#داود مراد ختاري#.
تمهيد :
القائد والأمير والوالي إيزيدي ميرزا بن حسن بن شيخو الكندالي بن الأمير إسماعيل بك الداسني من أحفاد الشيخ إسماعيل العنزلي أمه من شيوخ الشيخ عبد القادر القاتاني في بعشيقة . سنة ولادته تقارب 1605م وكان له من الأعمام خدر وعرب وهما من مواليد قرية كندالة.
وقد نُحر أخواه ( حيدر وعمر) في مدينة الموصل على يد عساكر (خان أحمد خان الصفوي) وتأثر بهذه الحادثة البشعة، وقرر أن يأخذ بثأرهما من الصفويين. وقد تدرب على القتال والفروسية وأصبح فيما بعد مدرباً و قائداً لقوات بهدينان البالغ عددها ثلاثة آلاف مقاتل وأصبح محل ثقة الأمير قباد خان وكان الأخير معارضاً لسياسة أمير اردلانو شهرزور ( خان أحمد خان ) محتل الموصل وإيزيدخان و قد توفي هناك سنة 1636 م ودفن في النبي يونس.في قتال مرير بين العثمانيين والصفويين التحق إيزيدي ميرزا بجيش السلطان مراد الرابع لنجدة القوات العثمانية ومحاربة الصفويين وقد أبلى بلاءً حسناً وقتل من قادة الجيش الصفوي كلاً من (خان خنجل خان و كاوريقزلباش) على يده ثم فك الحصار عن بغداد وإربيل وهزم الصفويين.
وكان من قادة قواته والذين كانوا تحت إمرته كل من ( تموبابكي، بيرَكىخوشابي، قَرَجَرخَجي، قَره بابكي، زينل بك جاف بخال، شيخ ديري، شيخ بابكيكؤرَميش، خيزكيدوملي) وتكريماً لشجاعته الفائقة قرر السلطان مراد الرابع منحه مرتبة الوالي على مدينة الموصل وذلك في نهاية عام1649 وبنى له (قرة قلعة = باشطابيا الحالية ) على نهر دجلة أقام فيها وباشر في تشكيل إدارة ولاية الموصل .
وله ابن اسمه حمزة وابنه شلال بن حمزة وابنه حسن بن شلال وابناه حسن وسليمان
كان إيزيدي ميرزا يتصف بالرجولة والشجاعة الفائقة ومتدينا وقائداً محنكاً وعمل خلال ولايته (1650-1651) على توطيد الأمن والأمان لدى أبناء الموصل والقضاء على السراق وقطاع الطرق، وتحرير كافة مناطق الموصل و راوندوز من دنس الغزاة ومن ثم بنى قلعة في راوندوز كثكنة عسكرية لحمايتها، والاهتمام بالتجارة واقتصاد البلد وتشجيع الفلاحين على الزراعة ، كما قام ببناء قصر الإمارة في بعشيقة، وتوطيد العلاقات العامة مع الإمارات المجاورة وخاصة إمارة العمادية، اتصف بالعدالة الاجتماعية وإعطاء حق المساواة لجميع المواطنين دون تمييز خلال سنة وثلاثة أشهر، وقد قام بجمع شمل الإيزيديين ، كما قام بتجديد مرقد قضيب البان الموصلي .
ذلك الإنجاز العظيم حدث إثر بروز ميرزا الداسني كوالي لمدينة الموصل , وذاع صيته كقائد فذ تمكن من إسقاط الحكم الصفوي في معركة عثمانية ضد الفرس كان قد أنهاها لصالح الدولة العثمانية حيث قام بهجوم مباغت على الخيمة الرئيسية لقيادة الجيش الصفوي وتمكن من قتل قائد الجيش ومساعده ( خان خنجل وكاوريقزلباش ) لتنتهي المعركة بعد ذلك وتكون العاصمة الحالية ” بغداد ” من ضمن حدود الإمبراطورية العثمانية .
ويقول الكاتب والباحث الإنكليزي جون س كيست في كتابه تاريخ الإيزيدية : في القرن السابع عشر كفة الميزان بين الإمبراطورية العثمانية المنهمكة بشكل عميق في الحروب الأوربية، وبلاد فارس التي كان يحكمها الشاه عباس، مالت إلى جانب بلاد فارس وسمح حاكم بغداد المتمرد للفرس بإعادة احتلال المدينة في 1623، وبذلك فقد العثمانيون لفترة قصيرة كركوك والموصل، لكنهم سرعان ما استعادوهما.
قاد السلطان العثماني مراد الرابع، الخليفة الجديد والكفوء للسلطان سليم المتجهم، جيشاً لاستعادة بغداد من جديد ، دون أن يعطي الأقدار أية فرصة، وبدأ حملته بحلب فأورفة، دياربكر، ماردين، الموصل، وكركوك، وصولاً إلى أسوار بغداد في اليوم 197 من مسيرته، وفي نهاية كانون الأول من العام 1638 اكتسح المدينة واستعادها، وسجل مؤرخون معاصرون مآثر وبطولات فرقة داسنية تحت قيادة زعيم يدعى ميرزا بك( ) وفي كانون الثاني 1639، غادر مراد باتجاه استنبول حيث مات في السنة التالية، ويُعتبر السلطان العثماني الثاني والأخير الذي كان قد زار العراق، وبعد مرور سنوات على وفاة السلطان مراد، كانت السياسة العثمانية تترنح في مسيرتها بتأثير القوى المتنازعة والمتنافسة.
في 1649 قام الوزير الأعظم (الباب العالي) قره مراد باشا بتعيين الداسني ميرزا بك والياً على الموصل برتبة باشا، وفي السنة التالية تمت تنحية الباب العالي فذهب ميرزا باشا إلى استنبول بحثاً عن وسيلة تحفظ له منصبه .
