أوضح (سنان جيدي) الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية والخبير في السياسة الداخلية التركية والسياسة الخارجية أنه ومنذ أن اتخذت الولايات المتحدة القرار الجريء بالشراكة مع #قوات سوريا الديمقراطية# في عام 2015، اتهمتها حليفتها في الناتو (تركيا) بالعمل مع من تعتبرهم إرهابيين.
وقال جيدي في تحليل سياسي للموقع الرسمي ل(مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية):يرى الرئيس التركي أردوغان أنه لا يمكن محاربة الإرهاب بالتعاون مع الإرهابيين, إلا أن قوات سوريا الديمقراطية ليست إرهابية, فقد كانت شراكة الولايات المتحدة مع الكرد السوريين هي الوسيلة الأكثر فعالية ليس فقط لإضعاف تنظيم (داعش)، ولكن أيضاً لمنع عودته المحتملة، ومنذ تراجع العمليات القتالية الكبرى ضد التنظيم وحتى اليوم، تقوم قوات سوريا الديمقراطية بمهام حيوية، من خلال الاستمرار في استهداف فلول قوات داعش، فضلاً عن حراسة سجون داعش في سوريا التي تؤوي بعض أخطر الجهاديين في العالم.
وأضاف جيدي:تريد أنقرة القضاء على قوات سوريا الديمقراطية بمزاعم روابطها الأيديولوجية مع حزب العمال الكردستاني (PKK), ولكن يجب أن نوضح لأنقرة أن الولايات المتحدة نقف خلف شركائها قوات سوريا الديمقراطية, فلماذا؟
لأن قوات سوريا الديمقراطية دأبت على تعريض نفسها للخطر وتصرفت كحليف موثوق به، وهو ما لا تجرؤ حكومة الولايات المتحدة على الاعتراف به رسمياً خوفاً من إثارة غضب تركيا, وقوات سوريا الديمقراطية لم تهدد تركيا قط أو تهاجمها بشكل مباشر، كما أنها لا تضمر أي نية للقيام بذلك, وليست لديها أية رغبة في الاستيلاء على الأراضي التركية، ولا ترغب في شن حرب ضد تركيا لأي سبب من الأسباب, وسعت قوات سوريا الديمقراطية بثبات إلى تحقيق هدفين:
1.إيجاد طريقة للكرد للبقاء على قيد الحياة في سوريا.
2.هزيمة داعش.
وأكد (جيدي) أنه يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تضع حداً لممارسة الشعور بالحرج من الإشادة بعلاقتها الجوهرية مع شركائها الكرد,وقال:لقد وضع المقاتلون الكرد في سوريا والعراق أنفسهم على الخطوط الأمامية لمحاربة داعش، عندما لم تكن الولايات المتحدة راغبة في ذلك, لقد ساعدوا الولايات المتحدة ونصف الكرة الغربي على تحقيق المصالح الأمنية الحيوية التي أكسبتهم بالتأكيد الحق في أن يشار إليهم بفخر باسم (الحلفاء) , ولكن بالمقابل ماذا فعل أردوغان؟
حتى عام 2013 التقى أردوغان بقيادة الكرد السوريين ولم يصنفهم كإرهابيين, صالح مسلم زار أنقرة عدة مرات، والتقى بأردوغان عدة مرات, ومع ذلك اتجه أردوغان إلى تصنيف الحركة السياسية السورية ككيان إرهابي، في الوقت نفسه الذي تخلى فيه عن السعي إلى حل سياسي للقضية الكردية في الداخل في عام 2015. لماذا؟
في مواجهة الدورة الانتخابية الصعبة لعام 2015، قرر أردوغان أن هناك المزيد من الأصوات التي يمكن كسبها من خلال التخلي عن عملية السلام الكردية, من خلال إعادة إضفاء الطابع الأمني على القضية, ومن خلال مساواة القضية الكردية داخل تركيا وخارجها بأنها قضية إرهابية، نجح أردوغان في جذب الناخبين الأتراك لولاية رابعة في منصبه.
ومنذ ذلك الحين لم يتأخر لحظة واحدة عن تنفيذ عمليات عسكرية عديدة ضد أهداف كردية في العراق وسوريا,وتدعم تركيا عسكرياً الكيانات الجهادية في شمال سوريا، وهي فروع مباشرة لتنظيم القاعدة، وهدفها الوحيد هو استهداف قوات سوريا الديمقراطية التي تواصل قتال داعش. وأضاف جيدي:
منذ أن نفذت حماس هجماتها في السابع من تشرين الأول في جنوب إسرائيل، اغتنم أردوغان الفرصة لضرب أهداف كردية في المنطقة (مدنية وعسكرية)، في حين كان اهتمام العالم يتركز بشكل مفهوم على إسرائيل.
يريد أردوغان أن يجعلنا نعتقد أن هجمات الجيش التركي المتواصلة على الأهداف الكردية، والتي تشمل المستشفيات وغيرها من البنية التحتية المدنية، هي جزء من مهمة مكافحة الإرهاب, وليس إظهار إنه مصمم على معاقبة الكرد لمجرد كونهم كرداً لكن قوات سوريا الديمقراطية لا تشكل تهديداً أمنياً لتركيا, ودعونا لا ننسى أن تركيا تواصل توفير الملاذ الآمن لحماس في تركيا، وهي ثاني أكبر قاعدة للمنظمة خارج غزة, وقد مُنحت قيادتها العليا ملاذاً وجوازات سفر تركية، مما سمح لها بالسفر دون قيود.
ومع معرفة كل هذا لماذا تظل واشنطن محرجة على ما يبدو من دعم شركائها الكرد وعدم مطالبة أنقرة بالتوقف عن مساعدة وتحريض حماس, رغم أنها هي المجموعة التي نعرف أنها تمثل التهديد الإرهابي الحقيقي؟ لا أحد يعرف.[1]