الذين قتلوا بدم بارد 1700 من الشباب العُزّل من أي سلاح، الفارين من قاعدة سبايكر أو الماكثين فيها، جنوداً وضباطا، كانوا عرباً؟.. والذين قتلوا بدم أبرد نحو 700 سجين في سجن بادوش كانوا هم أيضاً عرباً.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين هجّروا المسيحيين من الموصل وسهل نينوى واستباحوا أملاكهم، وقتلوا وشرّدوا التركمان في تلعفر وبلدات أخرى كانوا عرباً.. والذين قتلوا الإيزيديين وشردوهم وسبوا نساءهم كانوا عرباً كذلك... فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين قتلوا مصلّي الجمعة في مسجد مصعب بن عمير في إمام ويس، إن كانوا من (داعش) أو من الميليشيات، كانوا عرباً.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين يحاصرون منذ شهرين آمرلي التركمانية ويهددون بإبادة سكانها البالغين عشرة آلاف نسمة، هم عرب.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين تركوا أسلحتهم وتخلّوا عن لباسهم العسكري في الموصل وتكريت والرمادي وعشرات المدن والبلدات الأخرى وسد الموصل وسهل نينوى وسلموها جميعاً الى (داعش) على طبق من ذهب مرصع بالماس والبلاتين والياقوت واللؤلؤ، من دون إطلاق رصاصة واحدة، كانوا عرباً فما... مشكلتكم مع الكرد؟
والقادة العسكريون والأمنيون الكبار المسؤولون عن سقوط الموصل وسواها وقاعدة سبايكر وسجن بادوش وسد الموصل كانوا من العرب... فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين استقبلوا هؤلاء القادة بالأحضان وفرشوا لهم السجاد الأحمر ولم يسائلوهم، أقله عن جريمة الهروب، هم عرب.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين أقالوا في الحال قادة البيشمه ركة والمسؤولين الحزبيين في سنجار، لأنهم أصدروا الأوامر بالانسحاب منها ولم يرابطوا فيها ليواجهوا (داعش)، وأحالوهم إلى التحقيق لتقرير ما يستحقون من عقاب، هم كرد وليسوا عرباً.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين دخلوا الى كركوك بطلب من الحكومة التي رئيسها عربي، لحمايتها من السقوط في أيدي (داعش) هم كرد.. فما مشكلتكم معهم؟
والذين استقبلوا وآووا مليون نازح، معظمهم عرب، من المناطق التي اجتاحها (داعش) ونظّم مجازره فيها، هم كرد.. فما مشكلتكم معهم؟
وهؤلاء الذين يفجّرون يومياً السيارات والدراجات والعبوات ويقتلون بالكواتم وغير الكواتم في بغداد وسائر المدن للعام الثاني عشر على التوالي، هم جميعاً عرب.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
هل نعود الى التاريخ؟
حسناً .. الذين أشعلوا نار الحرب مع إيران، ثم اجتاحوا الكويت فتسببوا في حرب طاحنة أخرى أتت على ما تبقى من أخضر ويابس، وبين الحربين نظموا مجازر الأنفال ومقابرها الجماعية في الصحراء في حق الكرد، وبعدهما حفروا المقابر الجماعية للعرب الشيعة... أولئك كانوا أيضاً عرباً.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
كل يوم مجيد ومناسبة وطنية وقومية في تاريخكم كان للكرد دور فيه.. فما مشكلتكم معهم؟
الذين احتضنوا مناضليكم عقوداً من الزمن في عهود الدكتاتورية، ووفروا لهم الأمن والسلامة، وتقاسموا معهم أرغفة الخبز، وهيأوا بعضهم وأحزابهم ليكونوا حكام البلاد الحاليين الماسكين بمقدراتها والمتصرفين بثرواتها، هم الكرد، فما مشكلتكم معهم؟
لديكم، لأي سبب من الأسباب، مشكلة مع، أو عقدة حيال، مسعود بارزاني أو جلال طالباني أو فؤاد معصوم أو نيجيرفان بارزاني أو كوسرت رسول أو فاضل ميراني أو نوشيروان مصطفى أو برهم صالح أو هوشيار زيباري، وسواهم.. هذا شأنكم.. لا تحبونهم، شأنكم أيضاً، فحتى الأنبياء لم يحظوا بالإجماع.. لكن ما مشكلتكم مع الكرد، شعباً وأمة، لتحقنوا الفضاء الإعلامي وعالم التواصل الاجتماعي بهذا الكم من سموم الحقد والضغينة والكراهية القومية؟
ما مشكلتكم مع الكرد غير أنكم شوفينيون؟
عدنان حسين
* نقلا عن صحيفة "المدى" العراقية