مصيره وفق المصادر العثمانية :
وفق المعلومات بأن ميرزا باشا الداسني الإيزيدي والي الموصل كان أميراً على إمارة شيخان لغاية عام 1650م، وفي صدد معرفة كيفية حصوله على مرتبة الباشوية ووالياً على الموصل ولماذا تم إعفاؤه ، وما هي أهم المعوقات التي حالت دون استمراره في الولاية ، وفق الوقائع العثمانية والسالنامات وما أرخه أوليا جلبي في سياحتنامة
حيث جاء في السالنامات العثمانية: ميرزا باشا الداسنيكان من بكوات كوردستان في الموصل وهو من عشيرة داسن الإيزيدية، كان رجلاً شجاعاً وله بطولات في المعارك وخاصة في شرق إيران ، وكذلك في معارك بغداد رافقه فيها سبعة من قادة قومه من الكورد واستطاع أن ينتصر على وحدة عسكرية كبيرة من الفرس قوامها المئات من الجنود وتم أسر العديد منهم ، ونتيجة لهذا العمل البطولي منحه الصدر الأعظم مراد باشا لقب الباشوية و عينه والياً على ولاية الموصل، لكن بعدها نم عزله ولم يتم منحه منصباً آخر ، ثم مكث فترة في اسطنبول مع أقربائه على أمل الحصول على مركز آخر ، لكن ذاك لم يعره أي اهتمام يذكر ..
تذكر سالنامة في ذلك الوقت في عام1651م في نهاية شهر شعبان وبداية آب 1651م ، حينما أصبح مراد باشا الصدر الأعظم منح ميرزا باشا ولاية الموصل و كان مراد من قوم الأرناووط ثم دخل ديانة الإسلام .
قرة مراد باشا أصبح الصدر الأعظم للدولة العثمانية من 21 أيار 1649م إلى 19 آب 1650م (سنة وثلاثة أشهر) ومن خلال هذه الفترة أصدر أمر تعين ميرزا باشا والياً على الموصل، ووفق المصادر جاء أن حكمه دام سنة وشهر واحد ، وبما أنه كان متواجداً في آب 1651م في استنبول وهنا لابد قد تم عزله بعد عزل الصدر الأعظم مراد باشا وتعيين الشخصية العثمانية الشهيرة (ملك أحمد باشا) وهو من الأصول الأبخازية وتم منحه رتبة الصدرالأعظم في (5 آب 1650م) ولكن في (21 آب 1651م) تم تنصيبه بأمر رسمي ، والاحتمال الأكبر أنه تم عزل ميرزا باشا من ولاية الموصل بأمر من ملك أحمد باشا .
الجدير بالذكر أن ملك أحمد باشا قد اشتهر بحملته الدموية ضد الإيزيدية في جبل شنكال عام1640م وبعدها في معركة مع الأمير عفدال خان أمير بدليس عام 1655م .
بعد معاهدة قصر شيرين سنة 1639م أصبح ملك أحمد (بك البكوات) في إيالية ديار بكر، حينها كانت شنكال تابعة لتلك الإيالية .
وفِّق (الأديايان) بعد أن نزح الإيزيديون من الجبل فنهبوا القرى السهلية في مناطق شنكال وسهول الموصل وماردين، وسطوا على القوافل التجارية المارة من هناك ، لذا قاد أحمد باشا بجيش قوامه (70) ألف من العسكر سنة 1640م وهجم على شنكال، وقصف (300) قرية إيزيدية تعدادهم مابين (45- 50) ألف إيزيدي بالمدافع والأسلحة الفتاكة، تم حرق القرى والمحاصيل ونهبها، بينما التجأ المواطنون العزل من كبار السن والأطفال والنساء إلى قمة الجبل للاختباء في الكهوف والمغارات الجبلية، لكن جيش ملك أحمد لاحقهم فأُغرقت الكهوف بالمياه وأُحرقت كهوف و أخرى ومغارات بالنار، مات عدد كبير منهم وسلمت البقية منهم أنفسها إلى الجيش العثماني، ويؤكد أوليا جلبي الذي كان متواجداً مع العساكر بأن الذين سلموا أنفسهم والذين ألقي القبض عليهم قتلوا وتم عزل الاطفال و أخذ النساء سبايا و قتل جميع الرجال والنساء المعمرات .
والسؤال هنا ، هل هناك علاقة بين حملة أحمد ملك ضد أهالي شنكال عام 1640م وعزل ميرزا باشا من ولاية الموصل ؟ وفق المعطيات كان ميرزا بك أميراً لإمارة شيخان قبل أن يتولى ولاية الموصل ولكن حينما يذكر أوليا جلبي ما حدث في هذه الحملة لم يتم ذكر ميرزا بك والإيزيدية في شيخان
الكرم وشجاعة ميرزا باشا حسب سالنامة : في عهد الهجمات على الفرس قبل توليه ولاية الموصل بفترة (10-11) سنة لماذا لم يتم منحه منصباً أو تكريمه من قبل السلطان مراد، وتم تكريمه في عهد السلطان محمد المولود عام 1642م . عزل والده السلطان إبراهيم من منصبه نتيجة انتفاضة حول قصره وكان عمره سبع سنوات أصبح سلطاناً خلفاً لوالده عام 1848م ، وفي سنة 1650م وعمره (9-10) سنوات، كان هناك جدل وصراع على المناصب الرئيسية في قصر السلطان حول (رئيس الوزراء، الوزراء الإداريين، القيادات العسكرية والدينية والإدارية) بتدخل من نسوة السلاطين من أجل الامتيازات لأبنائهم ورجالهم وأكثرهن من الجاريات تم تزويجهن من قبل السلاطين وأصبح لهن شهرة في مجال السلطة للدولة العثمانية ومنهن (قَسَم سلطان ، تورهان سلطان ) ، الباشوات والوزراء والآغوات من أصول دوشرمة ويانيجري وكذلك العشائر التابعة لهم كانوا مسلحين وأصحاب رتب ولهم مركزية في العاصمة استنبول ومن خلالها كان لهم تأثير مباشر في توزيع الرتب والمناصب في الدولة العثمانية، ويعزلون الصدر الأعظم والوزراء ومن لم يوافقهم في الرأي يتم قتله أيضاً، كانوا يحكمون بالقسوة والجور ويختارون السلطان ويعزلونه .
