القضية الكردية وتوازنات الدول الإقليمية
من الأهمية بمكان أن يكون هناك جهود سياسية منسقة، لتجنب كل ما من شأنه تأجيج الخلافات على الساحة الكردية خاصة، وفي المنطقة عامة وللحفاظ على وحدة الصف الكردي في الفترة الحرجة الحالية حتى يتمكن #الشعب الكردي# من تقرير مصيره بحرية والنظر في خياراته السياسية وممارستها بعيداً عن مناخ التوتر الذي تخلقه وتغذيه بعض الخلافات أو بعض الأطراف, عندها فقط نستطيع تلبية مطالب وطموحات وأمال الجماهير الكردية، والتي تؤكد جميعها دوماً على أهمية الحوار.
وعليه فإننا في حزب الاتحاد الديمقراطي نؤكد دوماً على التواصل مع مختلف الأطراف الكردية والكردستانية والاستماع إلى رؤاها ومقترحاتها بشأن الأوضاع السياسية والأمنية المصيرية في المنطقة، ونعبر عن تضامننا مع الجميع بما يخدم مصالح شعبنا، ونحرص دوماً إلى التعرف على وجهات نظر الأطراف حول الدور المأمول للمساهمة في أية عملية سياسية ومناقشتها. كما أننا حريصون على مد جسور التعاون مع كافة الأطراف على أسس جديدة بعيداً عن التناقضات السابقة وما خلفتها من توترات وخلافات في العلاقات.
وعن اختيارنا لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي أملته علينا الضرورة السياسية, فالمشروع في تركيبته الحالية يمثل وإلى حدٍ كبير القوى الرئيسية الفعالة في الساحة بتنوعها وتعددها السياسي والحزبي والطائفي، وتضم الإدارة شخصيات وأحزاب لها وزنها التاريخي والنضالي في الساحة الكردية والسورية، وإنه لم يكن هناك من بديل أفضل لهذه الصيغة في ظل الظروف الصعبة وواقع الإرهاب والتناقضات والاختلافات التي زرعتها أنظمة المنطقة المتعاقبة بين مكوناتها.
إن مناطق شمال وشرق سوريا وتحت مظلة هذه الإدارة تعيش اليوم حالة فريدة من الحرية والديمقراطية والشفافية الكاملة في ممارسة جميع أشكال الديمقراطية. ويمكن التعبير عنها من خلال وجود تشكيلات واسعة من الأحزاب والجمعيات والمنظمات والصحف المعبِّرة عن مختلف الاتجاهات والتيارات السياسية والاجتماعية، والمطلوب اليوم من أشقائنا الكرد والشعوب المتعايشة تعميم واحتضان هذه الحالة والوقوف إلى جانب مكونات شعبنا لتخطي ظروف المرحلة الصعبة المحفوفة بالمخاطر والتحديات الجسيمة على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
هنا وجب التأكيد على ضرورة وجود إطار ينظم التعاون ويعزز الحوار وأجواء التقارب بين جميع الأطراف؛ للوصول إلى مؤتمر وطني كردستاني يلبي طموح وآمال شعبنا ويبدد مخاوفه من السيناريوهات والمخططات التي ترسم والتي تهدد مستقبل المنطقة. في وقت تحولت فيه المنطقة إلى ساحة لتصفية الحسابات والتدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية والدولية.
إن شعبنا الكردي إلى جانب شعوب ومكونات المنطقة يقف اليوم على مفترق طرق إما الاستمرار بالمقاومة وبالتالي إنجاح هذه التجربة الديمقراطية، أو التراجع وحدوث الكارثة التي تهدد مستقبل الجميع.
بالمحصلة, شعوب المنطقة التي اختارت طريقها لن تقبل بالعودة إلى الأنظمة السابقة مهما كلف الأمر، واتفقت جميعها على ضرورة مواصلة المقاومة من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية وتحقيق الوحدة الوطنية والعمل على استيعاب مختلف فئات المجتمع تحت مظلته.[1]