إمبراطورية التخلف والجهل - 1
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 8173
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
ال يخفى على أحد أن الدولة العثمانية ومنذ نشأتها عام 1299م قد ارتكبت أبشع الظلم واالضطهاد عبر مراحلها المختلفة،
حيث سعت دائما من خالل الحرب والقمع إلى بسط سيطرتها العسكرية على المناطق التي احتلتها دون األخذ بعين
االعتبار متطلبات واحتياجات المناطق التي احتلتها.
فلم تكتفي اإلمبراطورية المزعومة عبر تاريخها الطويل من سلب ونهب خيرات المدن والمناطق المحتلة وسحب أرغفة
الخبز من أفواه األطفال والنساء والمسنين، بل ومارست عليهم أبشع أنواع التعذيب واالضطهاد بطر ٍق جديدة ومختلفة
لم يشهد لها التاريخ مثيالُ، حتى أنها اشتهرت بطرق خاصة بها مثل )القتل بالخازوق( وهو ما سجله التاريخ ضمن
صفحات العثمانيين السوداء.
إن الدولة العثمانية وعبر تاريخها المليء
باإلجرام، سعت إلى تعبئة عقول المناطق التي
احتلتها بالمفاهيم الدينية الخاطئة وحاولت مرارا
إضفاء الطابع الديني على غزوات
وتكرارا ها
لتتحكم بعقول الناس وتلعب بعواطفهم وكأنها
الراعية الرسمية للدين اإلسالمي الحنيف، علما
أن جميع تصرفاتها كانت خالف أقوالها.
فعدد الجواري لدى الخلفاء العثمانيين كانت
تتجاوز عدد النساء في بعض المدن، وجميعهن
ك ّن يعملن فقط إلرضاء جشع وأهواء وغرائز
السلطان الذي كأن يحكم العالم بأمر هللا وعين
نفسه خليفة المسلمين، دون النظر إلى أفعال ِه
التي تتنافى مع تعاليم الدين اإلسالمي والشريعة
اإلسالمية.
ومع سقوط الدولة العثمانية بشكلها الجغرافي
والسياسي عام 1919م، وقيام الدولة التركية بشكلها الحالي عام 1923م باتفاقية لوزان ، سادت تركيا فترة هدوء نوعا
بأفعال الدولة العثمانية، حيث بدأت بعض معالم الحياة تتضح في عهد مصطفى كمال
أن
ما مقارنة أتاتورك، خصوصا
تركيا القائمة على أنقاض الدولة العثمانية، كانت تعاني من ويالت الحروب التي خاضتها الدولة العثمانية سابقا ، وما
ترتب على ذلك من أثار على الحياة االجتماعية واالقتصادية للدولة التركية الحديثة العهد أنداك.
كما أن الواقع العالمي كانت يتجه نحو نوع من الهدوء إلحصاء الخسائر البشرية والمكتسبات السياسية على الساحة
الدولية بعد انتهاء الحرب العالمية األولى عام 1919م والتي كانت نهاية اإلمبراطورية العثمانية.
استمرت الفترات السياسية الهادئة والمضطربة على حدٍ سواء حتى االنقالب العسكري في تركيا عام 1982م بقيادة
الجنرال العسكري كنعان إفرين والذي فرض على تركيا نمط حياة عسكرية من جديد على غرار الدولة العثمانية، حيث
بلغت حصيلة االنقالب العسكري للجنرال كنعان إفر ين: اعتقال 000.650 شخص، ومحاكمة 000.230 شخص،
و517 حكما باإلعدام، و299 حالة وفاة بسبب التعذيب.
وبدأت مالمح الحياة السياسية تأخذ الطابع العسكري، حيث أن الجمعيات السرية واألحزاب السياسية بدأت بممارسة
إلى ظهور
أنشطتها سرا نتيجة قرارات االنقالب العسكرية وهو ما دفع باألفكار المتطرفة إلى الظهور شيئا فشيئا ، إضافة
أزمة اقتصادية حادة، كانت تعود جذورها إلى الخمسينات.[1]