وكان بينهم وبين الذين هم ليسوا دوشرمة الترك (الكورد،جركز، أفخاز، أرناووط، العرب، أصحاب الميراث والبكوات القدماء للأناضول الذين أصبحوا مع الدولة العثمانية صراع مرير حول المناصب ومنهم (شيوخ الإسلام، المفتي والقاضي، باشا والوزراء الإداريون والعسكريون )
وبعدها يأتي دور الرشاوي والفساد وتقديم الهدايا الثمينة من أجل الحصول على المناصب في العاصمة استنبول ، حيث كانت آنذاك تجري تولية المناصب الوزارية و تولي ولاية معينة وقيادة عسكرية لقاء ثمن باهظٍ ، و ثم يفرضون بدورهم الضرائب الباهظة على المناطق والإيليات التي تحت حكمهم ويظلمون الناس من المزارعين والتجار وأصحاب المهن والحرف ، أما فيما يخص الضرائب التي لا يستطيع الكثيرون دفعها من أهالي المدن والقرى المسيحية وغير المسلمة فكان يتم تهديدهم بالنهب والتشرد والقتل والإبادة الجماعية في حال التقاعس عن عدم دفعها .
جميع الحاصلين على المناصب الوزارية والباشوات والمتولين لولاية معينة أو منصب آخر من إحدى الولايات كان لابد وأن يذهبوا إلى العاصمة استنبول وأن يتفقوا مع جهة أو مجموعة سلطوية ويقدموا الرشاوى ثم يجري الاتفاق معهم حول مجمل العلاقات و الحيثيات والارتباطات .
كانت (تورهان خديجة سلطان) تجمع حولها جميع السلاطين والباشوات والوزراء الينجرية ، وبالمقابل كانت (قسم سلطان) تجمع حولها بقية السلاطين والوزراء وأصحاب السلطات وتقوم المنافسة الشديدة وفي بعض الأحيان كانت تصل إلى الضرب بالأيادي .
من المعلوم أن ميرزا باشا الداسني كان من الموالين للصدر الأعظم مراد باشا ، و مراد باشا يقف في صف (قسم سلطان) منافساً الينجرية ، ولما كانت (تورهان) مسيطرة على السلطة فقد استطاعت نزع منصب صدر الأعظم من مراد باشا وتعين أحمد ملك باشا الأبخازي بدلاً عنه، وخلال هذه الفترة وفق السالنامة العثماني بقي ميرزا باشا فترة طويلة مع مجموعة من أقربائه الإيزيدية في استنبول دون أن يعيره أحد أي اهتمام أو تخصيص بمنصب يذكر .
مقتل ميرزا باشا في استنبول .
يبدو أنه كان لميرزا علاقة مع منافسي الينجرية ، وبالمقابل كان الينجرية ينظرون إليه كشخص معادٍ لهم ويحسبون له حساباً عدائياً ، هذه المعلومات مدونة في تواريخ الدفاتر للدولة العثمانية ،وبعدها حاول ميرزا باشا التواصل مع آغوات الينجرية لكنه لم يكن يمتلك المبالغ المالية والهدايا كرشاوى يقدمها للمرؤوسين في الدولة العثمانية فتكرمه بمنصب .
وفي فترة مكثوه في استنبول مع مجموعة من أقربائه وحاشيته وعددهم من (40-50) شخصاً كان بحاجة إلى المال للإنفاق والصرف، حيث أن ماله قد بدأ ينفذ ولم يتبقَ لديه ما يكفي احتياجاتهم ويعينهم على الاستمرار و البقاء هناك لفترة أطول الأمر الذي اضطره إلى أن يبيع ما لديه من الحاجيات واللوازم من أجل الطعام، كان آخرها مستلزمات القهوة. فاشتروا البطيخ والرقي بديلاً عنها لسد رمق جماعته، علماً بأنه كانا من أرخص أنواع الفواكه والأطعمة، ومن أجل تأمين طعامهم قدم العديد من العرائض إلى الدولة التي كانت تُقابل بالرفض مما تسبب باستيائه من هذا الظرف.
