إن تصريحات الشيخ أبو محمد الجولاني احمد الشرع الاخيرة بخصوص الشعب الكوردي بأنه جزء من الوطن وشريك في سوريا المستقبل. تدل عل محبته للشعب الكوردي ومشكورا عليها.
إني أحمل الهوية السورية تلك الهوية التي ذاق الشعب الكوردي منها الويلات منذ أن تأسست الدولة السورية.
كما عانى الشعب الكوردي في جميع اقاليم كوردستان نفس الويلات من الهوية العراقية والايرانية والتركية:
فتركيا تحتل عفرين وسريكانيه وگري سپي من غرب كوردستان وتنوي احتلال بقية المناطق الكوردية في غرب كوردستان التي تدار من قبل الإدارة الذاتية.
تقوم تركيا في احتلالها هذا بحجة المحافظة: الأمن القومي التركي مع العلم إن الادارة الذاتية في غرب كوردستان ليست سوى مشروعا خدميا بكل ما في الكلمة من معنى إلا أن مناطق الادارة الذاتية تمتاز عن غيرها من المناطق السورية في أن الادارة الذاتية تقوم بتدريس اللغة الكوردية في المدارس.
السؤال هنا : لماذا يهتز كيان الامن القومي التركي من تدريس اللغة الكوردية؟
ومنذ سنوات تقوم تركيا بعمليات عسكرية طاحنة - لجيوشهم الجرارة والحائزة على عضوية حلف شمال الاطلسي أقوى حلف عسكري في العالم - من أجل منع تدريس اللغة الكوردية في غرب كوردستان... مع كل الاحترام للأتراك ولحلف شمال الأطلسي وقوتهم الخارقة والساحقة برا وبحرا وجوا ولكني أرى أن أمنهم القومي خاويا وتافها برا وبحرا وجوا لأن أمنهم القومي يقف مرعوبا أمام تدريس اللغة الكوردية.
وفي ايران لاتزال إلى اليوم تمنع تدريس اللغة الكوردية مع إنهم يدّعون الاسلام الذي يقول في أن اللغات هي آية من آيات الله فمنع تدريس اللغة الكوردية هو بمثابة إعلان الحرب على آيات الله كما تحاربها تركيا بالضبط.
أما قادة العراق فقد صرحوا مئات التصريحات وأصدروا القوانين من أجل حقوق الشعب الكوردي، ولنأخذ بعض الامثلة:
1. في العام 1958 كتب الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم المادة الثالثة للدستور العراقي المؤقت التي تقول: العرب والكورد شركاء في الوطن ولكن عبد الكريم قاسم فيما بعد ضرب الكورد بقنابل النابالم.
2. في العام 1974 أعلن الرئيس العراقي صدام حسين قانون الحكم الذاتي للكورد إلا أن صدام حسين فيما بعد ضرب الكورد بالاسلحة الكيماوية.
3. منذ انهيار الديكتاتورية في العراق عام 2003 وبداية النظام الديمقراطي والفيدرالي فإن جميع قادة العراق وبدون استثناء وصلوا إلى الحكم بواسطة تصويت الشعب الكوردي لهم... ولكن قادة العراق فيما بعد حاصروا كوردستان جوا وبرا حينما أجرى الكورد الاستفتاء كما أرسل قادة العراق جيوشهم واحتلوا كركوك وخانقين والموصل وغيرها من المناطق الكوردستانية.
إني آمل أن تكون تصريحات المحبة للشيخ أحمد الشرع بشأن الشعب الكوردي صادقة وليست كتصريحات غيره الكاذبة من العرب والترك والفرس.
وبعد إعلان سماحة الشيخ أحمد الشرع للحرية في سورية أطلب من سماحته أن يجري إستفتاء شعبيا للشعب الكوردي في غرب كوردستان خلال مدة زمنية لا تتعدى الثلاثة أشهر.
وأرجو المعذرة من سماحة الشيخ أحمد الشرع ومن غيره في طلبي هذا لأن شعبي الكوردي اكتوى كثيرا من التصريحات التخديرية الآنفة الذكر.
كما أطالب بالاستفتاء لجميع شعوب وطوائف ومكونات سورية كالعرب السنة والشيعة والعلويين والمسيحيين والدروز والكورد والأيزيديين والآراميين والإسماعيليين وغيرهم.. من أجل معرفة ماذا يريدون بالضبط وبحرية وديمقراطية وعدالة بدون إكراه أو وصاية لأحد عليهم.
وإذا تم فرض حقوق الشعب الكوردي فرضا -حتى ولو كانت دولة كوردية - من قبل أي وصاية لأشخاص أو أحزاب فذلك يعني أن بشار الاسد قد خرج من الباب ودخل من الشباك.
تحياتي واحترامي.
جواد ابراهيم ملا
رئيس المؤتمر الوطني الكوردستاني KNC
في 16-12-2024.[1]