دور الأكراد في الدفاع عن القدس
د. حنا عيسى
2016-10-01
الأكراد هم شعوب تعيش في غرب آسيا، شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاغروس وجبال طوروس في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، والتي هي عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا، ويعتبر الكُرد كعرق جزءا من العرقيات الإيرانية، ويتواجد الأكراد بالإضافة إلى هذه المناطق بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان، حيث يعتبرون من إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً.
ارتبط وجود الكرد في فلسطين بشكل ملفت للنظر في القرون الوسطى وخصوصاً بأحداث الصراع الإسلامي – الصليبي على بلاد الشام ومصر أيام الدولة النورية التي أسسها نور الدين زنكي، وبالدولة الصلاحية الأيوبية التي أسسها القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي، وبعد هذه الفترة ظل الكرد يتوافدون إلى مدن وقرى فلسطين في العهود اللاحقة منذ أيام الدولة المملوكية والعثمانية والانتداب البريطاني حتى بدايات العصر الحديث، وكانوا يأتون إليها على شكل مجاهدين في الجيوش الإسلامية التي تشكلت منذ أيام نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، وقد أعطى الأخير الكثير من الأمراء الكرد إقطاعات خاصة بهم في مدن فلسطين الرئيسية من اجل الدفاع عنها أمام الغزوات الصليبية القادمة، والعمل على صبغ البلاد بالطابع الإسلامي بعدما كانت فلسطين مملكة صليبية احتلت لأكثر من مائة عام، وأفرغت من سكانها الأصليين.فكانت سياسة صلاح الدين تقوم على إسكان الجنود الكرد في المدن الفلسطينية وإعطائهم إياها إقطاعات خاصة بهم، ومع الأيام شكل الكرد الموجودين في هذه المدن أحياء خاصة بهم في كل من القدس والخليل وعكا ونابلس وغزة، واشتهرت باسمهم” محلات الأكراد”.
وكان عدد الكرد كبير في مدينة القدس، إذ شكلوا بها حارة خاصة بهم عرفت باسم “حارة الأكراد”، وكانت تقع غربي حارة المغاربة، وتعرف اليوم باسم حارة الشرف، وشهدت القدس استقبال عدد لا بأس به من علماء الأكراد أيضاً، مثل الشيخ احمد محمد الكردي البسطامي، والشيخ يوسف الكردي الذي درس بالمدرسة الصلاحية، والشيخ جبريل الكردي الذي كان من أهل الفضل، ومن أصحاب شيخ الإسلام الكمالي، كما توجد اليوم في ساحة الحرم القدسي الشريف (القبة القيمرية)، نسبة إلى جماعة من المجاهدين الكرد القادمين من ( قلعة قيمر) الواقعة في الجبال بين الموصل وخلاط، ونسب إليها جماعة من الأمراء الأكراد، كما قدم الكرد الى القدس وجوارها خلال العهد العثماني، بعد أداء فريضة الحج، واقاموا في زاوية خاصة بهم وهي حي الأزبكية.
ورباط الكرد يقع عند باب الحديد أنشأه المقرالسيغي كرد صاحب الديار المصرية سنة ستمئة وثلاث وتسعين هجري وهو الآن دار سكن بعد أن شهد انهيار جزئيا سنة ألف وتسعمائة وإحدى وسبعين للميلاد نتيجة حفريات الصهاينة ويعرف ألان ب “دار الشهابي”، مدخله صغير معقود على جانبيه ملتان حجريتان وهو يؤدي إلى ممر معقود يقضي لداخل الرباط، أنشأ لإيواء الفقراء والحجاج والزوار والوافدين إلى بيت المقدس، ويتكون الرباط من ثلاثة طوابق الطابق الأول يشغله الرباط، والثاني تابع للمدرسة الجوهرية، أما الطابق الثالث فقد بني مؤخرا في العهد العثماني ثم تهدمت بعض أجزائه وتحول إلى دار للسكن يسكنه جماعة من آل الشهابي ولهذا سمي بدار الشهابي. صادر المحتلين الرباط الكائن في الطابق الأول وأقاموا في عام 1997 منقطة مراقبة بجواره حيث حول إلى موضع للصلاة مثل حائط البراق وأطلقوا عليه اسم”هاكوتل هاكاتان” أي “حائط المبكى الصغير”، فضلا عن ذلك فالطوابق العليا من رباط الكرد متصدعة ومهددة بالسقوط بسبب الحفريات والأنفاق التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني على طول السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك، والتي كانت قد سببت انهيارا جزئيا للرباط عام1972م، وأدانتها منظمة اليونسكو وقررت منذ ذلك العام اعتبار البلدة القديمة من القدس ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
وفي العهد العثماني شكل الجنود الكرد حارة خاصة بهم في مدينة غزة – مقر سنجق غزة العثماني- خلال القرن السادس عشر الميلادي. وعندما زار الرحالة التركي “أوليا شلبي” مدينة صفد عام 1671م، ذكر بان معظم سكانها جند من الكرد، ولهم حارة خاصة باسمهم “حارة الأكراد”، وبها 200 دار. ويلاحظ بان الكرد استمروا بالقدوم إلى مدن وقرى فلسطين خلال العهد العثماني من حي الأكراد بدمشق، ومن الجزيرة، وديار بكر، طلباً للعمل والتجارة، أو العمل كموظفين وإداريين، أو جنود في الجيش العثماني.