كان هناك شخصان بظروف ميرزا بك ذاتها تم عزلهما هما (نسيم بك) مسؤول مالية القيادة بمثابة وزير المالية الحالي يسمى(دفتردارياقَرَمانىَ) والثاني الشاب (يَكَن بَك) بك آيدن ، الذي كان من أرباب أصحاب الخدمة، هؤلاء الثلاثة أصبحوا أصدقاء ولم يُمنحوا أي منصب، أيضاً لعدم تمكنهم من تقديم الرشاوى والمبالغ النقدية إلى أغوات الينجرية، حتى أنهم لم يتمكنوا من استلام رواتبهم ومخصصاتهم السابقة ورواتب حراسهم لفترة من الزمن ، بقي الثلاثة على هذه الحالة إلى حين بيعهم ما يمتلكونه ولم يتمكنوا من العيش في العاصمة، واتفق الثلاثة (ميرزا باشا، نسيم أفندي، يكن بك) على الخروج سوية إلى الأناضول مع رجالهم في نهاية شباط 1061ﮪ / بداية آب 1651م، حينما أدرك أغوات الينيجرية بأن هؤلاء الثلاثة قد ذهبوا وهم غير راضين عما آلوا إليه. ظنوا أنهم سيلتحقون بالمعارضة عند (حسن باشا الأبخازي) الذي كان منافساً للآغوات الينيجرية في استنبول، جهز كتخودا بك (محمد بك كتخوداي الصدر الأعظم أحمد باشا) (500-600) فارساً من بكوات (الأرناووط أوخري بك، مصطفى شاﮪ سليمان من أقرباء مختار بك، دَلي دلاور آغا بلووي، بؤرناز، شاهين من آغوات الوزراء ، مع أناس آخرين كانوا جميعاً من طلاب كتخدا بك، وكذلك الوالي السابق لإيالة وان)، وتم تعين محمد أمين صادق قائداً لهم الذي كان مقرباً وصادقاً مع كتخدا بك .
خرج الجميع وراء ميرزا بك وأصدقائه، وقرروا سحق رؤوسهم عند وصولهم إليهم ،
استقر ميرزا باشا وأصدقاؤه في أرض مزروعة بالأرز في منطقة (لفكا – بيلجيك الحالي) دون أن يدركوا أن الذئاب المفترسة تستعد لافتراسهم، وقبل مغيب الشمس وصلت القوة المهاجمة بقيادة محمد أمين صادق قائلة لهم:
- الى أين أنتم ذاهبون ؟
- نحن عائدون إلى ولاياتنا.
- على الجنود محاصرتهم من كل الجهات، أتودون الذهاب إلى الأبخازي؟
- لو كنا ذاهبين الى أبخازي لكنا سلكنا طريق (سبانج)
- هذه الأقاويل الكاذبة لا نفع منها.
أوعز محمد أمين إلى الجنود بالهجوم عليهم،
لم يبقَ لدى ميرزا باشا إلا أن حمل رمحه وامتطى فرسه، على الرغم من أنه كان قد نزع سراجه حينما توقفوا هناك، لكن التركي مصطفى سليمان باشا رماه برمح استطاع ميرزا باشا أن يبعده عنه وينقذه منه ثم قال :
- أصغِ إلى كلامي يا مصطفى سليمان آغا : حين كنا في بغداد، كم مرة أنقذتك من أيادي قزلباش الفرس، ومن ثم ساعدتك بإعطاء الخراج، أتقابل حسناتي لك بهذا وتود إيذائي ؟!
- رد مصطفى سليمان: أنا لا أصغي إلى كلامك، وإن كنت على حق ، لقد جئت بناء على توجيه ومهمة من الأفندي لقتلك فلا مفر لك، ولن نمنحك الأمان بتاتاً .
رماه مصطفى سليمان رمحه مرة أخرى لكنه لم يستطع أن يستهدفه، لم يبقَ أمام ميرزا باشا إلا أن يهجم على مصطفى سليمان ولم يلبث أن ضربه برمحٍ في ظهره فخرج الرمح من الجهة الثانية وقتله في الحال، وبدأ يحوم حول العساكر حتى قتل أعداداً منهم، وقامت معركة ضارية بين رجال ميرزا باشا والقوة التركية ، تم الفتك بالعديد من رجال الترك وعدد من رجال ميرزا باشا .
حاول ميرزا الإفلات والفرار من المعركة ولكن تمت ملاحقته من قبل (200) فارس تركي. حيث رُمي بالرمح والبنادق ومن ثم تمت محاصرته ، استطاع أن يقتل عدداً آخر منهم، لكن قدم فرسه سقطت في شق أرضي، وأصيب محمد أمين باشا ودلاور آغا أيضاً فناداه قائلاً: اترك الرمح الذي في يديك كيلا نزهق أرواحاً أخرى ، لك العهد والقسم بألا نؤذيك وسنسلمك إلى استنبول.
- سلم ميرزا باشا نفسه إلى القوات التركية، قيدته ، وتبين أن أصدقاءه (نسيم أفندي ويكن بك) مصابان في المعركة وتم تقييدهما أيضاً، وقتل أكثر رجال الإيزيدية في تلك المعركة و محمد أمين باشا، وحملوا الثلاثة (ميرزا باشا، يكن اغا، نسيم أفندي) إلى استنبول، بعد أن سطوا على الأفراس وممتلكات جميع الرجال .
في استنبول تم استقبال كتخدا بك من قبل الصدر الأعظم ملك أحمد باشا، وتتبليغه بأن تُقطع رؤوس الثلاثة ويجلبهم معه، وتم إعلام أهالي الضحايا الذين نحروا بالقرب من (كميلك بابا) بالأمر وهي تكية تركية ، حيث تركت أشلاؤهم هناك وحُملت رؤوسهم إلى (بابولهو مايوني) ورميت الرؤوس في الميدان، استاء الأهالي من هذه العمل الشنيع سبوا وشتموا ولعنوا أغوات الينجرية قائلين ما جرم هؤلاء ؟ ودعوا الله للقصاص و أن يُعاقب المتسببون بذلك ويُنقذ المجتمع من الينيجرية .
وذكر أوليا جلبي بصدد مقتل ميرزا باشا ، لم يتحدث عن حكم ولايته في الموصل بل عن بقائه في استنبول وعودته إلى أناضول مع قوة مسلحة، تم إرسال قوة من استنبول لملاحقتهم ، دارت معركة بين الطرفين وقاتل ميرزا العديد من الفرسان المهاجمة، لكن ألقي القبض على الجميع وأُعيدت القوة إلى استنبول، وفي الطريق تم قتل ميرزا مع رفاقه ورجاله المتبقين من المعركة .
