناطق وعلى المشروع الذي استطاع من خلاله المكونات والشعوب المتعايشة من تحقيق انجازات ومكاسب عظيمة بعد أن رفع كتل كئيبة وموحشة ومثقلة عن كاهل مكونات وشعوب المنطقة.
من المؤكد أن المجتمع السوري وكذلك الدول الإقليمية والدولية استشعرت الفرق بين المناطق التي تتم إدارتها من قبل الادارة الذاتية الديمقراطية وبين المناطق الأخرى وهذا ما دفعهم إلى الانفتاح والتقرب من هذا المشروع.
رسائل بحروف متألقة توجهها الإدارة الذاتية الديمقراطية إلى جميع العالم تحمل في ثناياها صورة ناصعة لتعافي مناطق الشمال السوري وشرقه وتطور مسيرته الديمقراطية وامكانياته السياسية، فاللقاءات المستمرة لوفود الإدارة الذاتية مع رؤساء الدول والسياسيين يعد إنجازاً وتحولاً مهما وانتقالاً نوعياً في مسيرة دبلوماسية الإدارة الذاتية بما يسهم بتعزيز الاستقرار والازدهار للشعوب والمكونات السورية, وبما تمثله هذه الدول وهؤلاء السياسيين من تأثير سياسي فاعل على مختلف المستويات إقليمياً ودولياً.
ومن هنا فإن اللقاء مع الرئيس الفرنسي يمكن أن تكون لَبِنة أولى لتنسيق المواقف أو لتأطير الافكار في قوانين تخدم شعوب الدول بالإضافة الى معالجة الاختلافات السياسية عبر الحوار.
تجسد هذه اللقاءات نجاح رؤية الإدارة الذاتية وتعطي فرصة لتهدئة الملفات الملتهبة في المنطقة والعمل على ترطيب الأجواء وفتح صفحات جديدة من العلاقات على مختلف المستويات كمدخل لتحسين العلاقات بين جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة لِما فيه من الاستقرار والازدهار والتنمية لشعوب المنطقة.. فكل الطرق ستؤدي بالنهاية إلى المشروع الديمقراطي .
هنا يجب أن تعي الشعوب والمكونات قوة ذاتها، وتدرك أن الثورات الشعبية تستطيع تحطيم أشد القيود وأعظم السلطات، وعليها عدم الانجرار وراء الحيل الإعلامية والخطابات الوهمية التي أثبتت فشلها ووعودها الزائفة، وأصبح من السذاجة تصديق كلامها وإعلامها؛ خاصة وأن مكونات الشعب السوري اليوم أمام أمل في التغيير.
قوات سوريا الديمقراطية التي طالما جأرت بعض القوى بالشكوى منها ووصفتها بأوصاف لا تليق بها؛ فإذ بها تبقى متماسكة لتحمي وحدة الشعب والأرض وتستنهض الولاء والوطنية وتحرك المكبوتات في نفوس الجماهير، وتجمع تحت رايتها هذا الطيف الواسع؛ لكي ننام قرير العين وهذا ما لا يدركه البعض ممن يعيشون التغييب والتجهيل. المجتمع السوري يشعر بالعطش للأصوات الوطنية الجادة فراجعوا حساباتكم وكونوا منصفين أحياناً…[1]