أجرى اللقاء : #شه مال عادل سليم#
استضفت اليوم أحد الأسماء والشخصيات المهمة والبارزة في مجال السياسة والبحث والتوثيق في جنوب كردستان , ألا وهو الباحث والمفكر اليساري المعروف السيد (دانا جلال) ، استضفته للحديث عن مشاهداته ومعايشته الميدانية للوضع السياسي بالعراق وإقليم كردستان ,وعن أسباب العديد من الأزمات والصراعات الداخلية بين الاحزاب الكردستانية , وعن التظاهرات التي نظمت موخرا على مدى اليومين في (اربيل، كركوك، دهوك، زاخو، حلبجة، ئاكرى) عقب تصريحات النائب (سروة عبد الواحد) عن حركة التغيير والتي جاءت ضمن مقابلة اجرتها معها احدى القنوات الفضائية العراقية ، حيث علقت (عبد الواحد) على الاوضاع المعيشية المزرية لعوائل البيشمركة وذوي الشهداء بسبب تأخر صرف الرواتب والمستحقات ، والتي اثارت فيما بعد ردود افعال غاضبة لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني, ولمعرفة المزيد من التفاصيل الاخرى اجرينا مع السيد (دانا جلال) اللقاء التالي :
لفت نظري تصريح السيد (منصور البارزاني) نجل السيد مسعود البارزاني حين قال امام المتظاهرين في مدينة اربيل : اننا لا نقبل الاعتذار من السيدة (سروة عبد الواحد) لأساءتها لعوائل الشهداء والبيشمركة الا ترون بان هذه الرسالة تحمل في طياتها لغة الثأر والتهديد وهي رسالة ضد العدالة وحكم القانون...؟
- لا يحق، وليس للبارزاني منصور أن يقبل أو يرفض اعتذارها، بغض النظر عن تصريح النائبة سروة عبد الواحد وتأويله اللغوي وتوظيفه السياسي.
مَنْ لا يوفر حد الكفاف لحياة انسانية للبيشمركة وعوائلهم وعوائل شهدائهم، من يدرج القتلة من قادة الجحوش (المرتزقة) شهيداً كما الحال مع المجرم (تحسين شاويس) الذي أغتال (مامه ريشة و سرباز ملا أحمد بانيخيلاني) والقائمة بهما لا تنتهي، الذي يدفع رواتب قتلى الجحوش ومن تبقى منهم بصفة بيشمركة، الذي يضع البيشمركة في حروب النيابة عن محتلي كوردستان لقتال قوات حزب العمال الكوردستاني وتهديدات تفوح منها رائحة فرمان السلطان العثماني لقوات حماية الشرف (قوات حماية الشعب والمرأة)، الذي يُحَلِق رأس البيشمركة العاصمة أربيل، الذي يوجه دعوات احتلال تركية لأرض جنوب كوردستان، ليس ببيشمركة ولا يحق له الحديث باسمهم.
هي لهجة ثأر قبلية في لغةِ تَحزب والتعامل مع العدالة والقانون كعرف عشائري. لي اعتراض بل وانقدت وبشدة تصريح النائبة عن حركة التغيير، ولكن توظيف تصريحها بغرض صرف النظر عن الازمات التي تعيشها كوردستان أمر مرفوض. ليأخذ القانون مجراه بعيداً عن خطاب المزايدة والمزايدة المتبادلة.
في لقائي مع النائب سروة عبد الواحد قبل يومين والذي نشر في موقع الحوار المتمدن (قالت بانها لم تقصد بالاساءة لعوائل الشهداء والبيشمركة وان كلمة (بيع انفسهم) استخدمتها كتعبير لاستهتار بقدسية وقيمة الشهداء وعوائلهم، الذين اجبروا بسبب الصراعات السياسية على فقدانها , وعليه اعتبرت الحملة التي تعرضت لها من قبل الديمقراطي هي حملة (محرفة ومضللة للحقيقة) وترجمت كلامها بالغلط , ما هو تعليقكم ؟
- إن جردنا المفردة من سياقها واجتزأنا الكلمات من التصريح فلها الحق. يتحدث (كارل ماركس) عن عملية بيع متبادلة بين العمال البرجوازية. يتحدث (ماركس) عن قوة عملهم. في سياق حديثها وفي ضوء المتعارف عليه من نمطية التلقي الاجتماعي فان كلامها لا يحتمل تفسيرات عدة. هي أسأت لعوائل البيشمركة وفي أفضل الأحوال خانها التعبير.
اعتذارها كان في محله، وهي امتلكت الشجاعة المُفتَّقدة لحكومات الاقليم واحزابها الذين لا يمتلكون شجاعة الاعتراف بانهم سبب ما يعيشه المواطن الكوردستاني من ازمات سياسية ومؤسساتية ناهيك عن الاقتصادية.
اتفق معها، فان حملة قادة الحزب الديمقراطي ضدها هو توظيف سياسي، والمستهدف من الحملة هي حركة التغيير وبقية الاحزاب الكوردية بعد تصويتهم على ميزانية عام 2017.