كان الصدر الأعظم ملك أحمد باشا أبخازياً ، وكانت والدة أوليا جلبي أبخازية أيضاً فقربه إليه الصدر الأعظم، وكان جلبي إلى جانبه في الكثير من المعارك بتكليف منه ليكون مشرفاً ، ويقول الجلبي لكون السلطان أحمد كان في عمر التسع سنوات بات الصدر الأعظم ملك أحمد وهو من يصدر الأوامر والقرارات ويمتلك ختم السلطان، لم يكن ملك أحمد موافقاً على إصدار قرار بإعدام ميرزا باشا ورفاقه ولكن نتيجة إلحاح من آغوات الينيجرية أجبر على ختم القرار وتنفيذه، ونتيجة معارضة ملك أحمد للعديد من أوامر آغوات الينجرية تم عزله في 21 آب 1651م وتنصيب سيافوش باشا الأبخازي بديلاً عنه .
أوليا جلبي يكتب اسمه (ميرزا بك الداسني) أما في السالنامات العثمانية فهو ميرزا باشا، هناك فرق بين التسميتين عند التاريخ الرسمي العثماني والمؤرخ أوليا جلبي ، في الأول يتم ذكر أصدقاء الداسني وهما (نسيم أفندي و يكن بك) بينما الجلبي يهمل الاسمين ويذكر (هانف خليفة – ولم نعلم من هو؟ )
في التاريخ العثماني وكذلك الجلبي يذكران : أن ميرزا باشا والي الموصل كان متواجداً في استنبول مع مجموعة من أقربائه من أجل توليه ولاية الموصل مرة أخرى أو تنصيبه بمنصب آخر ، وكان هناك العديد من الولاة والوزراء والشخصيات المدنية والعسكرية قد فقدوا مناصبهم ويودون الحصول على مناصب أخرى عن طريق تقديم الرشاوى علناً إلى أصحاب القرار.
أما بالنسبة إلى الآغوات والبكوات فيتم تعينهم رسمياً على إيالاتهم (مفردها إيالة – أكبر من ولاية) ومناطقهم حسب الاتفاق بين عشائر المنطقة وتصرف الرواتب لهم من الدولة، وبالمقابل كانت هناك قبائل رحالة بين الأناضول وكوردستان لأنهم يمتلكون قطعاناً من الغنم والمواشي، في بداية فصل الربيع يذهبون إلى الجبال والزوم ويعودون إلى المناطق السهلية في بداية فصل الخريف وكانوا مرتبطين بعشائرهم وقبائلهم، وفي أغلب الأحيان هناك كؤنفدراسيون بين العشائر التركية والكردية ويختارون رؤساء لهم ويتم تأييدهم من قبل السلطان في استنبول بعد دفع الأموال والرشاوى لأصحاب القرار ويتم احتسابهم كولاية ويعين والي لهم ويقال له (اكوس – أغا التركمان) وهو بدوره يجمع الضرائب للدولة من أبناء القبائل العائدة له ويكون حلقة وصل بين تلك القبائل والدولة لحل المشاكل .
وبما أن ميرزا باشا لم يكن من الآغوات الكبار ولا يمتلك ثروة كي يدفع الرشاوى للمسؤولين والسلطان وعلاقته مع الينيجرية الذين لهم السلطة والكلمة في القرار لم تكن على ما يرام، لذلك تم إهماله في فترة بقائه ومكوثه مع رجال بعد عدم قدرته على الإنفاق على الطعام والمنامة ولهذا قرر العودة الى مسقط رأسه .
في تلك الفترة تذكر السالنامة وكذلك الجلبي أيضاً بروز حسن آغا الأبخازي قرر السلطان منحه مركز آغا العشيرة التركمانية الى الأبد نتيجة كرمه وبطولاته، ويقدم (70) كيساً من (أقجة– عملة عثمانية) إلى الدولة، حينما أصبح ملك أحمد الصدر الأعظم جاء إلى استنبول لتقديم التبريكات إلى الصدر الأعظم لكون الاثنان أبخازيان .
من أغوات الينجرية (بَكداش آغا، رش آغا، كتخدا قولان، الجلبي وكتخدا (أحدهم في المقام الأول لقبيلة الينجرية)، اتفق ملك أحمد باشا وكتخدا كودا محمد بك على نزع منصب الآغاتية التركمانية من قره حسن باشا الأبخازي وتسليمه إلى (آق علي آغا) مقابل (100) كيس من عملة أقجة .
يقول أوليا جلبي : كنت حاضراً عندما دخل قره حسن باشا غاضباً ومعه 100 مسلح الى قصر ملك أحمد وبقي 100 مسلح له خارج القصر و100 مسلح داخل استنبول، وسأل الصدر الأعظم بعصيبة :
- لماذا هذا القرار الجائر التي أصدرتموه بإعفائي من منصبي ؟
- أجابه صدر الأعظم : نعم هذا قرارنا الحالي، لقد دفع لنا (100) كيس من أقجة وعليك بالصبر لمدة سنة.
- أجابه قرة حسن باشا : أنا أرفض قراركم الجائر وخرج، وهجم على قصر السراي لكتخداكودده محمد (من سكنة –جرمك- ومن ينجرية دياربكر)، لأنه أعلم بأن (كوودة) هو رأس الفتنة لهذا القرار وضربه بالخنجر على صدره لكن الحراس القريبين منه أنقذوه من الضربة في اللحظات الحاسمة فهرب إلى قصر الصدر الأعظم.
في سنوات 1639م -1640م أصبح ملك أحمد والياً لإيالية دياربكر ، وصادقه كتخداكوددة وناب عنه في قيادة العسكر للهجوم على سنجار عام 1640م وقتل الأبرياء وحرق القرى .