في يوم السبت 25 ربيع الآخر سنة 583 ﮪ، الموافق 5 يوليو سنة 1187م، نزل الصليبيون قرون حطين، وكان صلاح الدين قد سبقهم إلى هناك وتمركز جيشه في المنطقة العليا منها حيث نبع المياه، وكانت تجهيزات الفرنجة الحربية الثقيلة هي سبب تأخرهم في الوصول، ولمّا حصل ووصلوا إلى الموقع كانوا هالكين من العطش لدرجة أنهم شربوا الخمر بدلاً من الماء فسكر منهم الكثير، وهاجموا جيش صلاح الدين فقُتل من الفريقين عدد من الجنود، وكان الصليبيون متحمسين في البداية للحصول على الماء فهزموا المسلمين في أول النهار ولكن دارت الدوائر في آخر النهار، فانقض الأيوبيون على الجيش الصليبي ومزقوا صفوفه، واستمرت المعركة ساعات طويلة، وما أن انقشع غبارها حتى تبيّن مدى الكارثة التي لحقت بالصليبيين، فقد خسروا زهرة شباب جنودهم، وقُتل العديد من الفرسان والضبّاط المخضرمين، ووقع الملك غي آل لوزينيان وأخوه وأرناط صاحب الكرك وغيرهم من كبار الصليبيين بالأسر، وبعد هذا النصر جلس صلاح الدين في خيمته، وأمر بإحضار الملك غي وأخوه وأرناط، فلمّا مثلوا أمامه قدّم للملك شربة من جلاّب وثلج، فشربها وكان على أشد حال من العطش، ثم ناولها لأرناط، فقال صلاح الدين للترجمان: «إنما ناولتك، ولم آذن لك أن تسقيه، هذا لا عهد له عندي، وذلك كون العادة السائدة كانت أنه لو شرب الأسير أو أكل من مال من أسرة أمن، وكان صلاح الدين قد نذر أنه لو ظفر بأرناط قتله بعد أن قتل من المسلمين خلقًا كثيرًا، وبعد فتح صلاح الدين لمدن الساحل ظل صلاح الدين في عسقلان حتى نظم إدارتها وسلمها إلى أحد مماليكه واسمه علم الدين قيصر، وأعطاه ولاية عسقلان والقطاع الذي حولها ورحل منها وتوجه إلى القدس لفتحها، ووصلها يوم الخميس في 11 رجب سنة 583 ﮪ، الموافق فيه 20-09-1187م، من جهة عين سلوان حتى يكون الماء قريب من جيشه وأمر جنده بمحاصرة المدينة في هيئة دائرية، وصلى المسلمين على الجبل الذي حولها يوم الجمعة، وزحفوا للقتال بعد الصلاة، ولم يكن في المدينة المقدسة قوة كبيرة لحمايتها من الهجوم الأيوبي، حيث لم يزيد عدد الجنود عن 1400 جندي، أما الباقون فكانوا من الفقراء والأهالي الذين لا خبرة لديهم في القتال وكان باليان بن بارزان فارس من يسكن مدينة القدس ويتولى شؤونها منذ أن غادرها الملك غي، وعندما أرسل له صلاح الدين أن يسلم المدينة ويطلب الأمان لم يفعل، وأصر على القتال واستمر في الحرب لمدة 14 يومًا، ولما رأى صلاح الدين أن الحرب ستكون شديدة ولم يقدر على احتلال مدينة القدس، أحضر يوسف البطيط، وهو رجل مسيحي أرثوذكسي مقدسي، انتقل إلى مدينة دمشق وسكن فيها وكان له معرفة بأمراء مسلمين وفرنجة، وكان ممن يعرفهم صلاح