الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا
سمر العبد الله
التطورات السياسية في المحيط الإقليمي لسوريا لها تأثير مباشر على الوضع السوري العام،
فالأزمة السورية ما زالت تشق طريقها ملتمسة أفقاً للحل، وقد خلّفت وراءها اثني عشر عاماً لم يتبلور فيها أي حل سياسي للأزمة السورية.
طبعاً مَرَدُّ ذلك للصفقات المستمرة والتي كانت تعقد بين الدول المؤثرة في الشأن السوري، وكذلك للتدخلات الخارجية، والشعب السوري هو من يدفع فاتورة هذه الحرب.
وفي ظل المتغيرات المتسارعة في العالم والمحيط يسعى، مشروع الإدارة الذاتية أن يبقى ثابتاً وقوياً، ولكن، هناك من يتربص بهذا المشروع، وهناك مساعٍ حقيقية لتدمير هذا المشروع وإنهائه من قبل محور استانا، إذ يحاول ضرب أمن واستقرار المنطقة عبر طرق متعددة، فالهجوم الذي قاده #داعش# في عام 2022 على سجن الحسكة والأحداث التي تطورت في دير الزور قبل أشهر بالتنسيق بين المجاميع المدعومة من تركيا وتلك المرتبطة بإيران في دير الزور ضد قوات سوريا الديمقراطية تظهر لنا عمق المخطط الهادف إلى تدمير الإدارة الذاتية عبر أدوات متعددة، تارة عبر دعم الإرهاب المتمثل بداعش وتارة عبر بث الفتن العرقية بين العرب والكرد.
واليوم وضمن محاولات خلق الفوضى ونسف حالة الاستقرار النسبي ونشر الفتن تسعى الدولة التركية الاحتلالية وبكل قوتها لتقويض جهود مكافحة الإرهاب من أجل إحياء داعش وإعادته مجدداً وإفراغ المنطقة من ساكنيها.
إن هذه التطورات التي تشهدها مناطق شمال وشرق سوريا من شأنها المساس بأمن شعبنا ومناطقنا، حيث يتم استهداف البُنى التحتية ومقومات الحياة للنيل من إرادة شعبنا والتضييق عليه ودفعه للهجرة، لكن شعبنا بات يدرك تماماً جميع المخططات التي تستهدف وجوده وأمنه واستقرار ووحدة مكوناته ومدرك لحتمية التفافه حول قواته العسكرية والأمنية وحول إدارته الذاتية لإفشال كل المحاولات الرامية لضرب المكتسبات التي تحققت بفضل الجهود والتضحيات الجسيمة. [1]