مراحل المعرفة الاثنا عشر في طريقة الشبك
نعمت شريف
الحوار المتمدن-العدد: 4253
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مراحل المعرفة الاثنا عشر في طريقة الشبك
وتشابه اسمائها مع اسماء الاشهر العربية
ترجمه عن الكردية: نعمت شريف
بقلم: فاروق بوره كه يي
مجلة سروة، السنه 11 الاعداد (111) و (112) لعام 1995
الشبك او الشابغ(1) الشاموغ(1) هو احدى الطرائق الكردية القديمة التي تفرعت عن ميترايزم (الديانة #الميتر#ائية-المترجم) ويعتبر الاعتراف والشرب من التقاليد الخاصة بهذه الطريقة، وما ليلة الاعتراف الا تقليدا خاصا بهم. في هذه الليلة، يجتمع الرجال والنساء ويعقدون مجالس العزاء والبكاء ويطلبون الغفران من اله الرحمة (ميهر). ولهم في شهر محرم (موره مير) تقليد خاص اقتبسوه من تقاليد العزاء والبكاء عند الشيعة(3).
للشبك كتيب مقدس يحتوي على اسرارهم الدينية. لا يكشف الشابغ اسرار دينهم قط الا لسالك الطريقة الراغب في تعلم طريقتهم وهذا لا يحدث الا بعد المرور بامتحان عسير.
على سالك هذه الطريقة الذي يرغب في تنظيف نفسه وروحه ليصل درجة (آشويي) وقدسية الشمس(4) ان يمر بهذه المراحل الاثناعشر بنجاح. وهنا نركز على هذه المراحل ونعرضها بأختصار:
المرحلة الاولى: رابه (انهض)، رابوون (نهوض)، به خوهاتن (استيقاض الوعي) او الربيع الاول. في هذه المرحلة، على السالك ان ينهض ويعي ويستعد للنضال ولتنقية روحه. وكلمة رابه (انهض) قد تحولت في لغة العرب (تات) (5) الى ربيع الذي هو شهر ربيع الاول عند العرب حيث ان اليقظة الروحية هي المرحلة الاولى في النهوض.
المرحلة الثانية: را، ري، خوهات (اليقظ)، به خوهاتن (النهوض)، خوايي (الالوهية او القداسة) (6) والان يرشد السالك لكونه يقظ وواع وعليه ان يستعد لسفر طويل لكي ينجح في هذا الطريق المقدس، وهذه المرحلة هي الربيع الثاني-ثاني الاشهر العربية.
المرحلة الثالثة: جه ماني او جه م ماني، مانه وه له جه م دا (البقاء في معية او البقاء مع) تعني كلمة جه م في الكردية التجمع والاتحاد، والسالك للطريقة في هذه المرحلة يتعلم فلسفة آشو(7) في البقاء والاتحاد ويأخذ على نفسه الاستقرار (النفسي) ويستمر في المعية. لقد تحولت هذه الكلمة في العربية الى جمادي الاولى وهذا الشهر هو الثالث عند العرب.
المرحلة الرابعة: جامباد، جامبادة، جامباز (النضوج). في هذه المرحلة، يشرب السالك من معين الاتحاد والمعية حتى يتحرر في سفره من مصاحبة اهريمن(أهريمن هو اله الشر في الديانة الزرادشتية القديمة-المترجم) ويصبح بعد ذلك جامبازا او ره ند اي عالما وناضجا ويلبس جبة الدراويش. اصبحت هذه الكلمة في لغة التات (العربية) جمادي الاخرة وهذا الشهر هو الرابع عند العرب.
المرحلة الخامسة: ركاو، ري ئاو، ريكه ي ئاو (طريق الماء). في هذه المرحلة يصبح السالك لهذه الطريقة نقيا كالماء المقدس ويسلك طريق الماء حتى يصل بحر الوعي بالذات، ويصل درجة اله الامواه(8) ، وعلى طريق الماء، يصرف السالك معظم وقته في تنقية النفس والروح.
المرحلة السادسة: شابان، في هذه المرحلة يصل السالك الى مرحلة شابان، مرحلة شا او سان والذي هو اله الرحمة. السالك للطريقة يتنقى من الشوائب النفسية، وبقوة أيزدة-ئيزدة اي ميهر ومساعدة شا ويبدأ سفره من جديد. لقد اصبحت هذه الكلمة في العربية شعبان والذي هو الشهر السادس عند العرب.
المرحلة السابعة: رازان، رزان، ريزان او المرشد: في هذه المرحلة، يعلم السالك ارشادات دينية خاصة ويصبح مرشدا، ويذوب الملذات الدنيوية من جسده، وينشغل السالك في هذه المرحلة بالصوم لمدد طويلة قد تصل الى اربعين يوما او اكثر. لقد اصبحت هذه الكلمة في لغة العرب رمضان والذي هو الشهر السابع عندهم.
المرحلة الثامنة: شايان، يصل السالك في هذه المرحلة الى العروج الى عل لانه مجنح باجنحة الاله ويصل الى الاله آهورا (القوة الالهية) (او اله الخير في الديانة الزرادشتية القديمة-المترجم) وحق اليقين. لقد اصبحت هذه الكلمة في لغة العرب شوال والذي هو الشهر الثامن عندهم.
