قراءة في بيان حركة التغيير ورد السلطة عليه
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3264
المحور: القضية الكردية
قراءة في بيان حركة التغيير ورد السلطة عليه ...
جاء بيان حركة التغيير في خضم الاحداث وتطوراتها المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط , ورحيل الرئيس السابق بن علي الى المنفى وفي ظل المظاهرات الحالية التي تشهدها مصر وهناك بعض الدول العربية مرشحة وعلى القائمة , وجاء البيان مخاطبا مواطنين كوردستان الاماجد وتذكير الجماهير بان موعد زوال معظم الدول الاستبدادية المنغلقة في العالم والمنطقة قد حان وان موجات الرفض الجماهيرية الداعية الى الحرية والعدالة تجتاح مختلف البلدان , وذكر البيان اننا في اقليم كوردستان وفي الوقت الذي نرحب فيه , بتلك الموجة من التغييرات ونراقب تطوراتها ومستجداتها , اولا باول و لحظة بلحظة , ننظر بعين ملؤها القلق الى تقاعس ولا مبالاة السلطة القائمة في كوردستان التي لم تتخذ اي خطوة حقيقية نحو دمقرطة النظام الاداري وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات والمستلزمات الضرورية البسيطة واليومية لشعب كوردستان وقائلا بعد مرور نحو عامين على بروز تجربة المعارضة النيابية في كوردستان , كان الشعب يتطلع الى ان يبادر رجالات السلطة في الاقليم الى اعادة النظر في حساباتهم , واغتنام فرصة انبثاق هذه التجربة لدمقرطة السلطة واقامة نظام برلماني حقيقي وتحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين وخلق فرص العمل والتكوين الذاتي امام الشباب ومتسائلا اننا في حركة التغيير سبق وان ابلغنا مرارا وتكرارا كلا الحزبين الحاكمين بخطورة تطور هذه الاوضاع , سواء عبر المخاطبات التحريرية او الشفهية او عبر كتلتينا النيابيتين في كوردستان وبغداد , الا اننا وفي كل مرة لمسنا مزيدا من التقاعس واللامبالاة .
لذا اعلنت حركة التغيير جملة من المطالب في هذه الظروف المؤاتية للتغيير , وتدشين سلطة تحظى بمباركة واعتزاز الجميع , وهذه المطالب لا يختلف عليه اثنان انه في النهاية خدمة للجماهير الشعبية الكوردستانية والطبقات المسحوقة , اليكم هذه المطالب :
1- منع قيادتي الحزبين ( الديمقراطي والاتحاد الوطني ) من اي تدخل في شؤون الحكومة والدوائر الرسمية والبرلمان والقضاء والامن ( الاسايش ) والبيشمركة .
2- منع اجهزة الاسايش والاستخبارات ( الزانياري والباراستن ) والبيشمركة من اي تدخل في الشؤون السياسية للشعب والانشطة الجماهيرية , واستبدال مدراء تلك الاجهزة بشخصيات مستقلة ومهنية .
3- حل حكومة الحزبين ( الاتحاد والديمقراطي ) المتحزبة الحالية وتشكيل حكومة انتقالية تكنوقراطية ومستقلة .
4- حل البرلمان الحالي .
5- تهيئة الارضية لانتخابات تشريعية في كوردستان تكون نزيهة وخالية من التزوير خلال مدة اقصاها ثلاثة اشهر .
6- اعادة الاملاك والممتلكات الحكومية والمدنية المحتلة من قبل الاحزاب والمسؤولين الى اصحابها .
7- سحب مسودة دستور الاقليم وسائر القوانين المتعلقة بنظام السلطة في البلاد واحالتها الى البرلمان القادم .
هذا هو نص بيان حركة التغيير ومطالبها العادلة والتي تهدف في النهاية لخدمة المواطن العادي والطبقة المسحوقة من ابناء شعبنا الكوردستاني , الا ان رد السلطة جاءت باسلوب مغاير تماما مستخدما اسلوب الترهيب والترغيب , والويل والثبور لكل من يحاول عكر صفوهم , واصفا دعوات المعارضة بانها مخططات تخريبية داعية السكان والقوى السياسية للتحوط منها , فيما هدد حزبا البارزاني والطلباني قادة التغيير بالمحاكمة في حال وقع اي حادث صغير كان او كبير في الاقليم , وقالت رئاسة الاقليم في بيان , ان مطلب حركة التغيير عبر تليفزيون كي ان ان التابع لها بتغيير البرلمان والحكومة في اقليم كوردستان والوضع باكمله , هو مطلب غير شرعي , مبينة ان اي تغيير في وضع اقليم كوردستان يجب ان يكون من خلال صناديق الاقتراع , وليس عبر طرق غير دستورية وقانونية , واضاف بيان رئاسة الاقليم ان الوضع الحالي في الاقليم هو نتيجة انتخابات حرة , مؤكدة لن يقبل من اي طرف ان يخرب وضع الاقليم والسكان ومهددا بالرد وفي اقرب وقت على دعوات المعارضة التي وصفها بالتخريبية .
اننا في الوقت الذي ندين ونشجب حملات التهديد والويل والثبور , نعلن وقوفنا التام مع هذه المطالب العادلة والتي تخدم ابناء شعبنا الكوردستاني .
نعم نحن نلتزم بان يكون التغيير من خلال صناديق الاقتراع ولكن نريدها انتخابات حرة ونزيهه بعيدة عن التزوير والتشهير , مازال اوراق الانتخابات والتي كانت مرميةعلى طرقات وازقة مدينة دهوك والمبينه التصويت عليها لقائمة التغيير ماثلة اما منا , ولن ننسى الصناديق الانتخابية والتي تم تزوريها واستبدالها بصناديق اخرى جاهزة , ناهيك عن تعرض مكاتب الانتخابات لحركة التغيير في هولير وسائر مدن كوردستان الى الاعتداءات , ان السلطة الحاكمة في كوردستان تدرك ان اي انتخابات برلمانية مبكرة لن تكون لصالحها , لذا تتلكأ و تتقاعس .
انهم لا يستمعون الى المعارضة الكوردستانية والتي تقودها حركة التغيير فقط وبلا منازع , حيث ظهر وبان وجوه المتخفين تحت عباءة المعارضة بعد توقيعهم بيان التسعة عشرة حزبا وحركة ضد بيان حركة التغيير واقصد الحركات الاسلامية التي لهثت وراء مصالحها والحصول على مبالغ جيدة من السلطة , تاركين الشعب الكوردستاني يعاني الامرين .
انهم لا يسمعون الى صوت العقل , ولقد مرروا القوانين تلو القوانين الاجحافية مستفيدين ومستغلين بان الاغلبية في البرلمان الكوردستاني لصالحهم , دون النظر او الاستماع الى الاقلية المهمشة او التدوال معها , انما تقديم القانون للتصويت والموافقة عليها , هكذا , وببساطة !!!
على الشباب والطلبة الثوريين تنظيم انفسهم والنزول الى الشارع لارغام السلطة في اقليم كوردستان على الموافقة على تلك المطالب العادلة .
والا انهم سوف يتمادون اكثر فاكثر , ولا يبالون .
الى الانتفاضة التي هي السبيل الوحيد لاجبارهم على النزول من بروجهم العاتية .
هلموا يا شباب يا طلبة ثوريين , يا سائر شرائح الشعب الكوردستاني .
لعمري انها الانتفاضة و الانتفاضة هي السبيل الوحيد.[1]