البارتي المؤتمر الثالث عشر حق تقرير المصير ام ديموغاغية !!!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3216
المحور: القضية الكردية
البارتي المؤتمر الثالث عشر حق تقرير المصير ام ديموغاغية !!
كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ نشوئه عام 1946 يدعوا الى الحكم الذاتي لكورد العراق , عين المرحوم مصطفى البارزاني كرئيس لاركان الجيش في جمهورية مهاباد ولكن تم القضاء على هذه الجمهورية الفتية , من قبل الحكومة الايرانية , وتم اعدام قادتها بوسط عاصمة الجمهورية الكوردستانية مهاباد وفي ساحة ( جوار جرا ) , ولجأ البرزاني الى الاتحاد السوفيتي وبقى فيه الى ان استدعاه الزعيم العراقي عبدالكريم قاسم بعد اطاحته بالحكم الملكي في العراق وبدأت مناقشات حول اعطاء الكورد بعض الحقوق القومية , ولكن هذه المحادثات فشلت , لان الاحزاب القومية الشوفينية اعاقت اي حل للقضية الكوردية , والمتمثلة بحكم ذاتي للكورد في العراق , وتخلى عبد الكريم قاسم عن تعهداته تجاه مطالبة الكورد بانشاء حكم ذاتي لهم , وبدأ صراع مسلح حيث قام عبدالكريم قاسم بحملة عسكرية على معاقل الحزب الديمقراطي الكوردستاني 1961 , استمر الصراع بصورة متفاوتة حتى عام 1970 حيث حصلت مفاوضات بين قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب البعث العراقي والذي كان ممسك بزمام الحكم في العراق حديثا لم يتجاوز السنتين , اثر انقلاب عسكري دموي , ونتج عن هذه المفاوضات اتفاقية هدنة لمدة اربع سنوات بعدها يتم اعطاء الكورد بعض من حقوقهم القومية والمتمثلة بالحكم الذاتي لكورد العراق , وبعدها بدأ الصراع مجددا حتى عام 1975 حيث تم ابرام اتفاقية الجزائر السيئة الصيت بين الشاه الايراني وصدام حسين نائب رئيس الجمهورية العراقية وبوساطة هواري بومدين رئيس الجزائر على هامش مؤتمر اوبك المنعقد انذاك في العاصمة الجزائرية , وبموجب هذه الاتفاقية تنازل صدام عن شط العرب واراضي شاسعة من اراضي العراق للشاه مقابل وقف الامدادات العسكرية والتسهيلات اللوجستية عن الثوار الكورد , وانهارت الثورة الكوردية نتيجة هذه الاتفاقية وانتهي المطاف بمصطفى البارزاني الى الولايات المتحدة الامريكية حيث توفى فيها عام 1979 , ومن مرحلة ما بعد انهيار 1975 وحتى حرب الخليج 1991 كان للحزب الديمقراطي الكوردستاني دور ضئيل في مجرى الاحداث .
وبعد الانهيار بعدة اشهر تأسس الاتحاد الوطني الكوردستاني والذي حمل شعار الديمقراطية للعراق وحق تقرير المصير للشعب الكوردي , ولكن بعد سقوط الصنم 2003 , ذهب الكورد الى العاصمة بغداد , ومن هناك شاركوا العراقيين ببناء الدولة الحديثة عراق ما بعد صدام , ورضي الحزبين الرئيسين في كوردستان بالفيدرالية بديلا عن الانفصال والذي كان مكرسا كامر واقع بعد التدخل الامريكي وفرض المنطقة الامنة او الملاذ الامن للكورد في مناطق كوردستان على الحكم في بغداد .
وفي مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الثالث عشر والمنعقد في اربيل 11-12-2010 رفع سقف شعار الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبخطاب القاه رئيس الحزب مسعود بارزاني من الفيدرالية الى حق تقرير المصير وسط دهشة وغضب بعض الحضور ممن ينتمون للقائمة العراقية امثال المطلق والنجيفي وحتى رئيس القائمة علاوي حيث استهجنوا واستنكروا ذلك , ومن الملفت للنظر دعوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني للشوفينيين القومجيين العرب , وعدم دعوة قائمة التغيير والذين هم من ابناء جلدتهم وقدموا التضحيات وتشابكت دمائهم معا على سفوح جبال كوردستان ,وعقب هذا الخطاب الناري شن اقلام الشوفينيين حملة شعواء على بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني في داخل وخارج العراق , وبان بارزاني يبغي من وراء ذلك الانفصال والانقسام عن العراق وانشاء دولة قومية كوردية , ولامتصا ص هذه النقمة الشوفينية وهجمة الكتاب من داخل وخارج العراق , تراجع بارزاني عن ذلك موصفا وعلى لسان نائب الحزب الديمقراطي نجيرفان بارزاني بانه لم يكن المقصود من استخدام تعبير حق تفرير المصير هو الانفصال عن العراق وانه قرأ خطاب الرئيس بشكل مغلوط من قبل الكتاب الشوفينيين العرب .
هنا لا بد لنا ان نعرف حق تقرير المصير, حق تقرير المصير هو مصطلح في القانون الدولي وتعبير مطاط يعني منح الشعب او السكان المحليين امكانية ان يقرروا السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها بشكل حر وبدون تدخل خارجي , ووفق هذا التعريف يكون الحقوق الثقافية والادارية وحقوق المحافظات و الحكم الذاتي والفيدرالية والانفصال وانشاء دولة قومية كل تلك هذه الاشكال من الحكم والادارات المحلية تدخل ضمن تعريف مصطلح حق تقرير المصير , وادخل هذا المبدأ في مبادئ ووثائق الامم المتحدة وكفلته كافة الشرائع , وهو حق مشروع لاي شعب او امة على وجه المعمورة كحزب ديمقراطي كوردستاني لهم مطلق الحرية في رفع اي شعار يحبذونه , ولكن كشعب كوردستاني لدينا ممثلنا الشرعي وهو البرلمان الكوردستاني وعلينا الرجوع اليه في القضايا المصيرية والحساسة حتى نصبغ عليه الشرعية .
اما ان كان رفع شعار حق تقرير المصير يخفى وراءه مكاسب غير شرعية ولذر الرماد في العيون , فهذا لا نحبذه ولا نستسيغه , وان الشعب الكوردستاني بات من الوعي بحيث لا تنطلي عليه هذه الخطابات النارية.[1]