سياسة علنية في حوارات إيجابية
النهج الثالث طريقنا للحل
لا ندعي أننا من الأوائل الذين يتحدثون ويدعون إلى الحوار بين الأخوة، بلا شك أن هناك من سبقنا إليه، ولكنه ربما لم يرتق إلى أن يصبح مرتكز برنامج سياسي كما نريده نحن.
الحوار بأبعاده المختلفة وليس في بعده السياسي فقط، هو انطلاق لمشروعنا الديمقراطي وسبباً في وجوده ومشواره تنظيراً وممارسة وسلوكاً. الحوار هو الثقافة العقلانية التي ندعو إليها لاستبدال فكر التصادم السياسي إلى فكر التلاقي السياسي.
لقد أعطينا للحوار أبعادا لا تنحصر ليس في المستوى السياسي الضيق فحسب، بل فتحنا سبلها لثنايا جديدة وآفاق واسعة.
فتحدثنا عن الحوار مع الذات والحوار مع الزمن، والحوار مع الآخر، والحوار مع الطاقات الفاعلة، والحوار مع أطراف المشاريع الأخرى، والحوار مع الشعب، والحوار مع مؤسسات المجتمع المدني، والحوار مع الأنظمة، والحوار مع الشرق والغرب.
وبالنسبة إلى العمل السياسي نعتقد أن حمل الهم العام موطنه الأساسي بين المجتمع ويحتاج إلى الحوار، فالسياسة احتكاك يومي ومباشر بواقع المجتمع والمساهمة في تغييره عبر طرح البدائل والرؤى التي تنطلق من الواقع. وتحرر السياسة من عراقيل الاستفراد والاقصاء.
ولمناقشة الزيارات التي تفضي إلى الحوار, يجب أن نحدد بواقعية وإنصاف إيجابياتها، فالزيارات التي قمنا بها مؤخراً كانت نتائجها جيدة ومثمرة في تعزيز علاقات الإخوة. وحملت رسائل محبة انفتاح على الجميع للتعاون المثمر والجاد لتحقيق المصالح المشتركة في جميع المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والأمنية ولكسب ثقة جميع الأطراف وتذليل كل الاشكالات السابقة، وكذلك تم خلال هذه الزيارات مناقشة ملفات حيوية عديدة تهم المجتمع الكردي خاصة وتهم أمن المنطقة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وعلى هذا الأساس ناقشنا مع الأحزاب السياسية في روج آفاي كردستان آخر التطورات على الساحة السياسية الكردية في سوريا وتأثيرها على جميع الأطراف الكردستانية ووجدنا أن هناك قضايا ملحة لا بد وأن يتم التحاور حولها مع جميع الأطراف الأخرى ذات الصلة.
أعتقد جازماً بأن مثل هذه الحوارات واللقاءات زرعت شيء من الارتياح بين أوساط جماهيرنا التواقة إلى الحوارات واللقاءات بين الأطراف الكردية لأن أي تفاهم يصب بالتأكيد في مصلحة المجتمع الكردي واستقراره السياسي، لذلك كله نعتقد بأن زياراتنا كانت مهمة ومفيدة للجميع وبالإمكان استغلالها بشكل أفضل من خلال التعاون لتطبيق نتائجها على أرض الواقع.
بالمحصلة, لقد نجحنا في نقل الإحساس بالخطر إلى الجميع وتم التحذير بأن الأحداث لم تعد تسمح بمزيد من التهاون, وتبقى إمكانية النجاح ممكنة فيما إذا تم التخلي عن خطابية الخلافات وبالتالي حصر المرحلة ببرنامج محدد وبنقاط تبعدها عن استمرار الخلافات.
مع العلم أن زياراتنا كانت بالتنسيق والاتفاق مع جميع الاتجاهات والأحزاب المتفقة معنا على المشروع الديمقراطي ومن هنا فأن أي حوار من شأنه خلق أرضية مشتركة ونظرة موحدة لتذليل العقبات.[1]