الشبك في نينوى
نعمت شريف
الحوار المتمدن-العدد: 7152
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
ردا على تقرير اسلام محمد
مما لا شك فيه أن تقرير إسلام محمد (9 يناير/كانون الثاني 2022)* متحيز وغير عادل بشكل صارخ. للأسف المعلومات القليلة المتوفرة عن الشبك تجعل من المستحيل تقريبا على القارئ الحكم على التقرير ووضعه في منظوره الصحيح.
الشبك هم مجموعة بشرية من الهندو-أوروبيين الذين يتحدثون كباقي أبناء الشعب الكردي احدى لهجات اللغة الكردية المرتبطة ارتباطا وثيقا باللهجات الهورامية والزازاكية والكورانية الكردية. لقد ترك التاريخ آثاره على هذه المنطقة منذ زمن الميديين والآشوريين. كانت المجتمعات المزدهرة المستقرة في شبكستان، والتي تسكن السهول الصالحة للزراعة الخصبة على الطرق التجارية تمثل سلة الخبز للمدن والبلدات المحيطة بما في ذلك مدينة الموصل منذ عصور ما قبل التاريخ. تشكل قرى الشبك قوسا إلى الشمال والشمال الشرقي من الموصل، مركز محافظة نينوى. أطلق عليه نظام البعث حزام الموصل الواقي. يبلغ عدد سكان الشبك حوالي 500 ألف نسمة، ويقيمون في أكثر من 70 قرية وبلدة بالإضافة إلى الموصل....
لم يكن أحد يعتقد أن حرب الإبادة الجماعية في سنجار في عام 2014 (القتل الجماعي، وسبي الآلاف من الأطفال والنساء) يمكن أن تحدث في عصرنا على مرأى ومسمع من العالم. بعد انسحاب قوات البشمركة منه، رأى الشبك والمسيحيون وغيرهم في سهل نينوى ما حدث لإخواننا الإيزيديين في سنجار، واختاروا الفرار هربا من الذبح والتنكيل والسبي. وكان النزوح الجماعي هو الخيار الوحيد آنذاك، حيث فشلت قوات العراق والبيشمركة في حمايتهم. وقتل أكثر من 1500 شبكي وصودرت ممتلكاتهم قبل وبعد احتلال داعش للموصل.
رأى كل من اليزيديين والشبك والمسيحيين فرصة لتشكيل وحدات دفاعية خاصة بهم في إطار وحدات الحشد الشعبي، وحدات الميليشيات الشيعية لدعم الجيش العراقي في الحرب ضد داعش. لدى الإيزيديين والمسيحيين وحداتهم الخاصة في الحشد الشعبي. ولا يوجد بين المجموعتين أي شيء مشترك مع الشيعة باستثناء الجنسية العراقية. كان من المنطقي أن يشكل الشبك الشيعة وحدته الخاصة بهم للدفاع عن مناطقهم. فمن الظلم الفادح أن يشار للشبك لوحدهم بهذا الخصوص. نسبة الشبك حوالي 60٪ من الشيعة و40٪ من السنة، وهم محاطون بالعرب السنة والأكراد السنة. لا يتطلب الأمر عبقريا لمعرفة الخيار في الوقت الذي كان تشكيل وحدة الحشد الشعبي هو الخيار الوحيد امامهم للدفاع عن انفسهم. وعلى الرغم من أن وحدة الشبك في اطار الحشد الشعبي تدافع عن شعوب سهل نينوى دون استثناء، إلا أن دعمها الشعبي بين السكان لا يزال قابلا للاختبار.
أما بالنسبة لجمع الإتاوات والإدماج في الحرس الثوري الإيراني فهي مجرد اتهامات مجحفة لا غير. أن أي زائر للمنطقة سيكتشف خلاف ذلك. وحدة الحشد الشعبي التابعة للشبك هي وحدة صغيرة من إجمالي وحدات الحشد الشعبي العراقية، ويتم تمويلها والعمل ضمن ولاية وحدات الحشد الشعبي كقوات أمن عراقية تحت قيادة رئيس الوزراء العراقي.
• The Reference, issued by CEMO Center-Paris:
https://www.thereference-paris.com/17920
[1]