استطاع قره حسن باشا من تجنيد عدد هائل من الشباب العاطلين عن العمل، وعندما علم بذلك (كتخدا كوددة) اتصل برفاقه وذهبوا إلى الصدر الأعظم وأعلمه بانتفاضة قادمة من قبل قرة حسن وهي خطيرة على الدولة العثمانية، طلب منه إصدار قرار قتل قرة حسن وأُجبر على إصدار القرار وباسم السلطان .
وحينما علم قره حسن بالقرار فر من سكودار(كانت مدينة قريبة من استنبول والآن أصبحت جزءًا من استنبول) إلى أزميت، وبعدها جهز (1000) شخص وتوجه الى استنبول وحينما وصل الى (بؤلي) أصبح (3000) ثلاثة آلاف مقاتل ولما تقدم إلى (أوصمانجيك) أصبح العدد (5000) مقاتل واتصل بقائد الانتفاضة (ايبشير باشا) ودمج القوتين حتى أصبح العدد من (40-50) ألف مقاتل، أصدر السلطان قراراً بقتلهم وحوله الى الصدر الأعظم للتنفيذ ، لكن الصدر الأعظم ملك أحمد رفض القرار وقال ليس بإمكاني تطبيق القرار وأنا مستعد لتسليمكم الختم .
هذا الحدث يربطه أوليا جلبي بموضوع ميرزا داسني وهانيف خليفة ، كان الاثنان من أهل الخدمة للدولة العثمانية، طلب من المراجع في الدولة أن يكونوا آغوات لقبائلهم وأكثرهم رحالة مثل (بوَزولوس, قَرَولوس, ئاتكيَشان، تركمَنيَنو سكوداريَ) وأضاف أن ما قدمه ميرزا داسني وهانيف خليفة من رشوة لأكثر من (100) كيس من إقجة ، لكن الاتفاق بين الينجرية مع كوددة كتخداوبكداش آغا وآخرين، حال دون منحهما أي منصب يذكر.
سلم آغاتية تركمان وسوكدار إلى (اق علي) آغا الينجرية، وعندما علم بانتفاضة قرة حسن تنازل عن استلام المنصب، وبقي المنصب شاغراً .
وعندما حدثت الانتفاضة خاف ميرزا وجماعته وخرجوا من استنبول متجهين نحو الأناضول، لم تذكر السالنامة أو أوليا جلبي أنهم قد اتفقوا مع قره حسن آغا الأبخازي، لكن الحدثين في الزمن نفسه وعلى الموضوع والمشكلة ذاتها ، وحسب المصدرين اعتقد كوددةكتخدا ورفاقه أن الجهتين متعاونتان معاً والآن قد أعلمنا بأن ميرزا باشا ورجاله أيضا قد خرجوا من استنبول ليلتحقوا بالانتفاضة ضد السلطان والصدر الأعظم وهنا تكمن الخطورة .
يكنب أوليا جلبي : أمر آغوات الينيجرية بإرسال قوة وراء ميرزا باشا وقتله مع رجاله ونهب ما يمتلكونه، قال أحمد باشا: هؤلاء هم أهل الخدمة ، أصحاب الشرف ألم تأخذوا العبرة من حسن آغا ؟ كان يدفع (70) كيساً من أقجة إلى خزينة الدولة وأعفته من منصبه ، والآن ماذا تريدون من هانيف خليفة ؟ والله سأحترق بناركم في وقت قريب، وأنتم ستحترقون أيضاً وتصبحون كباباً .
أعلم الصدر الأعظم بان ميرزا باشا وهانيف خليفة قد جمعوا (600) فارس وخرجوا من وسكودار متجهين نحو اسقلية (ديل)، ومن هناك سيعبرون نهر ديل للالتحاق ب (حسن آغا وايبشير آغا) .
.جاء آغوات الينجرية ، وألحوا على الصدر الأعظم بإصدار قرار بقتل ميرزا باشا وهانيف خليفة ، وأجبر الصدر الأعظم تحت الضغوطات بإصدار قرار بإيجاز قتلهم .
وعلى وجه السرعة تم تشكيل قوة كبيرة من (200 فارس وأفراسهم من نوع الكحيلة المدربين وسروجهم من نوع ممتاز (نششت)، أما قره جاويش آغا الينيجري فقد جهز (300) فارس وأفراسهم من نوع الكحيلة المدربين وسروجهم من نوع ممتاز(نششت، حمايل) و أيضاً جلبي كتخدا حشد (500) فارس وأفراسهم من نوع الكحيلة المدربين وجلهم مقاتلين متمرسين في القتال والفروسية، الجميع يدعون بالبطولة، بينما من الصدر الأعظم (700) مقاتل من فرسان الأبخازية والجركزية والكورجية ،ومن المسلحين والشباب (500) مقاتل وأصبح المجموع (5000) فارس مقاتل متمرسين في القتال، أما عبدالله باشا كان من أزلام ملك أحمد باشا قد جهز (500) مقاتلاً كوردياً وانضم إلى القوة، بالإضافة إلى أوليا جلبي مع (8) من رجال حمايته .
عبر (3000) مقاتل عبروا السهل وسكودار في الليل، ومن هناك إلى (كبزي) وخلال يوم واحد عبروا بحر (ديلي) إلى قلعة (ايزنيك) هلكت الفرسان نتيجة الاستمرار في السير دون توقف في الطريق، ترجل المئات من فرسان بكتاش آغا والينيجرية في ايزنيك، والبعض الآخر ترجلوا في مناطق متفرقة في الطريق، وحينما وصلوا إلى (جيركه ﮪ) أعلموا بأن هناك أكثر من ألف فارس متواجدون مابين (عثمانية بيلجك و سوتي) في بركة ماء عين أحمد بك في أرض مزروعة بالرز، البعض منهم في الغابة والآخرون في الخيم ، حينما وصلوا بالقرب منهم ، طلب عبدالله باشا الاستراحة لجميع المقاتلين وبدأ الهجوم عليهم بعد صلاة الفجر .
