الحل الأكثر صلة بالشعوب
القضية الكردية وتوازنات الدول الإقليمية
قراءة واقع المجتمع السوري تؤكد على ضرورة اتِّبَاع استراتيجية قائمة على فهم متطلبات التعامل مع هذه المكونات، المشكلة الرئيسية للمجتمع السوري في بعض المناطق تتمثل في الاندفاع العاطفي المتقلب والمتذبذب بين العروبة وبين الإسلام السياسي وبين المشروع الديمقراطي (الحالة الجديدة لديه).
اليوم يقف غالبية المجتمع السوري على مفترق طرق تجاه مستقبله السياسي، ومواجهة استحقاقاته، هنا يفرض سؤال نفسه: هل نتعامل عاطفياً وعقلانياً مع مستقبلنا أم نسعى لحلول رمادية أم نبحث عند الآخرين عن حلول لأزماتنا؟.
يبدو إن المزاج الشعبي العام أحد أهم عوامل تحديد الإجابة على هذه التساؤلات المصيرية، فالجموع تندفع نحو الحالة العقلانية والتي تؤكد أن الدماء الكردية والعربية السريانية والمكونات الأخرى كلها واحدة في معركة تحديد المستقبل السوري كما كانت واحدة في معارك التحرير من براثن داعش الإرهابي، ولاشك أن هذه الرغبة لها ما يبررها على ضوء ما تم إنجازه حتى الآن وعلى كافة الصعد.
بَيْدَ أن هناك من يدعو إلى الترقب والتأني وانتظار الغير لإيجاد فرضيات حلول؛ فمن وجهةِ نظرِ بعضِ الأطرافِ ك(الإسلام السياسي) في سوريا لا يمكن الوصول إلى الحلول دون تدخل الآخر، أضعف الايمان التدخل التركي وربما القطري.
حقيقة الأزمة السورية معروفة لدى الجميع فلم يعد بالإمكان تغطية الشمس بالغربال، وعلينا التفكير بوسائل أكثر صلة بالشعوب، فالأزمة السورية كشفت معدن الحقيقة وكشفت أجندات الأطراف السياسية الداخلية منها والإقليمية وحتى الدولية، فالذين وجدوا أن الاحتلال التركي ((حالة واقعية)) يتطلب توظيفه لتحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه خلال سنوات معارضتهم للنظام وانصاعوا لأوامر الأتراك وغيرهم؛ هم اليوم أمام استحقاق آخر وفي مواجهة مع أنفسهم و مع الشعب، وما من أحد تفوته هذه الحقيقة، إشكالية هذه الأجندات إنها لا تفكر بالحلول التي تُنصِف المجتمع ومكوناته؛ بل جُلّ تفكيرهم يتركز على المصالح الشخصية. الحل الأمثل الذي يجب إتباعه في مثل هذه الأزمات؛ ليس فتح الأبواب أمام تلميحاتهم ورغباتهم إنما ببذل المزيد من الجهود المُخلصة لكشف الغبار المتراكم!!.
المجتمع السوري بحاجة الى نضج سياسي أكثر، لفهم ابعاد استحقاق الهوية الوطنية لمدى بعيد ، كون البدائل التي تواجه الاندفاع العقلاني لا يمكن ان تصب بمصلحة مستقبل الأجيال السورية ، مما تقدم نجدد الدعوة بضرورة وجود نموذج فعال للطبقة السياسية تتحلى بقيم التسامح والسلم الاجتماعي من أجل اعادة اللحمة بين ابناء المجتمع السوري وقبول الرأي الاخر وتفويت الفرصة على المتربصين للعمل وفق أجندات تمثل مصالح دول إقليمية أو دولية!!
فلندع الخطابات الطنانة لأصحابها ولنعمل لتأمين حقوق الجميع ضمن بوتقة وحدة المجتمع ووحدة الفكر والثقافة من أجل ترسيخ القيم الأصيلة في النفوس بدلاً من ثقافة التطرف فالبناء المنهار لا يمكن ترميمه الا بالإرادة والتصميم وتقديم القرابين.[1]