ركوع القادة الاكراد تاريخيا دروس بدون عبر
اريان علي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 7427
المحور: القضية الكردية
معركة جالديران التي وقعت عام 1514 ميلاديه بين الصفويين بقيادة الشاه إسماعيل الصفوي والعثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول وكانت أراضي كردستان ساحة المعركة وشبابُها وقودها وقد كان للشيخ الكوردي إدريس البدليسي دوراً فاعلاً في تجنيد الشباب الكُورد كوقود لهذه المعركة لصالح السلطنة العثمانية ضد الدولة الصفوية , ولقد وقعت الجولة الأخيرة من هذه المعركة في جبل يسمى ( دركَزلي ) القريب من مدينة أورمية الكردية ( رضائيه ) وانتهت بانتصار السلطان العثماني سليم الأول وجرح الشاه إسماعيل الصفوي ويقال أن حوالي 6000 من الشباب الكردي راحَ ضحية هذه الجولة .من نتائج هذه المعركة , شَعَر طرفي الصراع الصفويين والعثمانيين وتأكدوا أن هذا النصر الذي حققه طرفٌ على طرفٍ آخر هو بسبب وقوف الكورد بجانب العثمانيين وبسبب شجاعتهم وتضحياتهم وبسالتهم ووحدتهم , ولو حاربوا بجانب الصفويين لأنتصر الصفويين , وكان هذا بمثابة ناقوس خطرٍ يدق مضاجع الطرفين , وظل هذا الهاجس يؤرق الطرفين لأكثر من 100 عام , ولكي يتخلصوا من هذا الكابوس المرعب الذي بينهم قاموا بتقسيم التبعية الكوردية والأراضي الكوردية فيما بينهم واتفقوا على ذلك بعقد معاهدة سربيل زهاو عام 1637 ميلاديه , ويُعتبَر هذا أول تأريخ لتقسيم كردستان الى نصفين وكانت الاتفاقات له دور بارز في هذه المرحلة وقد بدأت لأحداث كما يلي حيث أُبرمت بين الإمبراطوريتين اتفاقيات كان للكورد دوراً حاسماً في انتصار الدولة العثمانية على الدولة الصفوية، حيث تحالف معظمهم في معركة جالديران التي كانت كبيرة وغير حاسمة، كان من نتائجها تقسيم كوردستان لأول مرة، حيث تم احتلال قسم منها من قِبل العثمانيين والقسم اڵاخر احتله الصفويون. في 17 ايار سنة 1639، تمّ تثبيت ذلك التقسيم نهائياً بموجب معاهدة قصر شيرين (زهاب) التي أُبرمت بين الإمبراطوريتين المذكورتَين كان للكرد دوراً حاسماً في انتصار الدولة العثمانية علی الدولة الصفوية، حيث تحالف معظم الأمراء الكورد مع العثمانيين. لعِب العامل الطائفي دوراً بارزاً في التحالف الكوردي – العثماني، حيث أن أكثرية الكورد والأتراك ينتمون الی المذهب السُنّي (1) في عام (1515م) قام العلامة إدريس، بعد تفويضه من قبل السلطان العثماني، بعقد اتفاقية مع الأمراء الكورد، يتضمن اعتراف الدولة العثمانية بسيادة تلك الإمارات علی كوردستان، وبقاء الحكم الوراثي فيها، ومساندة الأستانة لها عند تعرضها للغزو أو الاعتداء مقابل أن تدفع الإمارات الكردية رسوم سنوية كرمز لتبعيتها للدولة العثمانية، وأن تشارك إلی جانب الجيش العثماني في أية معارك تخوضها الإمبراطورية، إضافة إلی ذكر اسم السلطان والدعاء له من علی المنابر في خطبة الجمعة. وقد تضمن هذا الاتفاق اعترافًا من الدولة العثمانية بالسلطات الكردية. إذا نظرنا عن كثب إلى تاريخ كردستان بعد مأساة جالديران والذي يعتبر مفترق الطرق لانهيار الكردي بمستوى الانحناء القادة المعروفون في تاريخ الكردي لكل سلطة في المنطقة، والذي نجم منه بروز صفة القيادات الفاشلة وفي أكثر الأحيان القيادات العميلة وأدت إلى ماسي متعاقبة ومتكررة. فسنرى عشرات المآسي لقادة الإمارات الكردية. إذا كان المؤرخون والكتاب والصحفيون في مستوى الأخلاق المهنية، فالأحداث كما هي مسجلة بأمانة لخدمة التاريخ، والعمل على الوقت، المكان، الأشخاص في الأحداث، الأشخاص المحيطون بالأحداث لابد من عرضها كما وقعت. كثير من القادة الأكراد