المرحلة التاسعة: زه ركه ده او خوه ركه ده. في هذه المرحلة، يخطو السالك في معبد الشمس ودارها والتي هي معرفة ووعي الذات. وهذه الكلمة اصبحت في لغة العرب ذوالقعدة والذي هو الشهر التاسع عندهم.
المرحلة العاشرة: زه رتاج او زه رته ج. يستلم السالك في هذه المرحلة نور الشمس واشعتها ويلبس التاج على رأسه ويصل درجة الباب(9) اي الموغ، ويمنح اجازة تعليم وتربية السالكين. ولقد اصبحت هذه الكلمة عند العرب ذوالحجة وهي الشهر العاشر عندهم.
المرحلة الحادية عشر: موره مير او شهر الرحمة. في هذه المرحلة، يكون السالك قد وصل درجة المشيخة والموغ وينال رخصة الرحمة ويصل درجة الالوهية (ئاهورايي). اصبحت الكلمة موره ميرعند العرب محرم والذي هو الشهر الحادي عشر عندهم.
المرحلة الثانية عشر: سان به ر او صفر. يصل السالك او الموغ في هذه المرحلة الى الشمس (سان) ويمتزج بها، ومن ثم يستعد لرحلة اخرى، رحلة يعبر فيها قرص الشمس معتمدا على نفسه في عودته. لقد اصبحت هذه الكلمة في لغة العرب صفر والذي هو شهرهم الثاني عشر(10).
المصادر والملاحظات:
شابغ يعني آهورامزدا او الاله الواحد.
(1) موغ في دين الرحمة (ميهر) هو اعلى وآخر مرحلة من مراحل العرفان، وقد استعمل الزرادشتيون هذه الكلمة بشكل خاص لتعني الملا او الشيخ واطلقوا على شيوخهم لقب موغ.
(2) لقد اختلف الباحثون والمؤرخون في اصل تسمية الشبك كثيرا ولا نجد ضرورة لسردها جميعا. ان اصل التسمية دينية بحتة حيث كانت الزرادشتية وبعدها الميترائية واسعة الانتشار قديما (قبل المسيحية والاسلام) حتى امتد انتشارها من الهند الى اوروبا ولهذا في عام 1885 كتب فردريك نيتشة كتابه الشهير هكذا تكلم زرادشت. ان الشبك الذين كانوا يمارسون هذه الطقوس قد تحول معظمهم الى التشيع حتى ان السادة الشبك اصبحوا دعاة التشيع بين الشبك. وقد ذهب الكاتب الشبكي احمد شوكت في كتابه الشبك: الكرد المنسيون) ليميزهم عن غيرهم من الناطقين بالشبكية وخاصة عشيرة الباجلان. واما من الناحية القومية، فالفئتان الشبك، اصحاب الطائفة الدينية، وعشيرة الباجلان، فكلاهما لاشك في كرديتهما البتة. واليوم، يطلق اسم الشبك على جميع الناطقين بلهجة الشبك القاطنين في مدينة الموصل والقرى والقصبات المحيطة بها من الشمال والشمال الشرقي.(المترجم)
(3) سان يعني الشمس، وما كلمة (السلطان) الا تحريف لهذه الكلمة. (1)
(4)تات يعني الاجنبي والذي يشمل العرب وتات هنا يعني العرب. وكلمات تاجيك وتازيك مأخوذتان من هذه الكلمة. كان العرب قديما يطلقون اسم تات على الايرانيين وبمعنى غير العرب، ولكن الايرانيين قلبوا ظهر المجن واطلقوها على العرب والكلمة هذه قد اصبحت حاليا تازي.
(5) كلمة رب التي يستعملها العرب مستنبطة من كلمة را او ري.
(6) آ شو يعني العظيم والذي يستعمله العرب ليعني حضرة.
(7) اله الامواه هو انا هيتا او هيتي ويعني الآري او آريا، والكلمة آناهيتا بمجملها تعني ام الاريين، وقد دخلت كلمة آنا اللغة التركية وتستعمل الان بمعنى الام.(( وربما تعني كلمة آناهيتا ام الحثيين
) وهم شعب هندواوروبي عاشو في منطقة اسيا الصغرى وشمال سوريا حوالي 2000 – 1200 ق.م. Hittites بالانكليزية()(8)
وما كلمات:
هيتا hita
هيتي hitti
هاتي hatti
الا تحريفات لكلمة Hittite.
ونرى بقايا هذه الكلمة في اسم قرية قريبة من الحدود العراقية-التركية وهي قرية هتيتي ( ) ويقال في النسب الى هذه القرية هتيتي ( )-المترجم.))
(9) كلمة الباب هو البابا الذي يطلقه المسيحيون على رئيسهم الديني والكلمة كانت تعني احدى مراحل العرفان في الديانة الميهرية التي اقتبسها المسيحيون من هذه الديانة الايرانية القديمة، والمسيح نفسه هو مشيا الايرانيين، وسنقول المزيد عن هذا في المستقبل.
(10) هذا المقال جزء مترجم من كتاب (الدين الميهري بين الكورد) من تأليف كاتب هذا المقال فاروق بوره كه يي. وفي هذا الكتاب، بحثنا بشكل مفصل الاديان الكردية القديمة وخاصة الشاموغ. هذا الكتاب معد للطبع باللغة الفارسية.
نعمت شريف
nemsharif@aol.com
[1]