سارع إلى تعلم السباكة قبل غيرك: متغيرات قادمة والمستقبل مجهول
خالد علي سليفاني
شاعر وكاتب ومترجم
(Khaled Ali Silevani)
الحوار المتمدن-العدد: 8184
المحور: كتابات ساخرة
إذا كنت تقرأ هذه السطور وأنت تفكر في مستقبل وظيفتك، فدعني أخبرك شيئًا صادمًا: الذكاء الاصطناعي قادم ليحل مكانك، مهما كنت تعتقد أن عملك لا غنى عنه. نعم، قد تكون طبيبًا، مهندسًا، أو حتى كاتبًا مثلي، لكن الحقيقة المرة أن الروبوتات تُعد نفسها للاستيلاء على كل شيء... باستثناء السباكة! وربّما بعض المهن الضرورية الأخرى التي تعتمد على المرونة اليدوية في العمل، نظرًا لعجز الروبوتات عن القيام بتلك الأعمال.
قبل أيام قليلة، خرج علينا جيفري هينتون، الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، ليكشف النقاب عن مصير البشرية القريب. الرجل، الذي تخلى عن منصبه اللامع في غوغل كي يطلق صرخته التحذيرية، أخبرنا أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق علينا قريبًا جدًا، وربما يبدأ بخداعنا قبل أن نلاحظ ذلك. وبينما كان يشرح السيناريوهات الكارثية لفقدان البشر لوظائفهم، ألقى قنبلة: تعلموا السباكة، إنها الوظيفة الوحيدة التي لن تتقنها الروبوتات قريبًا.
عجيب، أليس كذلك؟ بينما ننتظر سيارات ذاتية القيادة ومنازل ذكية تتحكم في كل شيء، ستظل الأنابيب والصمامات عصية على هذه التقنيات الخارقة. تخيل المستقبل: الروبوت الذي يقوم بحل المعادلات المعقدة في ثوانٍ يقف عاجزًا أمام أنبوب مياه مسدود.
إذا كنت تعتقد أن الأمر مجرد مزحة، فأنت لم تفهم المعادلة جيدًا. لن يكون السبّاك مجرد حرفي في المستقبل؛ سيكون البطل الخارق الذي تعتمد عليه المجتمعات. بينما يجلس العلماء خلف شاشاتهم يحاولون حل مشاكل الذكاء الاصطناعي الذي خرج عن السيطرة، سيظهر السباكون بملابسهم العملية وأدواتهم البسيطة ليعيدوا الحياة إلى مسارها الطبيعي.
لذا، لماذا الانتظار؟ قد تكون طبيبًا بارعًا أو خبيرًا في البرمجيات، لكن ماذا ستفعل عندما تجد نفسك بلا وظيفة لأن الذكاء الاصطناعي قام بسرقة كل شيء؟ تعلم السباكة الآن قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن تتحول معاهد التدريب إلى ساحات قتال للحصول على مكان لدراسة هذا الفن المستقبلي.
هل المستقبل مجهول؟ بالتأكيد. لكن شيئًا واحدًا مؤكد: في عصر الروبوتات الخارقة، سيظل السبّاك البسيط سيد الموقف، وربما الشخصية الأكثر نفوذًا في عالم غارق بالمياه و... الخوارزميات[1]