الدين، واستخدمه صلاح الدين لمراسلة الفرنجة، وكان يعرف أحوال البلاد وأهلها كما كان يعرف كبار فرسان تلك البلاد، فطلب منه أن يتفق مع المسيحيين الأرثوذكس من عرب وروم يوعدهم بالخير والعفو عنهم إذا لم يساعدوا الفرنجة في القتال وأن يسلموا المدينة لصلاح الدين من الجهة التي يسكنون بها في القدس، وبعد تحديد قيمة الجزية دخل صلاح الدين المدينة في ليلة المعراج يوم 27 رجب سنة 583 ﮪ، الموافق فيه 02-10-1187م، وقد ابتهج المسلمون ابتهاجًا عظيمًا بعودة القدس إلى ربوع الأراضي الإسلامية والخلافة العباسية.
ونظراً للتعلق الكردي الطبيعي والعفوي بفلسطين وذكريات التاريخ، والدور المشهود للعديد من الجنود والضباط والمتطوعين الأكراد من العراق في معارك فلسطين منذ النكبة وحتى الآن ومقتل رجال من هؤلاء على خطوط الجبهة، كانت الحركة السياسية الكردية ومنذ ظهورها تحتفظ في برامجها مكانة خاصة لفلسطين والقضية الفلسطينية. وبسبب شعور قيادة منظمة التحرير بمسؤوليتها القومية، فقد حاولت في مراحل مختلفة القيام بدور – الوسيط لإيجاد حلول سلمية على سبيل المثال بين الحركة الوطنية الكردية العراقية والحكومات العراقية المتعاقبة، وحققت خطوات وفي بعض المراحل وبالتنسيق مع الجبهة الكردستانية – في العراق، كما أنها وانطلاقاً من نفس المشاعر قطعت الطريق في أوقات عديدة على مخططات ومشاريع كانت تهدف إلى توطين الفلسطينيين في مناطق كردية في سوريا والعراق. وبعد عودة قيادة منظمة التحرير إلى فلسطين وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية ظلت وفية لمبادئها وشهدت العلاقات الثنائية نقلة نوعية جديدة بافتتاح مكتب للحركة الكردية هناك واعتباره وبعد التوصل إلى الحل النهائي الرسمي وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة كممثليه ذات صفه رسمية لحركة التحرر الوطني الكردية. كما بادر رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات إلى رعاية المؤتمر التأسيسي لجمعية الصداقة الفلسطينية – الكردية التي أقيمت في صيف 1999 في رام الله وهي أول جمعية صداقة عربية – كردية في العصر الحديث، حيث قابله الجانب الكردي بإقامة أول جمعية صداقه كردية – عربية في أربيل بكردستان العراق في عام 2000، ويشار إلى أن هذا التقارب الفلسطيني – الكردي (العراقي)، قد إزداد بعد زيارة تاريخية للرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقليم كردستان العراق في نيسان / أبريل 2009، بكونه أول زعيم في العالم يزور الإقليم بصفته الرئاسية، والتي تلتها زيارة تاريخية أخرى لوزير خارجيته قام بها إلى أربيل عام 2011 لافتتاح مبنى القنصلية الفلسطينية في كردستان العراق.
