في موقف المعارضة السورية من الشعب الكردي في سوريا
اكرم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7174
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لا نعلم سبباً لحساسية المعارضين السوريين تجاه استخدام عبارة الشعب الكردي في سوريا للتعبير عن الوجود الكردي فيها ؟ كما هي متداولة في الادبيات السياسية الكردية ، رغم ان لها معنى اخر عندما يتم استخدامه في الدولة الوطنية الحديثة لأنه يرتبط بها ، وبهذا المعنى لا صحة لاستخدام عبارة الشعب العربي لعدم وجود دولة عربية ولا حتى الشعب السوري ، لان سوريا اليوم دولة فاشلة وتمر بمرحلة اللادولة حيث نشهد وجود ثلاث مناطق تسيرها سلطات الامر الواقع .والى ان تصبح سوريا دولة وطنية حديثة تستند على الحق والقانون والمواطنة المتساوية سيكون الامر مختلفا....!
- لابد من معالجة الاوضاع الخاصة بالشعب الكردي في سوريا ، ولا يمكن المقارنة بين القضية الكردية وبين الوجود التركماني والسرياني والشركسي والارمني لا من حيث الوجود والتاريخ والمظلومية وان تشابهت من حيث الطابع القومي فالموضوع اكثر تعقيدا مما نتصور ، لذلك نجد هذا الموقف العدائي لتركيا من اي حالة كردية ناهضة سواء في الجزء التركي او في الاجزاء الاخرى (العراق وسوريا).
- لا يمكن قيام وضع كردي خاص في سوريا دون توافق سوري ودعم اقليمي او دولي .
-الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي كشعب اصيل وعلى ارضه شرط ضروري للتخلص من كل هذا العفن المتأصل لانه سيضع حدا للأصوات القومية المتطرفة لدى الجانبين ، اما المواطنة والهوية الوطنية فتحتاج الى فترة طويلة من النضال و ظروف الاستقرار والعمل الديمقراطي .
ينبغي ان نكون حذرين تجاه الحديث عن النزعات الانفصالية لدى بعض القوى الكردية وعن تقسيم سوريا لانه مرفوض اقليميا ودوليا رغم ان دوام استمرار الامر الواقع لفترة طويلة في سوريا ، دون توافق سياسي لا يمكن لاحد ان يتنبأ به .
- الحل يكمن في الاعتراف الدستوري بالتعدد القومي والديني والثقافي في سوريا وبوجود شعب كردي يعيش على ارضه وفي مناطقه التي الحقت بالدولة السورية التي تشكلت بموجب اتفاقية سايكس بيكو ، وقد تعرض للظلم والاضطهاد والمشاريع الاستثنائية . هذه الحدود التي كانت ترفضها معظم النخب السورية لأنها ابقت مناطق كثيرة من بلاد الشام خارج حدودها وباتت تتمسك بها اليوم وتدافع عنها ....![1]