=KTML_Bold=شنكال.. الكرد ما زال يدخلون حروب القبيلة=KTML_End=
#بير رستم#
إن قضية شنكال والأخوة الإيزيديين يشغل حيزاً كبيراً في الإعلام الكردي وصفحات التواصل الاجتماعي هذه الأيام ولدى الطرفين حيث الآبوجيين يحاولون أن “يخونوا” البارزانيين وبأنهم باعوها لإيران والحشد الشعبي -مع أن هم المتهمين بالعمالة لإيران- في حين هؤلاء الأخيرين يحاولون الدفاع عن أنفسهم وقرار أربيل مع المركز بغداد؛ بأنه جزء من تنظيم العلاقة بين المركز والإقليم وذلك وفق بنود الدستور الفيدرالي الذي ينظم العلاقة بين الطرفين بخصوص إدارة المناطق المستقطعة أو “المتنازعة عليها” وفق الصيغة الدستورية.. طبعاً لست هنا للدفاع عن طرف ضد الآخر ونعلم بأن الطرفين يعملان وفق سياسة السيطرة والنفوذ وانطلاقاً منها يؤسسون للخطاب السياسي الذي يقدم للشارع حيث وللأسف فإن كل طرف يحاول أن يزيح الآخر من جغرافيات كردستان لتكون له السيادة وهذه المنافسة بين البارزانيين والآبوجيين لا يقتصر على مناطق نفوذهم الأساسي فقط؛ أي كل من الإقليمين الجنوبي والشمالي، بل يمتد لباقي الأقاليم الكردستانية حيث تدخل الآبوجيين في الإقليم الجنوبي عبر الملف الشنكالي وغيرها من الملفات، بينما البارزانيين يتدخلون في الإقليم الغربي (سوريا) عبر حليفهم “المجلس الوطني الكردي” ليكون شريكاً سياسياً وليس فقط حباً وخوفاً على الروجآفايين أو انطلاقاً من المشروع القومي، كما يدعي أصحابها!
وهكذا فكل طرف وكما قلنا؛ ينطلق من قضية النفوذ والمصالح الحزبية، فلا البارزانيين ينطلقون من مصالح قومية كردستانية ولا الآبوجيين خائفين على الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، وإلا فالأولى بهما أن يعالجوا القضايا الداخلية التي يعانون منها وذلك قبل أن يمدوا أيديهم للجغرافيات الأخرى.. ورغم ما سبق، فإننا نود أن ندلي برأينا حول القضية التي خلقت أزمة جديدة بين الطرفين الكردستانيين الأكثر نفوذاً على الساحات الوطنية ونقول لهما؛ بأن خلافاتكم البينية تضر مصالح أحزابكم وذلك قبل أن تضر مصالح شعبنا عموماً حيث الأطراف الإقليمية تستغل هذه الصراعات الداخلية لضربكما معاً وبنفس الوقت يجعل موقف الدول الغربية -وحتى بعض الدول العربية- الداعمة لكم ضعيفاً وقد لخصها الرئيس الأمريكي الصعلوك “ترامب” وذلك عندما وصفنا نحن الكرد ب”مجموعات قبلية بدائية متصارعة لا تدافع عن وطنها” حيث وبالرغم من وقاحة العبارة وقلة الوجدان الأخلاق وعدم الدقة، إلا إنها تعبر عن الكثير من الحقيقة المرة لواقعنا السياسي وما يشهده من انقسامات داخلية بحيث يجعل الأصدقاء -إن وجدوا- في موقف ضعيف لا يحسدون عليه.. إننا لا نريد الاستطراد كثيراً ولذلك نقول؛ شنكال وملف الأخوة الإيزيدية له خصوصيته، لكن يبقى ملفاً سياسياً دستورياً في العراق.