من أبرز العشائر والعائلات الكردية في فلسطين:
– الأسرة الأيوبية الكبرى :
جاء في ( وثيقة الأسرة الأيوبية الكبرى) المنشورة عام 1946 أسماء العائلات المتفرعة من الأسرة الأيوبية الكبرى، وهم أكراد أيوبيون يعودون بأصولهم الكردية إلى الدولة الأيوبية، وكانوا ضمن من توطنوا في فلسطين بعد تحريرها من الاحتلال الصليبي، ويسكن أغلبيتهم اليوم في مدينة الخليل بشكل خاص والبقية في مدن فلسطين الأخرى، والأسرة الأيوبية الكبرى تضم العشائر والعائلات الكردية الآتية: أبو خلف، صلاح، الهشلمون، طبلت، جويلس، البيطار، حمور، زلوم، حريز، الربيحية، البرادعي، احمرو، الجبريني، امحيسن، أبو زعرور، عرعر، صهيون، الحزين، برقان، سدر،فخذ أبو سالم/ مرقه، المهلوس، رويشد، أبو الحلاوة، الحشيم، متعب، قفيشه. وكانوا يشكلون حوالي نصف أو ثلث سكان مدينة الخليل. وقسم منهم يسكن اليوم في مدن جنين ونابلس والقدس ويافا ومصر والأردن.
– عائلة الإمام: يسكنون اليوم حول المدرسة الأمينية إلى الشمال من الحرم القدسي الشريف، ويعودون بأصولهم إلى العالم ضياء الدين محمد أبو عيسى الهكاري الصلتي القادم إليها من حارة الأكراد في مدينة (السلط) بالأردن خلال العصرالمملوكي، وقد تولى أحفاده إمامة المسجد الأقصى لقرون طويلة، ومنها لبسهم لقب الإمام ولقبوا به إلى اليوم.
– آل زعرور: من أكثر العائلات الكردية عدداً، ويعودون بأصولهم إلى الأيوبيين، ويسكنون اليوم في العيزرية شرقي القدس، وفي مدينة الخليل.
– دار الملا: وهم أكراد من نسل ملا أو منلا علي حاكم الناصرة الذي ينتسبون إليه، ويسكنون مدينة الناصرة.
– آل سيف: يقال بأنهم من نسل آل سيفا الأكراد الذين حكموا طرابلس وعكار شمالي لبنان في القرن السادس عشر، وقد نزلوها بعد صراعهم مع المعنيين في جبل لبنان منذ قرون خلت.
– آل موسى وآل عيسى: عرفت ذريتهم بالبرقاوي نسبة إلى بلدة برقة بجوار نابلس، وينحدرون من آل سيفا الأكراد حكام طرابلس وعكار في شمالي لبنان في القرن السادس عشر، ويقيمون اليوم في قرية شوفه وكفر اللبد.
– آل القيمري: وهم من أحفاد الأمراء الأكراد الذين قدموا إلى فلسطين من منطقة ( قيمر) الواقعة في الجبال بين الموصل وخلاط في كردستان العراق، وقد استقروا في مدينة الخليل في عصر الدولة الأيوبية بصفتهم مجاهدين في جيش صلاح الدين الأيوبي، ولأجدادهم اليوم ( القبة القيمرية) القائمة في الحرم القدسي الشريف وتضم رفات بعض أمرائهم الذين استشهدوا في تلك الحروب، ويسكن آل القيمري اليوم في بلدة (دورا) الخليل، وقسم منهم هاجر إلى عمان بالأردن.
من عائلات مدينة القدس: تضم مدينة القدس عدد من العائلات الكردية وهي: عائلة أبي اللطف، الكرد، الكردي، البسطامي، عليكو، الأيوبيون مثل: السائح، أبو غليون، عكه، قفيشه، غراب، أبو حميد، الأيوبي، الحزين، سدر، مرقه، علوش، الجبريني، البرادعي، فراح، امحيسن، متعب، الأيوبي، زلوم، حريز، اعسيلة .
