النهج الروسي… وتعقيد الأزمة السورية
حزب الشهداء …مسيرة كفاح
آلان روج
منذ بداية الثورة السورية يتدخل الاحتلال التركي بشكل سافر في الشأن الداخلي السوري لِئَلّا يحدث أي تحول ديمقراطي حقيقي يتحقق فيه آمال الشعوب السورية، ولا يخفى على أحد العداء التركي لمطاليب الشعب الكردي أينما وُجد، ليس على الأرض فقط بل حتى في المريخ، فعندما وجدت دولة الاحتلال التركي أن هناك حالة ديمقراطية تُدار من قبل الكرد في عفرين احتلت المدينة بتوافقات وصفقات وتنازلات من روسيا لاحتلال #عفرين# ، وحين تبَنتْ دولة الاحتلال التركي بناء جدار الفصل العنصري الفاشي الذي يعزل عفرين عن باقي مناطق سوريا، فأنها تسعى من وراء ذلك إلى إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية الجديدة من خلال إلحاق المزيد من الأراضي السورية للجغرافيا التركية، ودولة الاحتلال التركي من خلال بناء الجدار تعمق من جرح عفرين الذي لم يندمل بعد؛ وبناء الجدار هو إجرام وانتهاك صارخ للمواثيق والمعاهدات الدولية وتضاف إلى سجل الاحتلال التركي الأسود بحق عفرين والمنطقة ككل.
ونحن كأحزاب وسياسيين وعموم الشعب الكردي والشعوب المؤمنة بالديمقراطية نرفض رفضاً قاطعاً ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من انتهاكات وبناء جدار الفصل العنصري الفاشي في عفرين، وفي كل المناطق السورية وندعوها للخروج من المدينة وباقي الأراضي السورية.
ما يجري من توافقات في استانا بين الأطراف الثلاثة والتي تريد تقسيم الكعكة السورية فيما بينها “تركيا روسيا إيران” يدل على أن هذه الدول تتعامل مع بعضها البعض على أساس المصالح ليس إلا، فتلك التوافقات تلبي مرام الجميع، فدولة الاحتلال التركي تضحي بمرتزقتها ككبش فداء بين الفينة والأخرى للنظام مقابل أن يصمت النظام، ويغض النظر عما تقوم به الدولة التركية المحتلة من احتلال وانتهاكات ومنها بناء جدار التقسيم.
في الحقيقة النظام السوري بات يخسر دوره وخاصة باحتلال عفرين، حين طُلب منه حماية حدوده وشعب عفرين لكنه لم يتحرك البتة ووقف موقفَ المتفرج الذي لا حول له ولا قوة، من هنا نطالب النظام أن يقوم بدوره في حفظ وصون كرامة كل السوريين بالطرق المتاحة كافةً والحفاظ على الأرض السورية والدفاع عنها ضد قوى الاحتلال التي تتربص بها.
إن العشائر التي اجتمعت في عين عيسى عشائر عريقة وتمتلك من قيم الأصالة والكرامة الكثير، وقد تعرضت هذه العشائر التي كانت سيدة نفسها لسيطرة مرتزقة داعش على أراضيها، هؤلاء المرتزقة الذين جلبوا لمناطقهم الويلات والدمار وهتك الاعراض وشوهوا القيم وارتكبوا الكثير من المجازر البشعة بحهم، ونتيجة إيمانهم بالدور الذي يقوم به قوات سوريا الديمقراطية مدُّوا يد العون لهذه القوات ليتم تخليصهم من داعش، فلبت هذه القوات النداء وقدمت أنهاراً من الدماء حتى تم تحريرهم من أعداء الإنسانية والإسلام، ووفاءً لهؤلاء الشهداء وتمازج الدماء الكردية والعربية كان من الطبيعي أن تكون العشائر في مقدمة من حضر مثل هذا الملتقى في عين عيسى، حيث ناقش المجتمعون ما يُحاك حولهم من مؤامرات وأكدوا التفافهم حول هذه القوات، ومثل هذه المؤتمرات مفيدة جداُ وتساهم في تقوية اللُحمة الوطنية والتآلف المجتمعي.
الروس يعملون من أجل مصالحهم وهي التي تهمهم بالدرجة الأولى في سوريا بعد أن حصلوا من دولة الاحتلال التركي على ما أرادوا ومنها صفقة صواريخ S400 بسبب هذه الصفقات وكي تحافظ على توازناتها مع أعداء المشروع الديمقراطي الذي يتبناه مجلس سوريا الديمقراطية في مناطق الإدارة الذاتية؛ تتبنى روسيا مثل هذه المواقف السلبية. وللأسف روسيا تدير الملف السوري وفق رؤيتها للمكاسب التي ستحصل عليها وباتت تتخبط في إدارتها للأزمة السورية، ممثلاً للروس الدور الراعي في لقاءات حميم التي جرت بين النظام والإدارة الذاتية لكنهم الآن هم أنفسهم يطلبون من النظام إغلاق منافذ الاتصال والتواصل مع الإدارة الذاتية وهذا بحد ذاته تعقيدٌ للأزمة.[1]