وهكذا وانطلاقاً من الرؤية السابقة، فإن أهم المعنيين بذاك الملف، هم؛ أولاً الأخوة الإيزيديين أنفسهم بحيث يكون لهم تمثيلهم الحقيقي بأي مخرجات للملف بين أربيل وبغداد ويبقى للأخوة الآبوجيين أن يقدموا المشورة والرؤية السياسية عبر مؤيديهم ومؤازريهم بين الأخوة الإيزيديين في شنكال وليس عبر مشاريع ذاتية ودويلات وكانتونات مستقلة، كما أبدعوها في بعض مدن شمالي كردستان ومن دون أن تكون هناك الظروف الملائمة لذاك الإعلان، فكان دمار بعض تلك المدن وخسارتهم ليس فقط عسكرياً، بل سياسياً وجماهيرياً أيضاً ولذلك نأمل أن لا نعيد أخطائنا في كل مرة .. أما من يريد أن يزايد على الآخرين ويقول؛ بأنه لا يريد تسليم منطقة كردية للحشد الشيعي وإيران أو بغداد متهماً البارزانيين بذلك وبأنهم يسلمون المناطق الكردية بحيث وصل الأمر بأحدهم بأن أتهم البارزاني ب”تسليم عفرين لتركيا والإخوان المسلمين، كما سلم كركوك وشنكال لإيران والحشد الشعبي” -طبعاً الطرف الآخر لا يقصر أيضاً بحيث يتهم الآبوجيين؛ بأنهم “يعملون ضد القضية الكردية وكلما أرادوا تسليم منطقة كردية لغاصبي كردستان يدخلونها ومن ثم يسلمونها لهم”- وها نحن نقول للطرفين؛ إن كانت لكم القوة الكافية لتحرير المناطق الكردية والحفاظ عليها وإعلان حكوماتكم الذاتية فيها، فالأولى بكم أن تحرروا مناطقكم أو على الأقل تلك المناطق التي خسرتموها إن كان في روجآفا من خلال الاحتلال التركي الإخواني أو في الإقليم مثل خسارة كركوك وشنكال وغيرها لصالح الحشد الشعبي الإيراني وذلك دون أن نطالبكم بتحرير كل كردستان، بل على الأقل حرروا مناطقكم -مع أن كل كردستان يعتبر مناطق الكردستانيين- لكن تبقى الأولوية لأماكن منبتنا وولادتنا وانطلاقتنا ونفوذنا السياسي.
بالأخير نقول للجميع؛ السياسة لا تدار بالمزايدات والشعارات الكبيرة، بل بما يمكن تحقيقه على أرض الواقع مرحلياً لتنطلق بعدها لتكتيكات أخرى بهدف تحقيق الاستراتيجيات، لا أن تدعي ما لا يمكن تحقيقه؛ نعم هو صحيح أن أربيل تحاول الحفاظ على نفوذها السياسي هناك، لكن بالتأكيد لا تريد بيع شنكال وقبلها كركوك، كما أنتم لم تريدوا بيع عفرين وسري كانيه، لكن لكل منكم ظروفكم وإمكانياتكم وتحاولون قدر الامكان تحقيق ما يمكن تحقيقه من أهداف وتسجيل نقاط، فكونوا سنداً لبعضكم لا “عصي بالدواليب”.. للأسف ما زال الكرد يمارسون حروب قبلية رغم كل إدعاءاتنا بالسياسة والاستراتيجيات الكبيرة.
هناك بعض الأصوات التي خرجت مؤخراً من بعض أعضاء ومؤيدي المجلس الوطني الكردي حاول أصحابها تبرير وتبرئة المجلس من بعض الأعمال والتصرفات لبعض أعضائها بحجة إن أولئك موظفين محكومين بالإلتزام بالدوام والعمل وفق البرنامج اليومي للإئتلاف ولهؤلاء الأخوة نقول؛ إنكم -أي المجلس الوطني وأعضائه- ليسوا فقط موظفين مأجورين ومجبورين على الدوام كموظف في دائرة مدنية لدى النظام السوري مثلاً كي لا نحمله كل وزر وتبعات الجرائم التي يرتكبه النظام، بل أنتم جزء من مشروع وتحالف سياسي يسمى بالإئتلاف الوطني السوري وبالتالي فإن حضر أو غاب ممثلكم عن أي عمل مدني أو عسكري؛ كون المجاميع الميليشاوية تابعة لكم وبالتالي فأنتم تتحملون وزر أي فعل وانتهاك يمارس في المناطق الخاضعة للإئتلاف، كونكم وكما قلنا جزء من ذاك التحالف السياسي فعن أي وظيفة ومبررات وتبرئات تتحدثون.. نعم أنتم تتحملون مع شركائكم الآخرين بالإئتلاف وزر كل ما حدث وسيحدث في المناطق الخاضعة لكم، فلا تحاولوا التملص من المسؤولية والشعوب لا تأكل من مناخيرها، كما يقول المثل الكردي![1]