تمت محاصرتهم من الجهات كلها دون أن يعلموا وهم متوزعون ونائمون بملابس نومهم في الليل، وبعد صلاة الفجر خاطبهم القائد عبدالله باشا بالجهاد في سبيل الله وصاح بهم (الله أكبر... الله أكبر...الله أكبر) وبدأ الهجوم على هؤلاء المساكين الذين لم يعلموا ماذا حدث لهم ومن هؤلاء الذين يقاتلونهم؟ وما السبب؟ خرجوا من الخيم نحو فروسهم وحملوا أسلحتهم البسيطة و منهم من كان يقاتل بثياب نومه. يقول أوليا جلبي : في هذه الأثناء خرج ميرزا داسني مع هانيف خليفة ومعهم (700-800) فارس من الغابة وهاجموا العسكر، سقط القتلى و سالت الدماء بغزارة، جميع المقاتلين من الطرفين كانوا من الإسلام عدا ميرزا داسني وبعضاً من أقربائه، كان الطرفان يناديان بالجهاد وصيحات (الله أكبر... الله أكبر)، اشتدت المعركة شراسة و ضراوة وأكثر مقاتلي الجهتين كانوا من الفرسان المتمرسين في الفروسية والقتال، قتل العديد من هؤلاء الفرسان المشهورين، ولكن كانت النتيجة الغلبة بالعدد والعدة للمهاجمين، استطاع ميرزا داسني الانفلات مع (46) من رجاله، لكنه وقع في فخ عساكر ملك أحمد باشا وتم أسرهم وتقييدهم، أما هانيف خليفة فقد كان مصاباً وحاول الهرب مع ثلاثة عشر رجلاً من رجاله إلا أنه ألقي القبض عليهم و تم تقييدهم، كانت هناك العديد من الرؤوس المقطوعة في ساحة المعركة حملوها وغنموا (800) فرس، وبعثوا (12) قاضياً من مناطق (روحا) من أجل الأسرى والفارين، خرج الناس إلى الجبال والبراري، وهناك تم دفن الموتى في (15) حفرة وبئر وتمت إهانة الأسرى وإذلالهم ، أما الرؤوس المقطوعة فقد وضعوها على رؤوس الأرماحِ ، وعادت القوة المهاجمة ومعهم الأسرى وعبر بحيرة (ديلي) وكبزي وصولاً إلى جسر بوستانجيلنيز يوسكودار، ومن هناك استلم (قرة عبدالله باشا) قراراً من استنبول بإعدام كافة الأسرى، وقطع رؤوسهم وحمل تلك الرؤوس إلى استنبول ودفن الأشلاء هناك، استاء العسكر والأهالي من هذا القرار قائلين : ما ذنب هؤلاء المساكين ليتم قطع رؤوسهم، لكن قرة عبد الله أكد أنه سينفذ القرار ،حاول العسكر الهجوم على قرة عبد الله لمنعه من تنفيذ القرار، أجبروه على التعديل والحياد عن تنفيذه، أطلقوا سراح مجموعة من الأسرى عند البوستانجي ومجموعة أخرى عند الجسر والاخرون في الطريق واستنبول، ويؤكد أوليا جلبي أنه أطلق سراح ستة منهم بعد ترجي من عبدالله باشا ، لكنه لم يطلق سراح ميرزا داسني وهانيف خليفة واصطفاهما مع (46) رجلاً من أقربائهم تحت جسر البوستانجي ، في البداية قتل هانيف خليفة بالسهام ثم قطع رأس ميرزا بك الداسني مع (46) من رجاله، وتم دفنهم تحت الجسر وحملوا الرؤوس مع مثيلتها من البقية المقطوعة في المعركة وأصبح العدد الإجمالي (814) رأس مقطوع وجلبوهم إلى وسكودار ومن هناك حملوا كافة الرؤوس على الأرماح إلى ديوان السلطان محمد في استنبول (كان عمره 10 سنوات)، ثم رموهم في ميدان بابولهومايووني، بقت الرؤوس هناك لعدة أيام حتى تعفنت في الطين والتراب .
ويكتب أوليا جلبي : لقد شاهد العديد من المواطنين وبقوة القادر ، كان في الليل يشع نوراً من رؤوس ميرزا الداسنيوهانيف خليفة ولمدة ثلاثة أيام وبعدها تم رفع الرؤوس من الميدان وبقي (100) رأس ، في تلك الليلة هدم العديد من الدور العائدة إلى بكداش آغا وأُحرقت جميع الأشجار في ثلاثة جبال واشتعلت النيران في ملجأ للبارود في (مانجو) .
ويؤكد أوليا جلبي: كان من أسباب عزل ملك أحمد باشا من منصب الصدر الأعظم عدم تدبيره الموقف من قتل ميرزا داسني وهانيف خليفة .
ملاحظة : الصورة الأولى / ميرزا بك الداسني.
الصورة الثانية: كسيم سلطان الصورةالثالثة : تورهان خديجة سلطان
....
