بعد يوم الصحافة الكردية وقفة قصيرة مع الإعلام
رحلة إلى الوجع الكردي
على مدى ثلاثة أيام متتالية عدة أمسيات احتفالية بمناسبة يوم الصحافة الكردية مؤكد أن هذا لشيء جميل ولكن السيء في الأمر أن “الاختلافات ” الحزبية هي التي قادت إلى هذا الأمر الذي يؤكد بدوره على مدى ارتباط المثقفين والصحفيين بأجندات حزبية تجعلهم يختلفون فيما بينهم ويتباعدون طالما كانت هناك خلافات واختلافات بين الأحزاب, ويؤكد أيضاً على الدور المحايد وغير الفاعل لهؤلاء ضمن الحركة السياسية الكردية عامة, فبدلاً من أن يقوم المثقف بدوره في قيادة المجتمع وتوجيهه أصبح أسيراً للأيديولوجيات الحزبية, هكذا يظلم المثقفين و الصحفيين والاعلاميين أنفسهم عندما يستخدمون ساديتهم ضد طرف دون الآخر بل ويتفننون في ذلك. وبدلاً من تفعيل معارفهم ومهاراتهم في إيجاد مخرجات لحل أزمة الحركة الكردية يتوجهون إلى بعضهم بالقَدحِ والذمِّ (هذا المثقف يميل إلى حزب … وهذا الإعلامي يعمل لدى.. وهذا الصحفي كذا)..
سابقاً لم يكن يتم الاحتفال بهذه المناسبة إلا مرة واحدة وفي سرية تامة بينما اليوم تعددت الاتحادات؛ ثلاثة اتحادات للمثقفين في قامشلو واتحادين للكتاب وربما أكثر و.و.و. لتستمر الخلافات البينية طالما هناك خلافات بين الأحزاب.
لماذا لا يتفق إعلاميِّنا وصحافيينا على مواجهة حملات التضليل والتزييف والتشويه من قبل البعض ممن يتطاول على الوجود الكردي شعباً وثقافةً؟؟؟
نعم, كثيرة هي العوامل التي تجعل الإعلامي اليوم يتغرب فيها عن مجتمعه وقضاياه؛ فبأي حق يتم تكريم بعض الإعلاميين والصحفيين من قبل اتحاد الإعلام الحر وفي يوم #الصحافة الكردية# تحديداً على الرغم من قيامهم بدورٍ سلبي ومتضاد تجاه الحركة الكردية ومشاريعها الديمقراطية بل والترويج بأنها تسعى إلى التغيير الديموغرافي..
يؤسفني القول أن الحركة الإعلامية والصحفية في ظل واقعنا المُعاش وقعت تحت سطوة بعض الطارئين الذين يتحكمون بالمقاييس والمعايير حتى شوهوا وجه الإعلام وأخفوا الجواهر من هذه المهنة, والحق يقال أن هناك إعلاميين متمكنين ثقافة وحضوراً ولكن لقلّتهم ضاعوا بين الأمواج المتلاطمة من فقدان الهوية والطابع….
إنه حقاً واقع مؤلم ومتأرجح..! تَشعُرُ أحياناً فيه بالحماس، لكنك لا تلبث أن تتعثر عند أعتاب الخلافات والمصالح الضيقة والمزاجية، هكذا يبدأ التراجع يقفز إلى ذواتنا ويقتحم أسوار أنفسنا.. فنضرب كفاً بكفٍ آسفين لوصول أحوالنا إلى هذا المستوى..
القول الصريح أننا نفتقر إلى تجديد حياتنا وسلوكنا لتجديد صحافتنا وإعلامنا وإلى فتح الأبواب على الانفتاح ليكون لكل انسان من حولنا حق علينا ولنكن أكثر إيجابية في حياتنا وعملنا.
العطاء يا سادة, صورة من صور المحبة التي نكتنزها, ودرجة عالية من الوعي الانساني وبخاصة حين يرافقها استمتاع من دون الشعور بالتعب أو التمنن أو التفاخر وحين نفتح نوافذ الوعي والمعرفة لفهم الحياة أكثر, بالعطاء نمنح أنفسنا الحب والتقدير والاحترام لنستطيع تقديم ذلك لغيرنا أيضاً.[1]