ومن العائلات الكردية الأخرى المقيمة في القرى والمدن الفلسطينية: الشحيمات – فرع من عشيرة البشاتوه كانوا يقيمون في قرى (كوكب الهوا ،والمزار، والبشاتوة) في قضاء بيسان، وقد هاجر أغلبيتهم إلى غور الأردن واستقروا به، في مدينة الشونة الشمالية والمنشية ووقاص واربد بعد عام 1948. وهناك عائلات: الآغا في مدينة (صفد)، والكردي في قرية ( دير البلح)، والكردي والكنفاني في مدينة (عكا)، والكردي وفشري من الأيوبية في مدينة (اللد)، والأكراد الأيوبية في قرية الربيحية/ قضاء الخليل، واللحام في بلدة (صوريف)، والكردي في مدينة طبرية، والظاظا في مدينة (بيسان)، وأبو زهرة والكردي وزلوم والسائح في مدينة ( نابلس)، وعائلات الناجي، باكير، علوه، في طيرة حيفا، وهم من اصل كردي قدموا إليها من ديار بكر، وهم من ذراري ثلاثة أقرباء وهم: بكوه (باكير)، و علوه (علي)، وحسوه (حسن) وكانوا يقيمون في (طيرة حيفا)،وبعد عام 1948 هاجروا الى الأردن، وهناك آل مراد الكردي، والآغا، والظاظا، والكردي في قطاع غزة، والكردي في (مخيم عائدة) بجوار بيت لحم، والآغا في مدينة (خان يونس)، والكردي في مدينة ( بئر السبع)، وأبو زهرة في ( يطا) ، وأكراد البقارة والغنامة في قضاء طبرية، والكردي في قريتي (حوارة وحواسة)، والكردي في مدينة (الرملة)، والكردي في قرية (عين عريك) ، والكرد في (القدس والخليل ودير البلح وبيت طيما)، والأيوبي والسعدية من الأسرة الأيوبية في مدينة ( يافا)، وآل أبو الهيجا في قرية (عين حوض)….
مدينة غزة: عاشت عائلة الظاظا في قرية” الكوفخة” في منطقة بير السبع حتى عام 1948، وعندما تعرضت القرية للهدم والتجريف رجعوا الى مدينة غزة، ويقول أحد أفراد عائلة الظاظا بان أساس العائلة من أكراد كردستان وقد جاء جدهم إلى غزة أيام الدولة العثمانية بحكم وظيفته، وكان اسمه الحاج مصطفى الظاظا، وأنجب ولدين هما عبدالحميد، و(عبد ربه) الذي ذهب مع أولاده عبد الرحمن وديب وسكن في قرية الكوفخة وعملوا في الفلاحة وتربية الأغنام والجمال، وبعد تدمير هذه القرية 1948 نزلوا مدينة غزة.
مدينة طبرية: وفي طبرية تسكن عائلة الكردي التي تنتمي إلى عشيرة الايزولي الكردية في سوريا. وقد عينت حكومة الانتداب البريطاني السيد محمد أيوب ظاظا (أبو أيوب الكردي) مختاراً للمسلمين في مدينة طبرية، وهناك عائلة بكداش، وعائلة خليل الكردي(جرس)، وعائلة ظاظا وجدهم هو الحاج درويش ظاظا، وعائلة بكر آغا (ازولي) وجدهم بكر صدقي آغا (أزولي).
مدينة يافا: أشارت سجلات محكمة يافا الشرعية إلى توطين عدد من الكرد في قضاء يافا في العهد العثماني (1864-1914م). إذ عملوا في الجيش وقوات الأمن داخل قضاء يافا وخارجه، وبعضهم آثروا البقاء في المنطقة بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، كما تظهر حجج حصر التركات في محكمة يافا الشرعية. فكان حسن آغا الكردي القاطن في سكنة ارشيد بيافا أحد أفراد الجيش العثماني في القضاء. وكان الحاج بكير آغا الكردي جاويش في العساكر العثمانية المرابطة في القضاء. وكان الحاج احمد آغا بن محمد القواس الكردي القاطن في مدينة الرملة يوزباشي زاندرمة في لواء بنيغازي. ونتيجة للصراع العربي- الإسرائيلي الذي جرى في فلسطين وخصوصا حربي عام 1948، وعام 1967م هاجر الكثير من العائلات الكردية السابقة الذكر إلى بعض الدول العربية المجاورة كسوريا ولبنان ومصر والعراق والأردن ودول الخليج، والى بعض الدول الأوروبية وأمريكا. يلاحظ بان أغلبية كرد فلسطين قد استعربوا ، وذلك بسبب وجودهم في فلسطين منذ عشرات السنين والتي تعود إلى حوالي تسعمائة سنة أيام الحروب الصليبية، فكانت تلك الفترة الزمنية الطويلة كفيلة بتعريبهم وصهرهم في بوتقة المجتمع العربي الفلسطيني.
المصدر: موقع أمد الفلسطيني[1]