المصادر : كتاب الإيزدياتي للصف السادس الإعدادي لإقليم كوردستان، ص 92
شمو قاسم دناني، مشاهير من الكورد الإيزيديين، مركز لالش الثقافي، دهوك 2005 ص 52
مقابلة مع شيخ ميرزا ختاري يوم 16-4- 2007 وملحمة (كاكؤبرانؤ)
خيري شنكالي ، ئيز ديميرزايكندالي ، الديرية العامة لأوقاف الإيزيدية 2012، ص9 وكذلك . سفيان شنكالي ، جريدة صوت لالش ،العدد ؟ دهوك لسنة 2013م ،
خدرى سليمان وخليل جندي، ئيزدياتي، مجمع العلمي الكوردي، بغداد 1979م ص170 وكذلك خدرى سليمان، شيخان وشيخان به كى ، 1988 إربيل ص 300
كتاب الإيزدياتي للصف السادس الإعدادي لإقليم كوردستان، ص 92 ، وكذلك . سفيان شنكالي ، جريدة صوت لالش ،العدد ؟ دهوك لسنة 2013م ،
جون س كيست ، تاريخ الإيزيدية، ترجمة الى العربية عماد جميل المزوري، دار سبيريز للنشر ، دهوك 2011، ص 114 وكذلك ترجمة إلى الكردية داود مراد ختاري ، مديرية الثقافة في دهوك، 2013،ص 120
( ) مصطفي نعيمة: تاريخ نعيمة، ج 5، ص 92-93. مصطفى نعيمة (1655 م – 1716م) (1065ﮪ - 1128ﮪ) مؤرخ عثماني جلبي ،شغل عدة مناصب منها رئيس التشريفات، ومؤرخ السلطنة ،
جون كيست ، المصدر السابق، ص 115
muradcwan.com/2017/11/12/kuştna-mrza-pasaye-dasnîe-walîe-musle-l-stenbole/NaimaTarihi, Cilt 5, 2130-2133, Naima Mustafa Efendi, wergerajiosmanîZuhurîDanışman, ZuhuriDanışmanYayınevi, 1969, İstanbul
GünümüzTürkçesiyleEvliyaÇelebiSeyahatnamasi, cilt 3, kitap 1, YKY, 2006, İstanbul.
المقصود بالحملات السابقة .
السلطان مراد الرابع قاد حملة إلى عام 1639م واحتلها وبعدها وقع اتفاقية مع الفرس في قصر شيرين وتم تحديد الحدود بين الدولة العثمانية والإيرانية.
OsmanlıVilayetSalnamelerindeMusul, ORSAM, Orsamkitapları no 5, r. 222, Ankara, Kasım 2012.
GünümüzTürkçesiyleEvliyaÇelebiSeyahatnamesi, weşanên YKY, cildê 4. İstanbul.
كانت كوسيم - Kösem أو Anastasia أجمل جارية تزوّجها السلطان أحمد الأول، وواحدة من أقوى النساء في الإمبراطورية العثمانية. حكمت بنفسها لنحو 30 عاماً. عاشت خلال ستة عهود، وأصبحت وصيّة لاثنين من أبنائها وحفيدها. اكتسبت خلال دورها كوصيّ شعبية هائلة واحتراماً بين رعاياها.
شهدت فترة حكم كوسيم واحدة من تناقضات تاريخ الصراع على الكرسي، فهي من حاربت ابنها مراد الرابع الذي قتل أشقّاءه الثلاثة من أجل الحفاظ على حياة الرابع إبراهيم.
وخلال حكم السلطان إبراهيم، لم يرض باستمرار نفوذ والدته وتدخّلها في ديوان الحُكم، فعمل على نفيها نهائيّاً وتقليص جميع صلاحيّاتها، فوجدت الطريق بالتخلّي عن ابنها السلطان إبراهيم، لتولية حفيدها محمّد شاه زادة، ذي الست سنوات حتى تكون وصية عليه وتستمرّ في إدارة الدولة العثمانيّة.
وبالفعل نجحت كوسيم في عزل السلطان إبراهيم بدعم من الانكشاريين والباشوات ورجال الدين، ثمّ إعدامه بعد ذلك ب10 أيّام.
لكن قوّة السلطانة الأمّ كوسيم وصلت إلى نهاية مفاجئة ومأساوية عام 1651 عندما اغتيلت بالخنق بستارة بأمر من تورهان خديجة سلطان، المحظية المفضلة وزوجة إبراهيم الأول، في صراع من أجل السلطة وتم إخراج جثمانها من قصر توبكابي وتم دفنه بجانب أحمد.المصدر أمين سعدي جواري حكمن الدولة العثمانية من موقع الميادين
والدة سلطان أو السلطانة الأم تورهان (بالعثمانية : تورهان سلطان (السلطانة تورهان)، واسم الولادة : ناديا ، ولدت في 1627 بروسيا وتوفيت في 1683) وهى زوجة السلطان العثماني إبراهيم الأول ، ووالدة السلطان محمد الرابع، وحصلت على لقب السلطانة الأم.
حينها كانت أوسكودار لم تكن ضمن مدينة استنبول ، أما اليوم أصبحت منطقة ضمن استنبول .
الإيالة في التقسيم الإداري العثماني كانت تشكل المستوى الإداري الأولي (الأعلى) بين القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر. كان يرأس الإيالة بيكلربكي. ظل نظام الإيالات ساريًا إلى أن تم استبداله بنظام الولايات. [بحاجة لمصدر]
كانت الدولة العثمانية مقسمة آنذاك إلى إيالات، والإيالات إلى سناجق، والسناجق إلى أقضية، والأقضية إلى نواح، والنواحي إلى قرى.
[8] GünümüzTürkçesiyleEvliyaÇelebiSeyahatnamesi, cild 3, kitêb 1, r. 356-359 û dewamawê, YKY, İstanbul 2006.
[9] NaîmadinivîsekuMehmemedEmînPaşayêwaliyêWanê ê berêbûserdarêvêseferنشرالموضوع في مجلة محفل عدد 13.[1]