قام الحزب الديمقراطي الكردستاني ، يوم السبت المصادف 10- 12 -2016 بتظاهرة احتجاجية ضد تصريحات النائب عن كتلة التغيير الكردية في البرلمان العراقي السيدة (سروة عبد الواحد) في اربيل ، على ما بدر منها تجاه عوائل (الشهداء والبيشمركة). في حين لم يحركوا ساكنا ولم يقوموا بمظاهرات مماثلة ضد اشخاص بايعوا داعش وقالوا بصريح العبارة انهم (جنود داعش) الاوفياء والان يقيمون في اربيل على سبيل المثال لا الحصر (شيخ محمد صفوك الحنش) اضافة الى من اساءوا للبيشمركة وحكومة الإقليم وصرحوا تصريحات ضد السيد البارزاني شخصيأ (فتلاوي ومشعان الجبوري نموذجأ) كيف تفسر ذالك ؟
- بغض النظر من موقفي تجاه حركة التغيير، فاني قلتها وأقولها : ان ظهور تلك الحركة في وقتها ابعد الاسلام السياسي الكوردي من توظيف الغضب الجماهيري ضد السلطة وفسادها من احتواء تلك الجماهير.
تصريح النائبة سروة عبد الواحد بالرغم من ملاحظاتي عنها، فلها الجانب الإيجابي والمتمثل بتصريح امرأة اخرجت الرجال في اربيل. اخرجتهم وان كانت مسيرة من صمتهم لينددوا، وان كنت اتمنى خروجهم ضد القمع والوضع الاقتصادي ومشكلة البرلمان والرئاسة ناهيك عن ربط جنوب كوردستان بمستعمر خلف الحدود.
عقد يوم امس في اربيل مؤتمر (التسامح والتعايش) بمشاركة مسؤولين رسميين في إقليم كردستان وعلى رأسهم رئيس الحكومة السيد نيجيرفان بارزاني ونائبه السيد قوباد طالباني اضافة الى العشرات من المفكرين والمسؤولين والمعنيين. في الوقت الذي تمنع حكومة اربيل رئيس البرلمان السيد (يوسف محمد) المتواجد في السليمانية من الدخول إلى اربيل ...!!
وهنا اسأل ما قيمة انعقاد مؤتمر (التعايش والتسامح) في ظل استفحال الازمات والغاء الاخر وتعطيل البرلمان والتشرذم , بدل الوحدة والتواصل الضامن للاستقرار التماسك للقضاء على الازمات المستفحلة التي تطحن الشعب طحن الرحي .....؟ّ!
- الذي يرسم بفرشاة (سياكس بيكو) حدود اجزاء كوردستان التي اصبحت وهمية، بعد ان إزالتها بكعب احذية قوات حماية الشعب والمرأة الكوردية، الذي يعيد نبضة الحدود المنتهية صلاحياتها، بحفر الخنادق بين جنوب وغرب كوردستان، ويحارب ثورتنا في شمال وغرب كوردستان ناهيك عن قمعه لأهلنا في الجنوب عليه التعايش اولاً مع ذاته القومية، ويتصالح مع هويته التاريخية.
من لا يمكنه تقبل وجود معارضة سياسية، بل ومعارضة صحفي وقلمه، ناهيك عن الناشط الاجتماعي لا يمكنه ان يتقبل الآخر ويتصالح معه. منع مراسل فضائية KNN بتغطية مؤتمرهم المزعوم نموذج للتناقض الصارخ بين قولهم وما نقول.
ان استقبال النائبة (حنان فتلاوي) في السليمانية رغم قباحة وصراحة قولها في فضائية عراقية (أني التي منعت تنفيذ المادة 140 والمتعلقة بكركوك ومنعت تقسيم العراق) يفرض على الكورد رسم خارطة حل جديدة.
كان المطلب بمؤتمر قومي كوردستاني لأحزاب اجزاء كوردستان.
الان علينا ولتحقيق المؤتمر القومي ونجاحه بحاجة الى مؤتمر في الجنوب لأحزاب الجنوب لتوحيد خطابهم، والحال نفسه مع بقية اجزاء كوردستان.
كيف تقرأ مستقبل العلاقة بين الحزب الديمقراطي والتغيير , وهل هناك امل في تصحيح الوضع من جميع النواحي (السياسي , الاقتصادي , الاجتماعي) ؟
- حركة التغيير التي انطلقت بأجنحة محاربة الفساد والاحتكار في جنوب كوردستان تجد في العائلة البارزانية وهي عائلة لها تاريخها الثوري والسلبي ايضاً الحلقة الاضعف لقطع سلسلة الازمات. مشاكل كوردستان وحلها لا يمكن ان يمر من خلال شخصنة تحديد الاهداف ومن خلالها وضع الحلول.
الصراع بين الحزبين فيه الجانب الشخصي والتاريخي، فيه جوانب صراع الاحزاب التقليدية والحداثوية في الحياة السياسية الكوردستانية، فيه المؤثر الداخلي والدور الاقليمي، واقصد انقرة بتأثيراتها على اربيل، وطهران بنفوذه في السليمانية.
هو صراع متداخل ومتشابك قد يلتقيان في اية لحظة كما شهدنا اثناء تشكيل حكومة السيد (نيجيرفان) الاخيرة. هو صراع بين العقلية الفلاحية و البرجوازية الصغيرة من خلال احزابهما تعبيراً عن الطبقي في مصالحه. دخول بغداد على الخط اضاف بعداً جديداً للصراع.
لنفرض ان العلاقة بين الديمقراطي والتغيير ومعهما بقية احزاب الجنوب قد عادت الى سابق عهدها، وسابق عهدهم ادى الى ما نعيشه من ازمات مستفحلة، فكيف يكون الحال ان بقيت حالتهم هذه بين اللجوء الى التناحر الذاتي وطرق ابواب العدو الإقليمي وشبيهه الإقليمي لمواجهة الاخر بعد اضفاء صورة العدو الرئيسي في الوعي الجمعي القومي؟[1]