الذي أطلق الكاتب الكوردي لتاريخ صفة قادة لهم وهم بعيدون عن هذه الصفة، حيث في سلسلة الأحداث، لم يكونوا على مستوى القيادة، كان مستوى الوعي والسلوك والموقف مليئًا بالأنانية وغير مسؤولية عن التعبير عن الروح القومي أو الروح الوطني، في قراراتهم ارتكبوا أكبر خطأ في التاريخ، واجه شعبهم المأساة. منذ ذلك الحين هذا القائد يقف ضد ذلك القائد وقاتلوا بعضهم البعض عن طريق استغلالهم لروح الكوردي حيث اصبح الكردي وقودا لهذ المعارك والحروب ما بينهما ووقودا لحروب الذي دخلوا فيها في مصلحة دول المنطقة والحكم المنطقة، بعضهم كان أدوات غزاة بلادهم، ونفذوا خطط وبرامج وخرائط الغزاة ضد شعبهم وبلدهم. كردستان تم تقسيمها إلى قسمين، جزء واحد وقع تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية لتركيا والجزء الآخر وقع تحت سيطرة الإمبراطورية الصفوية إيران. حتى الوقت الحاضر، منذ ما يقرب من 60 عامًا، خلال الجمهورية العراقية، والثورة والجبال، ظل قادة الأحزاب السياسية الكردية، مثل قادة الإمارات، يقدرون بعضهم البعض باستمرار ضمن حدود جغرافية معينة، ويعارضون بعضهم البعض ويمحون بعضهم البعض. من الستينيات إلى عام 1998 قتلوا الأكراد ما يعادل حرب الإيرانية والعراقية بقراراتهم وسيناريوهاتهم وبعد الانتفاضة والبرلمان وحكومة إقليم كوردستان، ومعارك قتال الأخوة الأعداء في التسعينات من القرن الماضي حيث كان نفس الأحزاب الحالية مارسوا سياسة أنماء روح القتال داخل الشعب وقُتل الآلاف من الأكراد على يد سيناريوهات الملالي وجلالي. المرض النفسي للقادة الأكراد يتعارضون ويمحو بعضهم البعض، من الشعور بالدونية، لا يمكن تهدئة عقولهم بمقعد السلطة، ولا بهدر ثروات البلاد. وحولوا جغرافية أربيل والسليمانية إلى دولتين مختلفتين، برلمانين وحكومتين. من هذه الدائرة المغلقة لكردي ورغما على محاولات عديدة من قبل نخبة المثقفين الأكراد في الخروج من الدائرة المغلقة ألا أن المحاولات بات بالفشل في كل مرة وهناك أسباب عديدة لهذه الفشل أما أخطر الأسباب عدم وجود خط فكري وتاريخي لمفهوم التغير والتطور داخل الذهن الكوردي وداخل قوقعة الأحزاب التقليدية كون لم يتم التطرق إلى الاعتراف بأن الخائن خائن وان نتيجة العمالة بدافع قومي ووطني لا تعني المصلحة إنما تعني المصلحة الشخصية. وحاليا بعد مرور أكثر من قرن على النضال السياسي لكردي الفقير يدفع السليمانية ثمن الصراع غير العادل بين الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير وحزب العمال الكردستاني والأحزاب الأخرى التي تعمل بعقلية حزبية مغلقة في البرلمان والحكومة. في معاهدة لوزان عام 1923، ألغت بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي وتركيا الجديدة مصطفى أتاتورك حق تقرير المصير لكردستان في معاهدة سيفر الكوردية وأنهت في ذلك الوقت أية مجال لأجل تحقيق الحلم الكوردي والذي أصبح بالحق حلما فقط وليس أكثر من ذلك. ونظرة إلى فترة التسعينات وبعد الانتفاضة لابد من الاعتراف أن الفرصة الذهبية في كوردستان جاءت وباعتراف غير مباشر من قبل صدام. ياكوردي لك كوردستان حاول أن تحكمها بالعدل وإذا تمكنت من النجاح ستكون الحلم واقع هذه وجهة نظر وإذا كان هناك عقول وكتاب سوف يتعمقون في الأحداث وسياسة وفكر صدام في هذه المرحلة ما بعد 1991، ولكن يقاتل القادة الأكراد، بدلاً من تكرار هذه الأخطاء الكبيرة، من أجل السلطة والمدن والاختلافات الجغرافية. من عام 1923 إلى عام 2023، سوف يمر 100 عام من مأساة لوزان أتمنى أن لا تبقى الانحناء لملك صفة متوارثة لدى القادة الأكراد من أجل تحقيق واقع وليس حلم.[1]