من حقد وكره ل انتقام وإبادة
محمد علي حيدر
يجب أن ندرك جيداً لماذا يبادر أردوغان إلى تدمير الكرد ويحمل في داخله كل هذا الحقد والكره، وهذه السياسات الوحشية بحق قائد وشعب يريدون أن يعيشوا بديمقراطية وأن يحل السلام في العالم، فعلى ضوء هذه الحقيقة يجب أن نشرح لأنفسنا حجم المؤامرة وإمكانية أن إفشالها بأكثر أساليب عصرية في هذه الأجواء المليئة بالتناقضات وعلى ضوء المؤامرات التي تحاك ضد الكرد نستنتج أهمية الثورة في حياة الكرد نحو التغير والإصلاح وفي مواجهة أشرس أعداء الحرية والإنسان، وعلينا أيضاً ألا نخدع أنفسنا كثراً في أسلوب المواجهة مع الفاشية التركية، فقط علينا أن نأخذ الجانب الإنساني كدرع في المواجهة إلى الجانب العسكري في المقاومة يجب أن لا ننسى أننا في مواجهة قوة عظمى مدعومة من حلف الناتو والذي يواجهنا بأحدث التقنيات الحربية العصرية.
في المقابل نتحدث على حملات الإبادة الكبرى بحق الكرد والتي قام بها الأتراك في السنوات المنصرمة وكان مصيرها كلها الفشل، وهذا دليل قاطع على إمكانية المقاومة، وبالتصدي والصمود لجميع محاولات الفاشية في النيل من إرادة الكرد في المقاومة وحرب الثورية الشعبية، هكذا حديث كبار الجنرالات والقادة الأتراك في هذا الصيف والشتاء القادم والعام المقبل كلها انتهت بالفشل، نتيجة التكتيكات الحربية العصرية، حرب الأنصار التي نخوضها هي أسلوب حرب الكريلا من دون مواجهة.
بفضل فكر ونهج القائد أوجلان تم إفشال كل المحاولات والمؤامرات ضد حركة حرية كردستان المعاصرة.
إننا نخشى أن يكون معظم الناس هناك وهنا يشعرون بأن الثورة الشعبية الكردستانية لم تتمخض عن كثير من النتائج الكبيرة، بينما الحقيقة أنها عدت ولادة جديدة وانبعاث جديد في حياة الكرد وإن أرواحنا جمعياً متعلقة بالقائد APO وأطلق الرفيق عكيد أول شرارتها بالرصاصة الأولى في الخامس من شهر آب والتي هزت أركان الجمهورية التركية، دوت صداها الانفجار وعبَّرت عن حرب مستمرة وطويلة الأمد لا آخر لها بين الشعب الكردي المقاوم والمطالب بالحرية والديمقراطية وبين تركيا عدوة الحرية والإنسانية. إنها صامته لا يتكلم عنها أحد، كما أن المؤرخين غير راغبين في تدوينها وتسجيلها وتسجيل وقائعها، إنهم خائفون حتى لمجرد النطق باسمها “ثورة” لأنها تكاد شيئاً جديد على الساحة التركية.
فشلهم أمام نهج القائد وشعبه المقاوم حولتهم لوحوش مفترسة تلتهم الديمقراطية والحرية أينما وجدت
لقد كانت هنالك الكثير من الحروب والثورات بين الشعوب والأمم، غير أن حرب الكُرد مع الأنظمة التركية تتضمن عوامل جديدة، ف تبدو غريبة لأنها تهدد أركان نظام الدولة التركية على جميع المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية بأسلحة فكرية حتى جنرالات الدولة لا يجرؤن على الإفصاح عن حقيقة هذه الحرب وهذا الفشل مع الكرد، ففشل الحكومة التركية أمام فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وقضيته التي ينادي بها من أجل حقوق شعبه وحريتهم حولت تركيا لوحوش مفترسة تبيد الديمقراطية والحرية.
وأما بالنسبة لنا نحن الكرد يبدو اهتمامنا فائقاً بشؤون تتعلق بمصير الأمة ومستقبلها السياسي، إننا شعب ممتلئ بالحيوية وممتلئ بطاقة هائلة بشؤون تتعلق بمصير الأمة من الحب للوطن والعدالة للقضية وحتى أخذ كل منا يشعر بنفسه قوة تتدفق منه قوة لأن قوته الشخصية انضمت الى تلك القوة والتي أفشلت أردوغان والكفيلة أن تفشله مرة أخرى ومرات وتأكدنا بأن الذعر قد دخل أفكارهم حتى أكفانهم من جراء الفشل لأجل ذلك أن وجه أردوغان قد أمتلئ كراهية وقوة تجاه الحركة التحررية الشعبية الكردستانية، وعلى هذا الأساس قامت قواته بغزو عفرين، غزت الحرب أشياء حقيقة وأخرى فكرية امتزجت ببعضها البعض بشكل جعل من الصعب التفريق بينهما.
القائد أوجلان سعى وناضل من أجل قضية شعبه ف باتت أهم قضية في العالم
ف القائد عبد الله أوجلان اليوم كوَّنَ لنفسه شخصية مميزة وشيئاً من السمعة الطيبة والحسنة في الأوساط الدولية والشعبية بفضل تعلقه بقضية مصيرية وعادلة ومستقبل شعب منسي عبر التاريخ ومحاط بالأعداء كالوحوش المفترسة، وهو الآن موجودٌ في إيمرالي يدافع عن نفسه بكل ثقة وفي قضية عادلة باتت من اهم القضايا المصيرية والتي تتعلق بالكرد والشعوب المضطهدة وبالإنسانية، وكان القضاة يناقشون القائد APO وهو في قفص الإتهام مرفوع الجبين والهامات وهو يجيب على الأسئلة المطروحة عليه وبكل جرأة جعل من تركيا صحراء شاسعة وقاحلة لا حدود لها من الرمال تعج بالوحوش المفترسة والثعابين السامة وكان بإمكانه أن يتفادى ذلك المصير وغيره من الأمور الكثيرة لو أنه عمد في تغيير نهجه السياسي وأسلوب نضاله يخدم بها تركيا، ولكنه رفض أن يكون عميلاً رخيصاً ولم يُفَرِّط بقضية شعبه التي تواجد في إيمرالي من أجلها، كان ذلك يغير كثيراً من مجرى التاريخ.[1]