ما يجري في شمال وشرق سوريا يدخل في إطار حرب الابادة والتجويع الممنهج
محمد ايبش
إن ما تقوم به تركيا في استهدفها للبنية التحتية في اقليم شمال وشرق سوريا مخطط عدواني وحرب ابادة وتجويع ممنهج لا يستهدف شعوب تلك المنطقة وحدهم بل كافة السوريين على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم في محاولة لازلال السوريين واجبارهم على تقديم التنازلات، وهذا ما يستوجب على السوريين أن يقفوا موقف الرجل الواحد في وجه هذه السياسات التي تشي بأن هناك اتفاق ضمني بين كافة القوى الدولية المتواجدة على الجغرافيا السورية، وسكوت هذه القوى عن جرائم النظام التركي تعني بشكل من الأشكال بأنها شريكة سواء ممن نسميهم حلفاء أو أعداء، ففي الحقيقة الكل يبحث عن مصالحه ولا أحد يفكر بالشعب السوري ومكوناته.
ما يستهدفه الاحتلال التركي من بنى تحتية ومرافق خدمية هي ملك لكل السوريين، وقوات سوريا الديمقراطية وشعوب شمال وشرق سوريا ليسو عاجزين عن الرد على الهجمات البربرية التركية وهو ما سيحول المنطقة الى بركان وسيسفر عن أوضاع لن تحمد عقباها، ولقد بات واضحاً هروب أردوغان إلى الأمام للتغطية على هزيمة جيشه في جبال كردستان في محاولة لامتصاص غضب الشعب التركي والمعارضة التركية من خلال هذه الهجمات على اقليم شمال وشرق سوريا، والمستغرب هو موقف النظام السوري وبعض الأطراف ممن يسمون أنفسهم بالمعارضة الوطنية فأي وطنية يتحدثون عنها طالما تتعرض البنية التحتية السورية للتدمير من قبل الفاشية التركية وبشكل متكرر منذ ثلاثة اشهر ولغاية تاريخه وهذا ما يحتم عليهم اذا كانوا وطنيين أن يخرجوا عن صمتهم الذي يشبه صمت القبور ولكن على العكس تراهم ينهالون ببياناتهم على الإدارة الذاتية الديمقراطية لاقليم شمال وشرق سوريا واتهام مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا زوراً بالانفصالية والتقسيمية في تعمية واضحة لحقيقة مشروع الإدارة الذاتية، وأصحاب المشروع بأنفسهم يؤكدون مراراً لكل السوريين باننهم سيواجهون بكل امكانياتهم اي مشروع تقسيمي يستهدف وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وهو ليس مجاملةً أو ارضاءً لأي طرف من الأطراف سواء الدولية أو الاقليمية أو حتى المحلية، هي قناعات تأسست انطلاقا من مبدا الأمة الديمقرطية وأخوة الشعوب والعيش المشترك.
لذلك فتركيا وعبر تصريحات وزير خارجيتها بأنهم سيهاجمون شمال وشرق سوريا #غرب كردستان# تحت ذرائع وحجج كثيرة وواهية ليس سوى ذر الرماد في العيون، فتركيا تدرك جيداً أن هذا المشروع سيكون بمثابة رافعة لإنقاذ سوريا والمنطقة من السياسات التي تهدف لتدمير منطقة الشرق الأوسط ومن خلفها سوريا. على جميع السوريين أن يدركوا هذه الحقيقة، أما عن الموقف الأمريكي المخزي والروسي المخجل والذي يصف نفسه بأنه صديق الشعب السوري وفي الحقيقة ليس هناك صديق للشعب السوري سوى السوريين أنفسهم، فجميع القوى الدولية والاقليمية لا يهمها شيء سوى استكمال خططها الاستعمارية الجديدة، وبات لزاماً على كل السوريين الدفاع عن وجودهم ووحدتهم ولن يتم ذلك الا بالجلوس حول طاولة الحوار وإنجاز حل سياسي بأيديهم وحينها يمكنهم تجاوز أزمتهم بشكل حقيقي، أما استجلاب الحلول الخارجية وخارج ارادتهم ستجلب الويلات والدمار للمنطقة عموماً فجميع القوى المتواجدة على الجغرافيا السورية تبحث عن مصالحها وليس حرية وطموحات الشعوب. [1]