قراءة في كلمة طلباني
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3300
المحور: القضية الكردية
قراءة في كلمة طلباني ...
بمناسبة احياء ذكرى الانتفاضة الربيعية في السليمانية سنة 1991 , القى طلباني كلمة امام اتباعه الذين تم جلبهم من مدن وقرى محيطة بالسليمانية ومن مناطق مختلفة من كوردستان , بواسطة الباصات لبرهان ان الاتحاد الوطني له حضور جماهيري مكثف , وتناول طلباني بعض الاحداث لدغدغة المشاعر القومية لدي الشعب الكوردستاني انه يجب ان لا ننسى ان هناك مناطق لم تعد لحد الان الى احضان الاقليم مثل كركوك , قدس كوردستان , ونحن بحاجة الى النضال المشترك, وان الكورد في كركوك بحاجة الى اتفاق استراتيجي بينهم , نقول لطلباني ان اعضاء التحالف الكوردستاني في البرلمان العراقي , اعترفوا بتقصيرهم ولا مبالاتهم تجاه القضايا القومية الكوردستانية , وعلى رأس تلك القضايا تسوفيهم في تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي والذي ينص على تطبيع الاوضاع في كركوك والاراضي المستقطعة , واجراء التعداد السكاني لتلك المناطق , وتحضير كل تلك المنا طق لعملية استفتاء شعبي وباشراف الامم المتحدة , ولكن اعضاء التحالف الكوردستاني ولدورتان كاملتان , لم يتطرقا ا لى حلحلة تلك القضايا القومية , بحجج واكاذيب بالية , وكان طلباني نفسه على اعلى قمة شرعية , وهي الرئاسة العراقية ولم يفعل شيئا يذكر تجاه كركوك والمناطق المستقطعة , اذن لماذا الان بالذات يتم التركيز وتوجيه الانظار الى كركوك والاراضي المستقطعة ؟؟!! الهدف واضح لكل متابع سياسي للوضع المتأزم في اقليم كوردستان , هو محاولة لفت نظر الشعب الكوردستاني بان هناك خطر محدق بكركوك والاراضي المستقطعة , وبان تلك المناطق لم ترجع لحد الان الى حضن الاقليم , وبذلك يتم تشتيت الاذهان الى التظاهرات العارمة في ميدان الحرية والتي هي باضطراد مستمر , ويذكرنا محاولة طلباني تجميع المؤيدين له , باحداث مصر وليبيا , حيث خرج الفريق المؤيد لحسني مبارك الى الشارع مبرهنين انهم مع الشرعية , وبان الرئيس سوف يبقى لان الشعب يؤيده , وكان ماكان لم تنطلي التمثيلية على الشعب المصري وطليعته من الثوار الشباب , ورحل حسني مبارك وسقط نظامه , متنحيا عند رغبة الشباب الثوار , الذين لم يخلوا ميدان التحرير حتى رحيل مبارك , والشئ نفسه يحصل مع القذافي الذي يخطب بين الفينة والاخرى بمؤيديه على منبر او بتسجيل خطابا له , مبرهنا ايضا بان الشعب الليبي معه وانهم مع الشرعية , ولكن سرعان ما يضطر هو الاخر الى الرحيل تحت ضربات الثوار الذي بدأ يوما بعد يوم يضيق الخناق عليه , وهذا السيناريوا يكرره طلباني , لبرهان ان هناك قضايا قومية ملحة , وان الخطر يحدق بنا , وبان الشرعية متماسكة , ولكن سرعان ما ينكشف عورته وينفضح , وعليه هو الاخر التهيئ للرحيل , واضاف طلباني انا من مناصري الحرية والديمقراطية وتنفيذ مطالب الناس ومع الفعاليات المدنية لانها حق مصان في الدستور , فنحن لا نخاف من ما يطالب به الناس لكننا نريد ان تكون سلمية ان التظاهرات الحاشدة في ميدان الحرية هي سلمية وواضحة المعالم والمطالب , ولكن تقول نريدها سلمية , والسؤال الذي يطرح نفسه , من الذي احرق خيم المضربين عن الطعام في ميدان الحرية , وضربهم واهانتهم ؟؟!! الم تأمر ميليشياتك الحزبية للقيام بذلك ؟؟!! اذن الذي يريد تحويلها الى تظاهرات غير سلمية هم انتم , وليس احد أخر , انتم من يعكر صفوا التظاهرات الحاشدة , وتريدون الاصطياد في الماء العكر , وتحويلها الى غير سلمية , اما بالنسبة لمطالب المتظاهرين فقدمت الجماهير مطالبها مكتوبة الى لجنة في البرلمان الكوردستاني لدراستها , وقدمت اللجنة استقالتها ’ لان ليس هناك جدية في حلحلة الامور , وتنفيذ مطالب الجماهير الحاشدة , وادان طلباني جميع اشكال العنف وندين ماحصل من قتل بين المواطنين وقوات الشرطة ان طلباني استنكف حتى ان يقدم تعازيه باعتباره رئيس العراق الفيدرالي , الى ذوي الشهداء الذين سقطوا جراء استخدام العنف من قبل الميلشيات الحزبية التابعين للسلطة , ونسى او تناسى ان يتمنى الشفاء العاجل للجرحى الذين من ضحايا استخام العنف ايضا , ان شعبنا الكوردستاني والمتظاهرين في ميدان الحرية في السليمانية البطلة لم ولن يذهبوا لبيوتهم حتى رحيل هاتين الاسرتين , ان التوجه الاعلامي متجه الان الى مايجرى في ليبيا واليمن والبحرين , ولكن سرعان ما تتجه البوصلة السياسية والتوجه الاعلامي الى اقليم كوردستان , وسوف تتحول وتشارك شعبنا في هولير و دهوك ايضا في هذه التظاهرات , مهما حاولت الميلشيات من فرض الرقابة على الشعب , ومن انتشار قواتهم الامنية في الازقة والشوارع , ان الشعب بدا يثور , وان الثالوث ( البطالة والفقر والفساد ) والاحباط سوف يؤدي الى ان تنتفض هولير ودهوك ايضا , وسوف تكون انتفاضة عارمة تسقط حكم الاستبداد والاسر المهيمنة والى الابد , انتفضيي يا شعبنا في هولير ودهوك , لقد حانت ودقت ساعة العمل.[1]